|
وأنا أشاهد زملائي سابقا من العسكريين وقوفا ليلا ونهارا يؤدون واجبهم الوطني بكل إخلاص، لا أملك إلا أن أحييهم مرددا الحديث الشريف (عينان لا تمسهما النار عين باتت تحرس في سبيل الله، وعين بكت من خشية الله)، ولقد عادت بي الذاكرة هذه الأيام إلى أيامي العسكرية الماضية، فقبل سبعة وعشرين عاما عندما أنهيت دراسة المرحلة المتوسطة، وبلغت سن السابعة عشرة من العمر شاهدت بعض من هم في سني، أو من يكبرونني قليلا يدخلون السلك العسكري (يتعسكرون) فشعرت بشوق إلى ارتداء تلك البدلة والشماغ والشعار لأكون جنديا أخدم وطني وأفيد وأستفيد فسافرت برفقة والدي إلى حائل لأحصل على حفيظة النفوس (التابعية) لأصبح عسكريا، وكان وقتها يجب أن يكون سن المتقدم للحصول على الحفيظة هو ثمانية عشر عاما فوسطنا شيخ القبيلة (سليمان الرفدي) شيخ الشملان خاصة (الجبور والبشير والمراجلة والرشدة) وشيخ شمل السلقا عامة من أجل التدخل لزيادة سني عاما إضافيا، فتم ذلك في ساعات، وسارعت في دخول السلك العسكري جنديا في عام 1398هـ، وأتذكر أن إجراءات دخولي مع الفحص الطبي، كانت في يوم واحد واستمريت حتى طلبت التقاعد المبكر في عام 1420هـ برتبة رقيب، وعندما تعود بي الذاكرة إلى تلك السنين، فإنما أؤكد لقادتي الميامين ولوطني بأني حاليا لست فقط عسكريا سابقا أو محررا صحفيا أو مؤلفا أو شاعرا لقبيلتي (العمارات) - عنزة - كما لقبني شيخها (زبن الهذال) بهذا اللقب منذ خمسة عشر عاما، وأشهد الله على أني ما زلت جنديا عندما يحتاجني الوطن وقادته الكرام، بل إني وبعد هذه السنين لست جنديا وحيدا فباستطاعتي أن أجند (فصيلا) اثني عشر جنديا آخر هم أبنائي فداء لله ثم المليك والوطن. |
[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة] |