الذي استمع لمبعوث الأمم المتحدة في العراق الأخضر الإبراهيمي وهو يقدم تقريره إلى مجلس الأمن الدولي حول مهمته يشعر أن الرجل واثق مما يريد أن يفعله، ومن خلال أقواله في المهام السابقة في لبنان وأفغانستان فإن الإبراهيمي يلاحظ أنه هذه المرة أكثر ثقة رغم إشارته وتحذيره من المعالجة الخاطئة في مواجهة المقاومة العراقية في الفلوجة والنجف والمدن العراقية، ويحذر الإبراهيمي من تداعيات المصادمات الدامية وبالذات في الفلوجة والنجف، وأن سلطة الائتلاف تدرك جيداً أنه إذا لم يتم التوصل إلى حلٍّ للمواجهات في المدن العراقية من خلال السبل السلمية فإن هناك مخاطر كبيرة من مواجهة دامية.
مؤكداً أنهم يعلمون أيضاً في الحقيقة أفضل من أي طرف آخر أن عواقب مثل هذه الصدامات الدامية يمكن أن تكون كبيرة وتستمر فترة طويلة.
الإبراهيمي يريد في أقواله هذه تنبيه الأمريكيين إلى تنحية الحل العسكري ووقف التجاوزات التي ترافق اجتياح المدن وهو أكبر خطر يمكن أن يواجه مهمة الإبراهيمي.. وما عدا ذلك فإن الإبراهيمي وصل به الأمر إلى تقديم تصوُّر وأجندة لتنفيذ مهمته في العراق. فهو يقترح تشكيل حكومة عراقية مؤقتة لتصريف الأعمال تسندها لجنة استشارية تتسلم السلطة من (سلطة الائتلاف) في 30 حزيران وحسب الاتفاق الذي توصل إليه الإبراهيمي مع الأمريكان ومجلس الحكم العراقي يجب أن تكون الحكومة بديلة عن مجلس الحكم وأن تتكون السلطة العراقية البديلة من رئيس للدولة ونائبين ورئيس حكومة وأن أعضاء الحكومة يُفضَّل أن يكونوا من التكنوقراط وألا يكون لديهم طموحات انتخابية، ويرى الإبراهيمي هذه النقطة مهمة جداً .. إذ يجب أن يكون الرئيس ونائباه ورئيس الحكومة وأعضاء الحكومة جميعاً غير مرشحين للانتخابات القادمة وغير مرتبطين بالأحزاب التي ستخوض الانتخابات. ويرى المتابعون للملف العراقي أن الإبراهيمي بتقديمه لهذا الاقتراح المشروط يقطع الطريق تماماً على أحمد الجلبي وبعض أعضاء مجلس الحكم العراقي من المشاركة في الحكومة القادمة، وحتى السلطة المؤقتة التي ستتسلم السلطة من الأمريكيين.
|