حينما قتلوكِ يا وجدان فإنهم يوجهون مجدداً سهام الغدر إلى وجدان المجتمع كله، ويؤكدون على تعفن أفكارهم المغلفة بمفاهيم لا يقرها شرع أو عقل ولا عرف.
لم أعرفكِ يا وجدان قبل الحدث الأليم الا من خلال تباين المتابعات الاخبارية عنك فبين قائل: إنك وئدتِ وأنتِ تتشهدين في صلاة الظهر، إلى قائل انك كنت تداعبين عصافيرك بعد أن أطعمت الحمام، فالأمر سيان ولكن المؤكد أن طعنة نجلاء قد غادرت في قلب كل أم وكل طفل وعصفور وحمامة هم جميعا رمز العطاء والتحنان والفرح والعشق والسلام والوئام، ولم تكوني يا وجدان الأولى وقد لا تكونين الأخيرة طالما أن عقول التمترس والتكفير تجول بين ظهرانينا وبين احيائنا وشوارعنا الصغيرة تحاول محاصرة واقتناص عقول وعواطف فتية وشباب ليكونوا أتباعا ويحقنون بفكر الضلال في الاستراحات والمخيمات، وتنفخ بالونات عقولهم حتى يخيل لأحدهم أنه حقا أصبح (صاحب الفضيلة)، فيمارس الفتوى ويبيح التمترس مبرراً القتل، والتكفير محللاً امتطاء مركبة ملغومة بأطنان أسلحة التفجير المدمرة تجوب الحي تلو الحي بحثاً عن هدف، وتربص لضحية ووجدان جديدة أو مدرسة لوجدانات واعدات بالأمل المشرق ليكتموا أنفاسهن ويقتلوا كل آمال الصبايا والفتيان المتطلعين لصفو الحياة وعنفوان الوداد.. سيارات مفخخة ملونة بألوان البارود والدم وزينت بأشلاء الضحايا ووزعت بين استراحات مشبوهة ومزارع مهجورة لا تأوي إليها الا الشياطين والبوم وخفافيش الظلام والتجهيل والترويع.. لتزرع الخوف والكدر والفزع، لتثمر عقولاً مشككة غير واثقة.
وجدان يا فخر الصبايا ويا إشراقة الحب اهنئي عند ربك في عالي الجنان بين فاكهة ونخل ورمان وخيرات حسان، بين عينان نضاختان كأنك ياقوت أو مرجان، غردي مع عصافيرك والحمام وسبِّحي بحمد ربِّك ذي الجلال والاكرام.
|