* القاهرة- واس:
دعا معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ جميع المسلمين علماء ومفكرين وسياسيين وأفراداً إلى التصدي للإرهاب والإرهابيين بكل حزم، مؤكداً أن الأعمال الإرهابية لا يوجد لها مبرر شرعي أو عقلي.
وقال معاليه: إنه عقب الأحداث الكثيرة التي وقعت مؤخراً سواء من إرهاب الجماعات والأفراد أو إرهاب الدول فقد عقدت من أجل ذلك مؤتمرات كثيرة عن الإرهاب في محاولة للتوصل إلى تعريف له طرحت خلال العديد من الرؤى والطروحات المتباينة والمختلفة.
موضحاً أنه إذا كان إرهاب العدو في ساحة الحرب مطلوباً ومحموداً فإن الإرهاب بمعنى إخافة الغير بغير وجه حق أمر مرفوض تمام.
وعرف معاليه الإرهاب من الناحية الفقهية بأنه إخافة الإنسان بقتل أو ما دونه بغير وجه حق فدخل في ذلك جميع أنواع الاعتداءات وجميع أنواع الإفساد في الأرض سواء كان ذلك من جهة فرد أو جماعة أو دولة لأنه قرين الإفساد في الأرض.
وقال: إن الكثير من الأعمال التي نراها على مستوى الدول في الاعتداء على من لهم الحق في الدفاع عن أنفسهم ممن احتلوا أو اعتدى عليهم فنجد أنهم يدخلون دفاعهم المشروع ضمن الإرهاب مع أنها ليست كذلك لا من ناحية الشرع ولا من ناحية المعنى اللغوي للكلمة ولا من معنى الإنصاف والحق.
وأضاف معاليه أن الإرهاب من الناحية السياسية الكل يريد أن يعرفه من جهته ليحفظ سياسته ومصالحه وهو كيل بأكثر من مكيال.
واستعرض الشيخ صالح بن عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ في محاضرته التي ألقاها ضمن الملتقى الفكري الذي نظمته سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى القاهرة الليلة قبل الماضية الموقف من الإرهاب من كل الزوايا وقال: إن الفئات التي تدعى أنها تقتل وتدمر وتخيف لتنصر الإسلام حسب ظنهم فإن هذا القتل قد توجه لمن لا يستحق من المسلمين المستأمنين وأهل الذمة في دار الإسلام، مؤكدا أن حقيقة الإرهاب الموجود حالياً والذي تمارسه جماعات الإرهاب يشمل عدداً من أنواع الإفساد في الأرض محاربة الله ورسوله وأعظم ذلك أنهم يريدون سلب الأمن الذي وفرته الدول للمجتمعات الإسلامية.
وزاد معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بقوله: إن الإرهاب في حقيقته ليس محاربة المسلمين فقط أو الدول الإسلامية ومجتمعات المسلمين عن طريق إتيانهم من مأمن بدون مواجهة ثم القتل والدمار والجرح والعبث الكبير.
موضحا أن من يقوم بذلك هم محاربون ومفسدون في الأرض والدليل على ذلك أن من أرهب بغير وجه حق يأتى بقتل نفسه وقتل النفس من أعظم الذنوب.
وشدد معاليه على أن دار الإسلام الحقوق فيها كاملة للمسلمين والمستأمنين سواء كانوا أهل ذمة أم كانوا أهل أمان وعهد وميثاق مشدداً على أن ما يجرى اليوم من الإرهابيين هو انتهاك لعصمة الدم للمسلم وغير المسلم.
ونبّه معاليه إلى أن الإرهاب ينافي الشريعة الإسلامية لأنه يعتدى على الأموال والممتلكات والشركات وأموال الأشخاص وكذا أملاك الدولة ولذا فالاعتداء على هذه الأموال إرهاب لا يمكن لأحد أن يبرره لأنه يمثل سلب للمال العام والأمن العام وهو أمر مضاد للشريعة ويتنافى مع النصوص الشرعية من الكتاب والسنّة التي شددت على حماية الدماء والأموال والممتلكات وعدم الاعتداء عليها من غير وجه حق.
وفنّد معاليه في محاضرته وجهات النظر التي تحاول أن تبرر للإرهاب وقال: إنني لا اتفق مع من قال: إن الإرهاب الذي يقع في عدد من الدول من قبل الأفراد والجماعات له ما يبرره اما نتيجة لأوضاع عالمية أو نتيجة أوضاع المسلمين أو وضع بعض الدول الإسلامية، مؤكداً بأن هذا الرأي يمثل نوعاً من المشاركة في تبرير الإرهاب حتى ان بعضهم أجاز قتل النساء والأطفال إذا كانوا تابعين لمن يريدون قتلهم.
ووصف الفكر الإرهابي من الناحية العقدية بأنه يمثل فكر الخوارج القديم الذي ظهر عند الخلاف على المال في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال معاليه: إن التصرفات الإرهابية ليس لها ما يبررها لا من الناحية الشرعية أو العقلية ولذا فان نظرية التبرير تمثل مشاركة في هذا العمل.
ورأى معاليه أن هناك من يتناول التصرفات الإرهابية ويرى أن هؤلاء لا ينتمون في الحقيقة إلى مدرسة يمكن أن يقال إنهم اعتمدوا عليها في أفكارهم تبرر لهم ما يقومون به وما يقولونه لأن الذي قاموا به حدث لم يسبق له مثيل لا في التاريخ البعيد أو القريب. مبيناً أنها مدرسة جديدة من نوعها يخشى من أن تتنامى وأن تبقى إذا لم تواجه من الجميع من الدول والعلماء والباحثين والمجتمع كله بكل حزم وقوة. وحدد معاليه سبل مواجهة الإرهاب، مؤكداً أنه على العلماء والمفكرين الإسلاميين الإجابة عن السؤال الكبير إلا وهو كيفية المواجهة للإرهاب مبيناً أنه وفقاً للنظرة الفقهية المعاصرة فينبغي أن نجعل المواجهة قائمة على ثلاثة محاور.. الأول: أن يكون لدينا وقاية وبرامج وقائية لا تسمح لهذا الفكر أن ينتشر أو أن يتأثر به أحد. وأما المحور الثاني فيتمثل في برامج علاجية، وأما المحور الثالث فهو القضاء والحكم والتأديب والقوة.
وقال معاليه أما الوقاية فهي واجب المجتمع وواجب الجميع وأعظم أسباب وجود هذه الأفكار سببان الأول وجود الجهاد في بعض الأراضي الذي يذهب إليه من هو ليس مؤهل له ومن هنا لا بد من الوقاية واما السبب الثاني فهو الغلو في الدين الذي يجب محاربته لأن الدين ليس غلواً ولا تطرفاً ولا ميوعة في نفس الوقت إنما هو دين الاعتدال.
|