في مثل هذا اليوم 28 ابريل من عام 1969، استقال الرئيس الفرنسي شارل ديجول من منصبه بعد أن أمضى به 11 عاماً، وذلك بعد هزيمته في استفتاء شعبي حول الإصلاحات الحكومية.
وأصدر قصر الإليزيه بياناً رئاسياً موجزاً من ثلاثة أسطر بعد منتصف الليل (2300 بتوقيت جرينتش) أعلن فيه قرار الاستقالة.
وتم تنفيذ القرار في الساعة 1200 بالتوقيت المحلي (1100 بتوقيت جرينتش).
وجاءت نتيجة التصويت حاسمة: 52.87% من الناخبين قالوا (لا) و47.13% أيدوا الرئيس. وبلغت نسبة الإقبال على الانتخابات حوالي 80%. ولم تصل نتيجة التصويت من المدن الساحلية بعد ولكنها لم تؤثر في النتيجة النهائية.
وتسببت استقالته بصدمة في جميع أنحاء العالم، حيث كان ديجول البالغ من العمر 78 عاماً شخصية بارزة في رسم سياسة ما بعد الحرب، وكان رمزاً وطنياً لفرنسا الحرة إبّان الاحتلال النازي في الحرب العالمية الثانية، وأسس الجمهورية الخامسة في عام 1958 عندما أصبح رئيساً لفرنسا.
كان ديجول شخصية مثيرة للجدل في الداخل والخارج، لكنه أحدث ثورة في المؤسسات السياسية الفرنسية وأصبح أقوى رئيس دولة في فرنسا منذ نابليون الثالث.
وقد أعرب رئيس الوزراء موريس كوف دو مورفل في برنامج تلفزيوني عن أسفه العميق نتيجة لما حدث.
وكان روبرت بوجاد السكرتير العام لحزب ديجول واحداً من أكثر الذين عددوا مناقب ديجول وأثنوا عليه قائلاً: (إن الرجل الذي ألهب حماسنا ونضالنا بالأمس هو الذي سيستمر في إلهاب حماسنا في الغد. وفي هذه المحنة، كما علمنا ديجول، فلن نتراجع ولو للحظة واحدة).
وكانت الاقتراحات المطالبة بالإصلاح، والتي أسقطت الرئيس، تهدف إلى تحديث هيكلية الحكومة. ورأى الجنرال ديجول أن القضية هامة جداً لدرجة أنه ربط مصيره بنتيجة هذا الاستفتاء العام، مما حوّل الحملة إلى اقتراع بالثقة في ديجول نفسه. وتحول جميع الاهتمام الآن إلى رئيس الوزراء السابق جورج بومبيدو الذي لم ينف أبداً عزمه على الترشح لمنصب الرئيس في حالة استقالة ديجول.
هذا وقد طُرد السيد بومبيدو بطريقة مثيرة للجدل من قبل الجنرال عقب الانتخابات في العام الماضي رغم أنه كان من المعتقد لفترة طويلة أنه هو الرجل الثاني في الحكومة وخليفة ديجول.
|