وَطَنُ الشُّموخِ تَحيَّةٌ وسَلاَمُ
أَنتَ المُقَدَّمُ دَائِماً وَإِمَامُ
أَنْتَ الملاذُ إذَا تَبَاعَدَتِ الصُّوى
وَاغْبرَّ فَجٌّ واسِعٌ وَقَتَامُ
نِلْتَ التَّقَدُّمَ في البِلاَدِ فَرِيضَةً
عَلَمُ الهُدَى يَعْلو السَّمَا وَشِمامُ
والخَطُّ أَمْنٌ وَارِفٌ بِظِلاَلِهِ
ذَهَبُ السَّواحِلِ غَارِبٌ وَسَنَامُ
أَنَّى ابتَدَرْتَ مِنَ البلاَدِ حَدِيقةً
فَالنَّعْمُ رَاعٍ بالرُّبَى وَأَنَامُ
العَدْلُ هذا في رِحَابكَ واجبٌ
هَيهَاتَ يُنْقَضُ في العُهُودِ ذِمَامُ
والعيشُ خَفْضٌ والشَّريعةُ سِيرَةٌ
سِرْنا بِهَا، كَهْلٌ سَمَا وغُلاَمُ
فِكْرُ العُرُوبَةِ مِنْ ثَرائكَ مَهْدُهُ
شِعْرٌ وَنَثَرٌ يُبتغَىَ وَيُرامُ
قَيْسٌ وَمَيموُنٌ وعَنترَةٌ سَمَا
بِالشِّعرِ والعَزِم الطَّمُوح هُمَامُ
قِسٌّ وَعَمرٌو في الخَطَابةِ أَفْصَحَا
والسُّوقُ يَسْمَعُ والكلاَمُ تَمامُ
والنُّورُ أِشْرَقَ مِنْ رِحابِك فَجْرُهُ
نُورٌ سَمَا والكائِنَاتُ نِيَامُ
بَطْحَاءُ مَكَّةَ في الدَّياجِي أَبْصَرَتْ
والنُّورُ آتٍ والفَضَاءُ ظَلاَمُ
يَمْشِي النَّبيُّ بِخَطْوِهِ مُتَمَهِّلاً
وَالوَحْيُ هَمْسٌ وَالخُطُوبُ جِسَامُ
هَذِى الرِّسَالةُ في تِهَامَةَ أُودِعَتْ
حِمْلٌ ثَقِيلٌ لِلِّئامِ سَقَامُ
هَدْيٌ وَشَرْعٌ للخَليقةِ واضِحٌ
نُورٌ بَدَا للمُهْتَدينَ نِظَامُ
وَطَنُ الرِّسَالةِ وَالشَّريعةِ والهُدَى
نِلْتَ التَّقّدُّمَ في البِلاَدِ دَوَامُ
قُدْتَ العُرُوبَةَ في الوِهَادِ مَدِيدَةً
حَرٌّ وَقُرٌّ والجُيُوشُ عُرَامُ
امتّدَّ ظِلُّكَ للضَّعيفِ بِدَارِهِ
قَهْرٌ أُزِيلَ، مَعَ المُزِيلِ حُسَامُ
الدِّينُ يَرْفُقُ بالعَبَادِ سَمَاحةً
وَالرِّفْقُ نَهْجٌ، والغُلُوُّ حِمَامُ
إِنَّ التَّنَافُرَ والتناحُرَ أَضْعَفَا
عَرَبَ الجَزِيرة وَالشُّعُوبُ تُسَامُ
سَلْبٌ وَنَهَبٌ والنِّهايَة كُلُّهَا
ضَعْفٌ وَوَهْنٌ وَالرُّؤُوسُ رُكَامُ
وَطَنُ الثَّباتِ على الدَّوامَ حَقِيقةً
تَاريخُ مَجْدِكَ في القُلُوبِ سِهَامُ
تَارِيخُ مَجْدِكَ للجَحَافِلِ هَازِمٌ
عَزْمٌ وَعِزٌّ والبِلاَدُ ضِرَامُ
تَرْنُو إلى المَجْدِ التَّلِيدِ بَصَائرٌ
وَالرَّكْبُ مَاشٍ وَالغُثَاءُ طُغَامُ
بِالأَمْسِ فَقْرٌ في البِلاَدِ وَجَاهِلٌ
وَالسَّهْلُ قَفْرٌ والنُّجوُدُ أَكَامُ
وَالعِلْمُ نَزْرٌ والمعيشَةُ غُصَّةٌ
يَا وَيْلَتَا هَلْ فِي البِلاَدِ طَعَامُ
وَالطِّبُّ ناءٍ في البِلاَدِ مَنَالُهُ
والوَهْنُ بَاقٍ، في العِظِاَم جُذَامُ
وَاليَوْمُ عَيْشٌ في المدَينةِ والقُرىَ
والسَّهْلُ زَرْعٌ والجِبَالُ مَقَامُ
وَالعِلْمُ فَرْضٌ في البِلاَدِ بِأسْرِهَا
وَالجَهْلُ عَيْبٌ وَالغَبِيُّ يُلاَمُ
وَالدَّاءُ يُعْرَفُ حَسْمُهُ وعِلاَجُهُ
طِبٌّ تَطَوَّرَ، والدَّواءُ سِجَامُ
مَرْحَى لِسَهْلِكِ وَالنُّجُودِ عُمُومَهُ
والغَيْثُ هَامٍ والسَّحَابُ غَمَامُ
نَفْدِيكِ أرْضاً بالقُلُوبِ وَمُهْجَةٍ
يَبْقَى بِجَوْفِكِ رِمَّةٌ وَعِظَامُ
دَارُ المَحَبَّةِ في فَنَائِكِ ظِلُّهَا
ظِلُّ ظَليلٌ والرِّجَالُ كِرَامُ
وَطَنُ السَّماحَةِ في القُلُوبِ مَكانُهُ
وَالبّذْلُ فَرْضٌ والمَكَانُ زِحَامُ
الكُلُّ يَشْرفُ بالفِدَاءِ مَقَامُهُ
قَوْلٌ قَدِيمٌ، وَالصَّلاَةُ خِتَامُ