أحدثت عملية إقدام الحكومة البريطانية على طرد مائة وخمسين موظفاً سوفيتياً من بلادها بتهمة التجسس أثراً مذهلاً في جميع أنحاء العالم.
فقد ذكرت الأنباء الواردة من لندن قبل يومين ان الوثائق الحكومية كشفت النقاب ان بريطانيا أعلنت عن طرد 150 موظفاً سوفيتيا لقيامهم بالتجسس في نطاق شبكة كبيرة في بريطانيا، وقد تضمنت الوثائق أسماء ونشاط جواسيس سوفيات آخرين خلال العشر سنوات الماضية.
وتضمنت الوثائق أيضاً إجراء مفاوضات غير ناجحة على مستوى وزراء الخارجية خلال العام الماضي لحمل موسكو على سحب عملائها بهدوء وبدون تجميد العلاقات بين الشرق والغرب عن طريق تبادل تهم التجسس بصورة علنية.
وقالت الوثائق ان بريطانيا اضطرت الآن إلى اصدار أوامرها بالطرد الجماعي.
وأكدت الوثائق أيضاً بأن التجسس السوفياتي ليس محدودا ببريطانيا فقط، مشيرة إلى ان الضابط السوفياتي الذي فر إلى بريطانيا والذي أعطى أسماء الروس الذين طردوا من بريطانيا قد يعطي أسماء العملاء السوفيات في العواصم الغربية الأخرى.
ومن جهة أخرى قال ناطق بلسان وزير الخارجية السوفياتية في موسكو اليوم انه شعر بالدهشة والسخط - عندما علم بطرد بريطانيا الجماعي للمسؤولين السوفيات.
وتقول الوكالات ان النشاط التجسسي الروسي لم يكن جديدا، ذلك ان البريطانيين احسوا به وأبلغوا الروس بذلك وطالبوا بالحد منه بلا جدوى.. وحدا ذلك بالحكومة البريطانية إلى وضع معلومات هامة تحت يد الصحافة التي شهرت بالسوفيت.. وقالت جريدة (الديلي ميل) اللندنية ان هدف النشاط الجاسوسي الروسي هو إلحاق الأذى بالمشروع الفرنسي - البريطاني المشترك لإنتاج الطائرة (الكونكورد) إلا ان ناطقا بريطانيا حاول التخفيف من حدة هذا الاتهام فوصف بأن الجاسوسية الروسية في هذا المجال لا تتعدى (التجسس الصناعي)..
وتتوقع الأوساط الدبلوماسية في لندن أن تقوم موسكو بإلغاء الزيارة المنتظرة التي سيقوم بها وزير خارجية بريطانيا إلى الاتحاد السوفيتي في مطلع العام القادم..
كما ان فريقا دبلوماسيا آخر يرى إمكانية ألا يتعدى رد الفعل السوفيتي عبارات ساخطة وربما طرد عدد من الدبلوماسيين البريطانيين، وذلك قد يكون حرصاً من موسكو على الحصول على موافقة بريطانية على عقد مؤتمر الأمن الأوروبي.
وقالت الأوساط الدبلوماسية في لندن ان ما افصح عنه (الجاسوس الروسي) الذي لجأ إلى بريطانيا قبل شهور وضع العلاقات الروسية - البريطانية في مرحلة جديدة من البرود.. كما انه أصاب العلاقات الشرقية - الغربية بنكسة كبيرة.. إلا انه لا يتوقع ان تقوم موسكو بطرد جميع الـ78 دبلوماسيا بريطانيا في الاتحاد السوفيتي أو تتعدى إلى أبعد من ذلك بإعلان (قطع العلاقات).
|