Thursday 29th April,200411536العددالخميس 10 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

صوت القارئ صوت القارئ
الفنان محمد السليمان.. سطوع في زمن الأفول

في هذا الزمن المدلهمّ والليل حالك السواد حيث تختفي معالم الفن الأصيل شعرا ولحنا وأداء؛ فلا يكاد هذا الزمن البخيل يجود بما يبهج النفس إلا نادرا أو أقل من النادر. في هذا الوقت الذي تملأ سماء الفن عواصف هبائية ترمد العيون وتسقم الآذان في سباق محموم يقود الذوق إلى الحضيض ليستقر في مستنقعات من البؤس الفني والشقاء الذوقي.
وهناك.. في آفاق التميز والتمكن يغرد طائر أصيل تمرد على هذا الزمن الآسن، وأسرج خيول الأصالة لتجري في مضمار كاد يخلو من رواده، وأبحر في سمائنا نجما ساطعا يشنف آذاننا بأهازيج شعبية تخاطب فينا الذوق وتنفض عنه غبار الإسفاف، ويحلق بنا منتشلا ذائقتنا من بؤسها، فكأنه فارس قد جاء على حصان أبيض ليحرر هذه الآذان التعيسة مما أملها وأضجرها وكاد يصمها.
الفنان محمد السليمان أيها القراء الكرام عندما يهدينا صوته العذب شاديا بشعر رصين اختاره بعناية ولم يرض بأقل منه، وأضاف إليه لحنا آسرا نسجه من إحساسه الفني الراقي؛ عندما يفعل ذلك فإنه يطرق بقوة على أبواب قد أقفلت وعلا الصدأ أقفالها، وينبهنا من سبات عميق كنا فيه نعيش كوابيس تسمى بهتانا وزورا الغناء!!
لا أقول هذا الكلام مقللا من شأن الفرسان الآخرين الذين اعتلوا صهوة الفن الشعبي، وعذرا إن فهم ذلك من كلامي، ولكن الأثر الذي أحدثه فيّ (ألبوم) محمد السليمان الأخير (ثورة إحساسي) واستمتاعي من قبل بتتبع مسيرة هذا النجم منذ بزوغه؛ كل ذلك جعلني أقول ما قلت. لقد أحسست برائحة الشيح والقيصوم والعرار تنفح إحساسي وأنا أستمع إليه، ونقلني إلى رياض من الأزاهير البرية المكللة بالندى وأنا أستمع إليه ليس بأذني فحسب وإنما بكل أحاسيسي المتعطشة للشعر المبدع مطرزا بصوت آسر ولحن أخاذ.
هناك مقولة أختم بها وهي (الكلام الذي يخرج من القلب يدخل القلب، والكلام الذي يخرج من اللسان لا يتجاوز الآذان)، أظن أن من أسباب تأثير الفنان محمد السليمان في الأذواق السليمة هو إحساسه بما يشدو به فهو (مطرب) وليس مؤديا.
أيها القراء الكرام هذه دعوة لتذوق هذا الفنان الرائع لعلكم تشاركونني الرأي؛ فهل تقبلون دعوتي؟!.

فيصل السبيعي/الرياض


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved