لم تعد مسؤولية المؤسسات التربوية بفئاتها المختلفة من مدارس وكليات وجامعات مقتصرة على أداء رسالة محددة بمناهج تعليمية يتم تلقينها للطالب والطالبة بقدر ما أصبح لها أدوار وحيوية متعددة لا تقل أهمية عن دورها التعليمي المتعارف عليه.
ولكون الكليات والجامعات على وجه التحديد تستقبل بين مرافقها وداخل قاعاتها جيلاً شاباً ينتظر أن يغادرها ليتولى مهام ومسؤوليات متعلقة بشكل مباشر في معايشة وإعداد النشء عبر مراحل التعليم المتتابعة. لذا كان من المهم أن تفعل هذه المؤسسات التعليمية إسهامها في عقد الندوات والدورات التثقيفية والتوعوية وحلقات النقاش والتحاور وتعزيز العلاقة ما بين كافة شرائح المجتمع والإسهام في توثيق روح الانتماء للوطن وتجنيد كافة منسوبيها للوقوف في وجه كل فكر ضال أو منحرف وتأصيل مبدأ أن الشفافية والوضوح واحترام الرأي وتقبله والقناعة والتراجع وعدم الإصرار على رؤية خاطئة وفتح أبواب الحوار وتبادل الأطروحات والآراء وتبادل الخبرات والتجارب هي انعكاس لحضارة ننشدها ونتمناها وأساس ومنطلق نسعى جاهدين لأن يسود تعاملنا وعلاقاتنا.
ويأتي انعقاد الملتقى الثالث لختام الأنشطة الطلابية لكليات المعلمين على مستوى المملكة ضمن برامج الوزارة الطموحة والتي اعتادت تنفيذها كل عام وذلك بهدف تبادل الخبرات والاطلاع على معطيات التنمية الشاملة وإثراء الفكر التربوي في ميادين التربية عموماً ولا شك أن هذا الملتقى حظي بدعم وتوجيه ومتابعة من معالي وزير التربية والتعليم والمسؤولين في الوزارة لما لهذا الملتقى من معطيات ستنعكس آثارها في الميدان.
ولعل من مؤشرات نجاح الملتقى أنه ينعقد بين جنبات كلية المعلمين بمحافظة الرس هذا الصرح التربوي الرائد والذي اتخذ من النجاح شعاراً له في كل مناسبة ينفذها نظراً لما يملكه من كفاءات وقدرات تربوية، فكان الإعداد جيداً والجهد مبذولاً لإظهار هذا التجمع بالصورة اللائقة والمحققة لأهدافه.. وفي هذا المقام يسعدني ويشرفني أن أرحب بكافة ضيوف الملتقى السادس لكليات المعلمين وأنقل تحيات وتقدير المشاركين براعي الملتقى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم والذي شرفنا بحضوره وتواجده وتوجيهاته النيرة وتوجيهاته الدائمة ودعمه اللا محدود وجهوده المثمرة بإذن الله ووقفاته المشهودة والذي لم تثنه كثرة مشاغله وارتباطاته وعظيم مسؤولياته عن مساندة أي توجه خير وشمولية اهتمامه لكافة الجوانب الحياتية.
وبنفس القدر نثمن لمعالي وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الأحمد الرشيد حرصه وجهوده ودعمه لبرامج التعليم عامة والذي يؤمن على أن يكون منطلق الحوار والتحاور من داخل منشأة تربوية.. مع إيمانه بأن المؤسسات التربوية من شأنها أن تلقي الضوء وبشكل علمي ووفق إطار تعليمي على مشكلات المجتمع وتتيح فرص تداولها ودراستها وتحديد مسبباتها وطرح طرق علاجها والقضاء عليها واحتوائها وفتح المجال للعلماء والمختصين والمعنيين من نقاش وإشراك كافة الشرائح وتلقي الأطروحات والوقوف على لب المشكلات ومسبباتها وهو ما هو ماثل في هذا الملتقى بمشاركة معالي الرئيس العام لشؤون الحرم المكي والمسجد النبوي الشيخ/ صالح بن عبدالرحمن الحصين ومعالي الدكتور محمود بن محمد سفر وزير الحج سابقاً ومعالي وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور/ علي بن إبراهيم النملة وإدارتهم لدفة هذا الحوار بمواضيع لهم فيها رؤية صائبة لكونها تقع ضمن اهتماماتهم وتندرج كأولويات مسؤولياتهم مما سيتيح لجميع المشاركين فرصة الاستفادة والاطلاع المباشر والتعرف على وجهة نظر تدعمها الخبرة والتجربة والتخصص متمنياً للجميع التوفيق والسداد وأن نخرج بمحصلة إيجابية تدعم الحرص على إصلاح الخلل والقضاء على السلبية ودعم الإيجابية لما فيه المصلحة العامة بإذن الله.
* مدير التربية والتعليم - والمشرف على تعليم البنات بمحافظة الرس |