Thursday 29th April,200411536العددالخميس 10 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

رحلة في عقل وقلب المواطن الذي أصبح رجل أعمال ناجحاً محمد عبدالله عبدالعزيز الجميح رحلة في عقل وقلب المواطن الذي أصبح رجل أعمال ناجحاً محمد عبدالله عبدالعزيز الجميح
الجميح وعالم التجارة

  *الحلقة الأولى :
اكثر رجال الاعمال في بلدنا يتصفون بالمثالية والجدية.. كثرتهم لم تبخل بعطاء.. وقلة نادرة أخذوا ولم يعطوا ، من بين الذين اعطوا بسخاء محمد الجميح.
برز كرجل اعمال ناجح ومن اكبر مستوردي السيارات في العالم.
عاصر التجارة منذ بدايتها وعاش نموها وازدهارها.. رجل له آراء في العديد من القضايا.. تعلم القراءة والكتابة في الكتاب ثم اصبحت الدنيا الواسعة مدرسة رحبة اعطته بقدر ما اعطاها.. له مساهمات اجتماعية وله صلة وثيقة بالصحافة من خلاله عمله كعضو في مؤسسة (الجزيرة) الصحفية.
الجميح واحد من هذا الرعيل الذي بدا واثقاً يدوس على الاشواك لا يثنيه الالم وانما ينظر دائماً الى الامام.. لعلنا في حاجة الى التعرف على فكر وتجارب رجل ممن حققوا قدراً كبيراً من النجاح.
محمد الجميح تستضيفه( الجزيرة) اليوم كواحد من ابرز رجال الاعمال السعوديين الذين اعطوا لهذا الوطن كما اعطى له.
نستضيفه اليوم ليكشف اوراق البدايات.. ويتحدث عن كل ما يدور بفكره من طموحات لزيادة الرقعة الزراعية والمساهمة الاجتماعية وتقديم العون للجمعيات الخيرية.
الجميح - كما قلت - احد نماذج رجال الاعمال السعوديين الذين بدأوا من الصفر وحققوا النجاح وجمعوا الثروة الطائلة لكنها لم تبعدهم عن عشق الصحراء وابناء الصحراء، يظل اسم الجميح بارزاً بين رجال الاعمال يعطي للوطن.. للناس.. لكل الاعمال الخيرية.
اذن دعونا نقرأ ما دار بينه وبين (الجزيرة) في الحلقة الاولى.. وكان السؤال الأول هو:
أجرت الجزيرة حواراً مطولاً مع الفقيد محمد العبدالله الجميح الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى أمس في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض.وقد استمر الحوار على حلقتين متتاليتين نشرت أولاهما في يوم الجمعة 7 جمادى الأولى 1404هـ فيما نشرت الحلقة الثانية في عدد الجمعة 14 جمادى الآخرة 1404هـ.
وقد قام بإجراء الحوار الزميل محمد الوعيل وصوره الزميل فتحي كالي.
وفيما يلي الحلقتان..
منذ 48 عاماً
* نقطة الصفر في عالم التجارة.. تظل عالقة في الذهن.. كيف؟
- نعم..تظل عالقة في الذهن.. وعلى ما اتذكر فقد بدأنا اعمالنا التجارية من 48 عاماً تقريباً.
* اين..؟
- بمدينة شقراء.
البداية
* وكيف كانت البداية؟
- لم نكن يومها مبتدئين بمعنى البداية..
ممارسة العمل التجاري
* كيف؟
- كان اجدادي وآبائي يمارسون العمل التجاري.
* وبعد ذلك؟
- اقمنا فرعاً لنا بمكة المكرمة للاعمال التجارية والصرافة.
* هذا اول فرع؟
- نعم.
تجارة المواد الغذائية
* وبعدها؟
- فتحنا فرع الرياض.. وايضا فرع الدمام ثم كان اجدادي وابائي يمارسون العمل التجاري.
تركزت اعمالنا بهذه الفروع في تجارة المواد الغذائية والصرافة والاقمشة وتجارة السيارات
* ثم..؟
- طورنا اعمالنا بتجارة السيارات.
* كيف؟
- بعد ان حصلنا على وكالة سيارات فورد من الباطن.. من الوكيل الموجود للشركة في ذلك الوقت.
رفض طلبنا
* من الباطن؟
- نعم..
فقد حدث ان اعلن عن مناقصة سيارات للدولة بعدد كبير.. وقد تقدمنا بطلب للوكيل الرسمي لعرض السيارات المذكورة.. لنقدمه باسمنا ولكنه.. رفض ذلك.. مما دعانا الى ان نتجه رأسا الى الشركات المصدرة للسيارات في امريكا.
افضل العروض
* وحصلت على العرض المطلوب؟
- نعم حصلنا منها على العرض المطلوب وقمنا بتقديمه للجهة صاحبة المناقصة باسمنا وقد.. كان عرضنا افضل العروض المقدمة لهم.
* وعلى من رست المناقصة؟
- رست علينا المناقصة.. وبهذه المناسبة تقدمنا لشركة فورد.. وابلغناهم ان المناقصة قد رست علينا.. وطلبنا منهم ان يزودونا بهذه السيارات رأسا.. بدون واسطة الوكيل الذي رفض سابقاً اعطاءنا العرض.
نقطة البداية
* وبعد؟
- اقتنعت الشركة واعطتنا الوكالة رأسا واعتبر هذه نقطة البداية التي ظلت عالقة بأذهاننا منذ بدايتنا للعمل بالسيارات.
لم يحدث
* هناك اتهام.. بانكم تطبعون بعض كتب الفقه والحديث..وتعمرون المساجد بها لكي تتفادوا دفع الزكاة.. ما ردكم؟
- اولا.. لم يسبق ان وزعت مثل هذه الكتب على المساجد.
لكنني.. احمد الله.. اذ اتيحت لنا فرصة طباعة بعض الكتب التي اعتقد انها واجب علينا.. ويحتم الامر علينا المساهمة في طباعتها.
* كيف؟
- لاننا نؤمن بأن من واجبنا المساهمة في طباعة الكتب الدينية التي تنير الطريق للمسلمين.. وايصال الحقيقة اليهم بأحسن صورة، وانتهز هذه الفرصة.. لكي اشير الى اننا نعرف الجهات الثمان التي ينحصر فيها دفع الزكاة.
وعلى هذا.. تنحصر فيها دفع الزكاة.
وعلى هذا.. فلا نجيز لانفسنا طباعة الكتب على حساب الزكاة كما انه.. ليس هناك ما يوجب هذا التحايل.
أول سيارة
* تتذكر اول سيارة اشتريتها؟
- نعم..
اول سيارة كانت فورد تنده موديل 1957.
* في عام كم؟
-عام 1961م.
غير صحيح
* البعض يتهمك بعدم تقديمك تسهيلات للمواطنين لاقتناء سياراتكم؟
- هذا غير صحيح.
تسهيلات
* كيف؟
- اولا لان كلمة ( التسهيلات) هذه لها معان كثيرة.. واجزم باننا قدمنا الكثير والكثير..
مواصفات جيدة
* كيف؟
- فعلى سبيل المثال لا الحصر.. تم تأمين سيارات بمواصفات جيدة.. لا من حيث الفخامة فقط.. بل كذلك من حيث القوة والمتانة.. وتأمين قطع الغيار الاصلية وبأسعار معقولة وكذلك تأمين ورشة صيانة حديثة مجهزة بمعدات فحص واصلاح الكترونية متطورة وايد فنية مدربة ذات خبرة عالية.
* وبالنسبة للتسهيلات؟
- نحن نبيع السيارات بالتقسيط المريح وبدون فوائد.. بل تباع السيارات بموجب اسعار البطاقة ولمدة لا تقل عن سنة.
* هل هناك برنامج خاص لاستبدال السيارات؟
- نعم.. في هذا العام انشأنا برنامجا خاصا لاستبدال السيارات.. وبموجبه يمكن لأي(زبون) استبدال سيارته القديمة بأخرى جديدة.
تيسير كبير
* في مقابل كم ؟
- عليه فقط دفع الفرق بين سعر سيارته القديمة والسيارة الجديدة التي يريد شراءها واعتقد ان في هذا تيسيرا كبيرا على الزبائن وخدمة لهم.
كيف ؟
- لان استبدال السيارة لا يستغرق أكثر من 20دقيقة
مفارقات
* تتذكر بعض المواقف مع الزبائن.. ولا تنساها؟
- نعم.. هناك كثير من الزبائن كانوا لا يرضون الا بدفع سعر يصل احيانا لاقل من سعر التكلفة.. وبعضهم الاخر لا يدفع القيمة عند الشراء.
* وفي السابق؟
- كان كثير من زبائننا يراجعني شخصياً في الحصول عل خصم خاص.
بع واشتر
* والآن؟
- اكثرهم يقوم بمراجعة معرض البيع في شارع المطار او ساحة البيع في خريص ويتفاوض معهم في السعر عملا بالحديث الشريف: ( بع واشتر حتى يبش الجبين).
ضمان
* والضمانة الفنية؟
- الضمانة الفنية الممتازة للعميل لمدة 20.000 كيلومترا أو لسنة.
ليس من رأى كمن سمع
* البعض يقول ان ورش الاصلاح تغالي في تصليح السيارات.. بل ان البعض الاخر يذهب الى انكم تغالون في قطع الغيار نفسها؟
- قبل ان اجيب عن هذا السؤال استأثر بالقول المأثور ( ليس من رأى كمن سمع).
وما يقوله الناس عن ورش السيارات وقطع الغيار مغاير للحقيقة.
لا.. لغرض الربح
* كيف؟
- لاننا.. اوجدنا ورشة السيارات لخدمة العميل ولكي نستطيع ان نقوم باصلاح سيارته بالطرق الاصولية.. ولم توجد الورشة لغرض الربح.. ولا شك فإن من مصلحة العميل ان يسلم سيارته للجهة القادرة على اصلاحها وصيانتها بطريقة صحيحة.. وهذا لا يتأتي الا باستخدام الايدي الماهرة المتخصصة ذات الخبرة الطويلة في تأمين ما يلزم من الاجهزة المتقدمة علميا لكشف الخلل الحاصل بالسيارة.
* بتكلفة اقل..؟
وليس هناك البديل لكي نؤمن استيراد القطع اللازمة للسيارات منه. اذ يهمنا بالدرجة الاولى ان نشتري السيارة والقطع اللازمة لها من مصدر واحد.
غير مربحة
معنى ذلك أن ورش السيارات مربحة؟
أبداً.. الذي أحب أن أؤكده هنا أن ورش السيارات غير مربحة
* وبم تعلل ارتفاع اسعار قطع الغيار؟
- نحن نقوم باستيرادها من مصادرها الاصلية التي تضمن للسيارة تشغيلا احسن وخدمة اطول.. وبناء عليه فنحن ندفع الاسعار التي تحددها الشركات الصانعة للسيارات نفسها.
* هل تعتبر قطع الغيار مواد تجارية؟
- لا نعتبر قطع الغيار مواد تجارية.. ليس من الممكن ان نشتريها من اية جهة كما يفعل البعض ممن يتعاملون بقطع الغيار..
لكننا.. نعتبرها جزءا اساسيا من احتياج السيارات التي نستوردها للمملكة.
ولهذا.. فلا يمكن ان نضلل العميل ببيعه قطعا غير اصلية..
وعلى كل حال.. كل شيء بثمنه كما يقولون.
* هل تذكر ( حالة نصب) وقعت فيها؟
- لم نواجه مشاكل نصب او احتيال حتى الان.
* لماذا؟
- لكوننا نحاول اتباع الحزم والدقة في اعمالنا
اذكر هذا الموقف
* ولا حالة نصب؟
- اذكر ان هناك صديقا لنا قد جاءنا ابنه ذات يوم وهو يحمل خطابا مرفقاً به شيك تحت توقيع والده.. وطلب منا تسليم اربع سيارات للابن والشيك مؤجل لثلاثة اشهر.
لم نعثر عليه حتى الآن
* وماذا فعلت؟
- سلمناه السيارات حسب طلب صديقنا وعند حلول مدة دفع قيمة الشيك ارسلنا لتحصيله الا ان الشيك اعيد لنا بحجة عدم وجود رصيد للساحب.
وعندما راجعناه ابلغنا بعدم علمه بذلك وان ابنه قد زور توقيع والده على الشيك والخطاب وبرأ نفسه من المسؤولية.
وبالبحث عن الولد.. وجدناه متغيبا.. ولم نعثر حتى الان عليه.
* متى كان ذلك؟
منذ سنتين..
* ابو عبدالله.. تذكر رأس المال الذي بدأت به عملك التجاري؟
- في الحقيقة.. اذكر انه عندما كنت شابا في الخامسة عشرة من عمري.. بدأت عملا تجاريا خاصا بي.. انطلاقا من عمل أهلي التجاري..
تجارة العصي
* في أي شيء؟
- في تجارة العصي.
* كيف؟
- كنت اشتريها واقوم بادخال الاصلاحات والتعديلات عليها لتناسب الاستعمال.
بدأت ب(العيدية)
* وكيف بدأت في هذا العمل؟
- بحصيلة النقود التي كانت تعطى لي ايام الاعياد والعيدية
الاعياد العيدية
* من من؟
-من اصدقاء اهلي واقاربهم واتذكر في ذلك الوقت.. ان كل واحد من اهل البلد كان يحمل عصا حسب العادة- لان المواصلات كانت على الجمال..
رأس مالي 500 ريال
وكم تجمع لديك من مبلغ من جراء هذا العمل؟
- 500 ريال
* مبلغ صغير؟
- كان يعتبر هذا المبلغ كبيرا في وقته.
لكي لا انشغل
* وفيم انفقته؟
سلمته لوالدي شعورا بمسؤوليتي امامه وحتى لا انشغل بعمل خاص.. ولاقوم بعمل والدي التجاري وخدمته.
الثروة ليست بالمال
* كم تقدر حجم ثروتك الان.. سواء اكانت نقدية ام عينية؟
نحن نؤمن ان ثروتنا ليست بالمال الموجود فقط.. ولكنها.. بالسمعة الطيبة التي حصلنا عليها ولله الحمد نتيجة لما نقوم به تجاه عملائنا ومجتمعنا كما.. ان ثروتنا الكبيرة التي نحظى بها مع كل من نتعامل واعتقد.. ان هذه الامور هي الثروة الحقيقية.
* وكيف تنظر للمال؟
- المال مهم كثر او قل فهو متاع في الحياة.
والسعيد.. من سخر ماله لآخرته وخدمته في الحياة.. ولتحقيق ما عليه من واجبات تجاه الدين والمجتمع والوطن.. ونرجو ان نوفق الى القيام بواجباتنا في هذه المجالات.
* وكيف تنظر لتجارة السيارات في المملكة؟
لاشك.. بان تجارة السيارات وجدت نتيجة الطلب الضروري عليها من قبل المواطنين المقيمين في المملكة.. ولكن.. بحكم ان السيارة ليست من السلع الاستهلاكية ذات الاستخدام الواحد.. فنحن نرى الا يترك المجال مفتوحا مع السيارات وبواسطة اي شخص يريد ان يثير في هذا المجال.
بل.. ان من المفروض ان تنظم هذه العملية حيث لا تباع السيارات الا عن طريق وكلاء متخصصين تتوفر لديهم ورش الصيانة والاصلاح وقطع الغيار في البلد الذي تباع فيه السيارة لكي يحصل المشتري على الضمان الفني لسيارته.. والذي يتيح له بالتالي فرصة اصلاح سيارته بورش الوكيل مجاناً كما يتيح له التجهيز الجيد قبل الاستلام.. مع ضمان توفر قطع غيارها الاصلية.
ولهذا.. فنحن نقترح دراسة هذا الموضوع تلافيا للسلبيات الموجودة والتي يعاني منها الكثيرون.
ليس هناك ما يدعو لذلك
هناك من يعتقد انه لابد ان تصنع سيارات خصيصا للسعودي.. ما رأيك؟
لا اعتقد.. ان هناك ما يدعو لصناعة سيارات للمملكة.
بلدنا لا يختلف
لماذا؟
لان بلدنا لا يختلف عن البلدان الاخرى.. لكي تصنع له سيارات خاصة.
* كيف؟
نحن نرى.. ان هناك بعض المواصفات يجب لا تتضمنها السيارات التي ترد للمملكة بما تناسب من نوع البنزين الموجود عندنا وما يتناسب مع ارضنا واجوائنا الحارة وطبيعتها وحغرافيتها الصعبة.
وهذه النوعية من السيارات هي التي نستوردها.
* ما هو الدور الذي يجب ان يضطلع به رجل الاعمال السعودي لخدمة وطنه؟
- لاشك.. فان رجل الاعمال السعودي قبل كل شيء هو مواطن.. وعليه واجبات تجاه وطنه.. ولكونه اصبح رجل اعمال فان واجباته تجاه هذا الوطن تتعاظم وتزداد بقدر حجم عمله.. ولذا.. فهو يجب ان يساهم في المشاريع الخيرية والاجتماعية على قدر استطاعته.. كما يجب عليه ان يكون عونا للدولة لتحقيق الاهداف التي ترسمها خطط الحكومة في مختلف المجالات ونحن.. نؤمن بضرورة الاداء الجيد للعمل والخدمة الممتازة للعميل.. والاكتفاء بالربح القليل والعمل على تطوير الكفاءات السعودية وتشغيلها.
* ابو عبدالله .. هناك من يتهم اعضاء المؤسسات الصحفية بانهم يسعون وراء جمع المادة فقط.. دون التطوير الجاد للعمل الصحفي.. ماردك على ذلك؟
- اعتقد.. ان هذا الاتهام لا اساس من الصحة واكبر دليل على ذلك ما نشاهده من تطور ملموس لمستوى صحافتنا الوطنية.. ولولا.. الحرص على التطوير من قبل جميع المسؤولين عن الصحافة سواء كانوا من اعضاء المؤسسات الصحفية او من العاملين بالصحافة لما وصلت صحافتنا الوطنية الى ما وصلت اليه في الوقت الحاضر.
رضا القارئ
ونحن نفتخر بصحافتنا التي اصبحت تعالج اغلب القضايا التي تهم المواطن في حياته.
وبلاشك.. فان رضا القارئ عن الصحافة يزيد من رواجها وانتشارها وتطورها وهذا هو ما نسعى اليه.
لجهود العاملين
* ماذا اضفت كعضو في مؤسسة الجزيرة للعمل الصحفي بها؟
- اعتقد.. بانني كعضو في مؤسسة الجزيرة الصحفية فخور بتطورها وتفوقها في كثير من المجالات وماذلك الا نتيجة جهود العاملين عليها ولهذا فانني دائما.. مع القرارات البناءة لتطوير هذه المؤسسة.
أسس قوية
* ابو عبدالله.. لو عدنا الى بداية عملك بالتجارة ماذا تقول عن هذه التجربة..؟
- اقول.. انها بداية اتسمت بالجدية والكفاح والانتاج المثمر.. وقد استطعنا من خلالها ان نرسم الاسس القوية والمنظمة لاعمالنا ولخدمة وطننا.
* ماذا تقول عن المساهمات التي تطرحها الشركات؟
- أرى.. أن لها فوائدها على الوطن والمواطنين فهي تعود بالربح على المواطن وتشغل السيولة في البلد.. وكذلك تحفظ مال الوطن للوطن والمواطن بدلا من ان يذهب للخارج.. ويتعرض بذلك المواطن للنصب والاحتيال كما حدث لبعض المواطنين الذين اغتروا بالاستثمار في الخارج وكانت النتيجة الفشل.. كما لاننسى مساعدة الدولة وتشجيعها للمواطن واتاحة الفرصة له لاستثمار امواله في هذا الجانب.
* لاتفرض ضرائب:
وبلادنا والحمد لله ومن ثم لحكومتنا الرشيدة من افضل البلاد التي يمكن الاطمئنان إلى سبل الاستثمار بها وبالاضافة إلى كل ذلك فالدولة لاتفرض ضرائب لا على التجارة عامة ولا على الاستثمار في مجال الاسهم بشكل خاص.
وهذا يتيح للمواطن الحرية والأمان في التصرف كما ان من فوائد الاستثمار في مجال الاسهم ان التجارب بينت ان المستثمر يمكن ان يربح 100 ريال على الأقل في السهم عند اقفال الاكتتاب ومع هذا أيضا الربح السنوي الذي يأخذه يكون صافيا من بعد الاحتياطي والزكاة.
* خدمة العميل
* فيم تكمن اسباب الفوز؟
- مرجعها للتنظيم الذي اتبعناه في أعمال السيارات.. ثم لحرصنا على خدمة العميل والاكتفاء بالربح المعقول وتوفير قطع الغيار اللازمة للسيارات التي مستوردها كل هذا مكننا من تحقيق نسبة كبيرة في زيادة مبيعات السيارات بالمقارنة مع الدول الأخرى في هذه المجالات.
* حماية الصناعة الوطنية
* ماهو الدور الذي يجب ان تقوم به الغرف التجارية والصناعية من وجهة نظرك؟
- بودي ان تركز الغرف التجارية والصناعية على ما تعانيه المصانع الوطنية من منافسات خارجية لكي نعمل بالتنسيق مع الجهات الحكومية لحماية الصناعة الوطنية.
ولاشك فإن الغرف التجارية والصناعية تقدم الآن خدمات جليلة وقد تطورت أساليب العمل فيها مما يجعلنا نطمئن إلى ان المسؤولين في الغرف لن يترددوا في تقديم المزيد من الخدمات لرجال الأعمال والصناعيين.
* هل ترى ان المرأة السعودية نجحت كتاجرة؟
- من.. حسنات ديننا الحنيف انه كفل للمرأة حرية التصرف بمالها.. ومن المعلوم ان ديننا الإسلامي لم يمنع المرأة من التجارة أو التملك ولكن بحكم طبيعة المرأة المسلمة التي لا تتاح لها فرصة ممارسة الأعمال التجارية وبنفس الدور الذي يقوم به الرجل.
فالمرأة.. لها دورها وواجباتها في الحياة.. وللرجل دوره وواجباته.. وبلا شك فكل واحد منهما لا يفترض فيه ان يؤدي دور الآخر.
الحكم للآخرين
* أباعبدالله.. ماذا قدمت لمسقط رأسك شقراء؟
- في الواقع.. لست من الذين يفضلون التحدث عن أنفسهم وعما يقدمونه من أعمال سواء لبلدي شقراء أو لأية جهة.
بل.. أود أن أترك الحكم للآخرين وعلى كل حال فإن أي شيء قدمناه لبلدنا شقراء أو غيرها.. نعتبره واجبا علينا.. ومساهمة منا في المجالات التي يمكن المساهمة فيها.
هذا ما قدمته
وبهذه المناسبة أود أن أذكر بعض ما قدمناه لبلدنا شقراء وهو مشروع المياه.. الذي أوصلناه لكل بيت بشقراء بدون أية قيمة لتكاليف المشروع أو قيمة المياه، وقد استمر العمل بهذا المشروع حتى تم توصيل مشروع مياه الحكومة للوشم بالكامل عام 1402هـ وقد استمر مشروعنا يغذي البلد بالكامل مدة 25 عاماً تقريباً.
نرحب بالمواطنين السعوديين
* قلت ان نسبة العاملين من السعوديين في أعمالكم كثيرة.. لكن هناك من يقول انهم في مراكز ثانوية كيف؟
- غير صحيح.. فنحن دائما نرحب بتشغيل اخواننا السعوديين في اعمالنا.. ولدينا مجموعة كبيرة منهم في أهم المراكز القيادية.. ونحمد الله فقد أثبتوا نجاحا كبيرا.. وعلى هذا.. فنحن نتطلع إلى اتجاه المواطنين للعمل بالقطاع الخاص.
المال لا يكفي
* متى شعرت بأن المال كان وسيلة لتحقيق كل طموحاتك؟
- أنا.. لا أؤمن بأن المال وحده هو الوسيلة لتحقيق طموح الإنسان.. ولكن جدية الإنسان في الحياة وقيامه بواجباته تجاه دينه وبلده ومجتمعه هي الأساس لتحقيق طموح الإنسان.
الأمانة أولاً
* أبوعبدالله.. ماذا تقول لرجل اعمال مبتدئ؟
- نصيحتي.. لرجل الأعمال المبتدئ تكمن في اتباعه الجدية في عمله.. وان يحرص على إدارة عمله بنفسه مع استمرار متابعة إنجاز أعماله.. وان يكون دقيقا في وضع الثقة لمن يوليهم أعماله.. ولا بد ان يتحلى رجل الأعمال بالامانة والحرص على الوفاء بالتزاماته تجاه الغير مع العمل على التنظيم الجيد لعمله والدقة في مواعيده وان يكون حريصا على التماشي وفق ما تقتضيه الأنظمة المرعية في ذلك.
عملت (صبي)
* أبو عبدالله.. هل اشتغلت (صبي) في بداية حياتك؟
- نعم..
* متى؟
- أثناء سفراتي على الجمال من الاحساء إلى شقراء.. وكنت وقتها أصغر أفراد القافلة.. ولذلك فقد توليت مسؤولية الطبخ.. وقد قمت بهذه المهمة مع انني لم أكن ذا خبرة فيها.. ولكنها الحاجة!
* هل تتذكر بعض المواقف الطريفة اثناء سفراتك هذه؟
- نعم.. فقد صادف في إحدى الليالي انني كنت اطبخ الوجبة الخاصة ( بالمضحى ) اي التي تؤكل في الضحى.. وذلك لأن القافلة كانت تسير قبل الفجر.. وعندما يحين وقت الضحى تتوقف ويتناول أفرادها وجبة الضحى والقهوة.. وأثناء الطبخ في تلك الليلة الظلماء.. كنا نستعمل (دمن الجمال) كوقود بدلا من الحطب الذي لم يتوافر في ذلك الوقت وفي نهاية الطبخ.. سقط بعض (الدمن) فوق الأكل بالقدر دون ان أعلم بذلك.. وعندما.. أردنا تناول الطعام في الضحى.. وجدناه في أعلى الأكل.. ومن ثم ازحناه وأكلنا ما في القدر.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved