من جديد يعود المفسدون إلى الفساد ومن جديد يفعلون الأفاعيل بالأبرياء ورجال الأمن عجباً لهم.. أيسعدهم إفزاع الناس وترويعهم؟!! ونشر الرعب بينهم؟! أيروق لهم منظر دماء وأشلاء المؤمنين!!.. تباً لهم إن كان هذا فكرهم وبعداً لهم إن كانت هذه أفعالهم.
إن بلادنا بما حباها الله تعالى من خيرات وأمن وأمان وبما تنعم به من تلاحم بين القيادة والشعب، أوغر قلوب الحاسدين وأفقد الحاقدين صوابهم فصاروا ينالون من هذا البناء الشامخ بين الحين والحين، فتارة يطعنون وأخرى يشككون، وثالثة يستثيرون ورابعة يهاجمون ثم يفجرون ويقتلون يدفعهم الحقد وسوء الطوية وانحراف المنهج وضلال الطريق.
وأهل هذه البلاد لم يعتادوا على مثل هذه الأفعال ولم يتعودوا على هذه الصور ولا على سماعها فضلاً عن مشاهدتها عياناً بياناً.. إنهم تعودوا مشاهدتها من الأعداء على إخوانهم، لكن أن تكون في بلادهم وعلى أيدي أبنائها فذلك أمر عجاب، فالأمن نعمة عظيمة، وخيمة وارفة يستظل بها الجميع وسفينة يركب فيها القريب والبعيد، الحاكم والمحكوم، والاخلال بالأمن تعدٍ على كل فئات المجتمع وإضرار بهم وإفساد بينهم يجب الأخذ على أيدي مرتكبيه بكل حزم وقوة، ليأمن الناس على أموالهم وأرواحهم.
فللمجتمع أقول: أنت صمام الأمان الذي بتلاحمه وتكاتفه والتفافه حول علمائه وولاة أمره يحبط كيد الكائدين ويرد أفعال الضالين في نحورهم فالحق أبلج والباطل لجلج فالزم الحق المبين والصراط المستقيم وبلّغوا عن المعتدين وحاصروهم واقعدوا لهم كل مرصد ولا تساهم في إيوائهم أو تبرير أفعالهم بل ساهم في فضح باطلهم والأخذ على أيديهم واجتثاث أفكارهم بلا تردد.
وللفرد أقول: أنت لبنة المجتمع وأساس بنائه فإذا انهدمت لبنة منه لحقت بها أختها وإذا تماسكت اللبنات كان البناء قوياً متماسكاً لا تهزه الرياح ولا تؤثر فيه عوادي الزمن فكن هكذا.. لا تهزك أفعال المخربين ولا أقوالهم وكن أنت اللبنة القوية الصامدة التي تتكسر عليها أمواج الإرهاب والتخريب وتتوقف عندها موجات أهل الفساد والتغريب.
ولرجال الامن أقول: أنتم خط الدفاع الأول عن مقدرات الوطن ومكتسباته وعن أرواح إخوانكم الأبرياء من المسلمين وأنتم حماة الأمن وحملة لواء الأمان فلا بد أن يستهدفكم كل مخرب من المبطلين.. لينال بالنيل منكم من الوطن كله ومن المواطنين أجمعين، فاصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله ولا تهزكم فئة جعلت الضلال لها هادياً والدمار لها شعاراً وقتل المؤمنين لها منهجاً.
ولولاة الأمر أقول: وفق الله مساعيكم في تخليص البلاد والعباد من الضالين المفسدين وكان الله في عونكم وأنتم حراس العقيدة وحماة البيضة تسهرون على الأمن وراحة المواطن فليس غريباً وقفتكم الشجاعة في مواجهة هذه الفتنة ودعاتها.
ختاماً: من السهل على المرء أن يدمر ومن السهل عليه أن يحطم ويكسر ويفجر وينشر الخراب والدمار وهي مهمة يمكن أن يقوم بها أي واحد لكن الرجال وحدهم هم الذين يبنون ويعلّمون ويشيّدون ويعمِّرون والرجال وحدهم هم الذين يحفظون للناس الأمن وينشرونه بينهم والرجال هم الذي يحملون البناء المادي والعقدي، الرجال وحدهم هم الذين يثبتون عند الفتن وانتم لها يا رجال الدعوة وطلبة العلم قوموا بواجبكم لتعليم الناس وتبصيرهم وحماية المجتمع من الآفات والأفكار الضالة التي روّجها هؤلاء ودفعتهم إلى أفعالهم.
|