* مكتب القاهرة - نيالا - جنوب دارفور - د.أماني الطويل:
أكدت منى عبد الله رئيسة لجنة تقصي الحقائق التابعه للأمم المتحدة على عدم تدخل الحكومة السودانية في اعمالها وقالت في نيالا ان اعضاء الوفد يختارون المواقع التى يريدون زيارتها دون علم مسبق من الحكومة كما انهم يذهبون هناك بمعزل عن الحكومة حتى يتسنى لهم الوقوف على اوضاع النازحين اضافة للتعرف على اسباب نزوحهم.
ونفت عبد الله التى التقتها (الجزيرة) في نيالا عاصمة جنوب دارفور الكشف عن اي تفاصيل متعلقة بانطباعات الوفد الذي يضم اعضاء أفارقة وأوروبين وقالت ان مهامها سوف ترفع عنها تقريرا الى الامين العام للامم المتحدة. هذا وقد علمت (الجزيرة) ان بعثة الامم المتحدة يرافقها وزير دولة بالخارجية السودانية وذلك الى عواصم الولايات دون الذهاب مع بعثة تقصي الحقائق الى المعسكرات المحيطة بالمدن.
ومن جانبه قال المهندس آدم ادريس السليك الوالي بالانابة لولاية جنوب دارفور ووزير التخطيط العمراني والمرافق العامة ان حجم التنمية في ولايته يمثل خلال سنوات الانقاذ اكثر من خمسين بالمائة من حجم التنمية بدارفور ما بين عام 1919 - 2002 وقال ان ولايته قد استفادت من قرض قدمه البنك الاسلامي في جدة لحفر الآبار مشيرا الى ان المشروع قد توقف منذ اعلان التمرد عام 2003 واضاف السليك ان دارفور قد انقذت السودان من مجاعة عام 1906 مشيرا على انها مازالت تستطيع القيام بدور سلة غذاء السودان بشرط اكتمال طريق الانقاذ الغربي الذي تستطيع معه نيالا نقل منتجاتها الزراعية الى خارج الولاية واضاف السليك ان اهالي نيالا يتخلصون من المانجو والجوافة حيث لا يجدون من يأكل هذه الفاكهة.
هذا وقد زارت (الجزيرة) معسكرا للاجئين في أرض (متى) الواقعة في ولاية غرب دارفور حيث تصل أعداد النازحين الى اربعة وخمسين الف نازح تقوم المنظمات بتوزيع المواد الغذائية المطلوبة لهم.
وقال المسؤولون عن المعسكر ل(جزيرة) ان هناك خمسة آلاف نازح جديد قد وصلوا ولم يحصلوا على كروت الاحصاء وبالتالي فهم يحتاجون الى إغاثات عاجلة.
وطبقاً لشهادات النازحين فإن اوضاعهم لم تستقر على نحو كبير بعد، مشيرين الى انهم لا يستطيعون الخروج بعيدا عن معسكراتهم بسبب الاغارات التى يقوم بها المتمردون احيانا وقالوا ان هناك خمس نساء جرحى قد نقلن للمستشفيات نتيجة هذه الحوادث.
وطبقاً لوالي غرب دارفور بالنيابة اللواء سليمان عبد الله فإن الحكومة تسيطر على الوضع الأمني داخل مدينة الجنينة وقال عبد الله: ان هناك ترواحا يوميا في اعداد النازحين طبقا للاستجابة لمبادرة التعايش السلمي واعادة النازحين الى قراهم، وأشار الى الأرقام الموجودة لدى برنامج الغذاء العالمي تشير الى ان أعداد النازحين في ولاية غرب دارفور تتراوح ما بين 10 - 20 الف نازح وأشار الى ان المتمردين قد اغاروا على حافلة في طريقها من زالنجي الى نيالا واستولت على ممتلكات الركاب كما اسروا اثنين من معلمي الثانويات في جبل مرة.
وأكد سليمان ان الدعم الحكومي لولاية غرب دارفور يماثل خمس مرات حجم الدعم المقدم من منظمات الاغاثة مشيرا الى ان الحكومة تعمل حالياً على سرعة إعادة إعمار القرى حتى يمكن للمزارعين ان يلحقوا بموسم الزراعة وتهيئة الارض للزراعه قبل الخريف الذي يبدأ من مايو القادم وقال سليمان ان الموسم المطير غالبا ما يعزل غرب دارفور عن باقي السودان وهو الأمر المطلوب معه تسارع الجهود لعودة النازحين.
وقال سليمان: ان هناك ثلاث مبادرات للتعايش السلمي في ولايته هي مبادرات سلطنة دار المساليت ومبادرة دار قمر ومبادرة الدنجورية، واضاف سليمان ان العمل جار الآن لحماية القرى بواسطة قوات من الأهالي تكون تحت السيطرة المباشرة للقوات المسلحة السودانية وقوات الشرطة.
وكانت وحدة ادارة الازمة بوزارة الخارجية السودانية قالت في بيان لها: ان جهود الدولة قد تركزت في ولايات دارفور الكبرى على توفير المياه للمزارعين ومن ذلك حفر 110 بئر للمياه الجوفية العميقة وتأهيل مائة وثلاث وثلاثين بئراً وإقامة ثلاثين جافة وحفر 900 مصفحة يدوية، وقال البيان ان قطاع تنمية المياه قد شهد زيادة مضطردة على مستوى الريف والحضر في ولايات دارفور الثلاث.
|