أعاد للأذهان التفجير الأخير في مبنى الإدارة العامة للمرور ذكرى تفجير مجمع المحيا السكني من حيث بشاعته ونوعية الضحايا، وذلك يوضح بجلاء نوايا ومقاصد هؤلاء الإرهابيين، فهم سابقاً كانوا يدَّعون أنهم ضد الوجود الأجنبي في المملكة ويصرون في تصريحات رموزهم أنهم في عمل جهادي كانت محاولة منهم الانتصار باسم الدين فهناك من ينصر الدين وهناك من ينتصر بالدين وهذا حالهم وكانوا يحاولون إسباغ مسوغ شرعي وديني على إجرامهم لإدراكهم أننا في هذه الأرض الطاهرة نهب جميعاً في أي أمر يخص الدين وعندنا غيرة على ديننا، ولكن أثبتت الأيام أن هؤلاء ضد الدين ولو كان عندهم ذرة من دين أو ضمير ما قتلوا النفس التي حرَّم الله ولا الأبرياء من الناس.
هذا التفجير في مبنى حكومي أمني يرعى بالدرجة الأولى مصالح مواطنين مؤمنين ومسلمين وقبله تفجير المحيا (مبنى سكني) يعد تحولاً نوعياً يجب التوقف عنده.
حيث إنه يبرهن أن هؤلاء المجرمين ليس بينهم وبين الدين أي رابط، بل هم مجرمون حاقدون على كل شيء مسلماً كان أو كافراً، بل هم ضد الحياة وضد الحرية وضد البشرية بشكل عام، حقدهم الدفين هو الذي يحركهم لا يريدون لهذا البلد أي استقرار وأقصى أمانيهم زعزعة الأمن وهز المجتمع وترويع الأبرياء فيه.
- ما ذنب هؤلاء المسلمين الذين سقطوا ضحية التفجير في مبنى إدارة المرور؟
- ما هو ذنب تلك الطفلة البريئة (وجدان عمرها 11 سنة) وهي تلهو عقب عودتها من مدرستها لتلقى حتفها في ذلك اليوم.
هل يتوقَّع هؤلاء السذج من الخوارج أنهم يرهبون رجال الأمن عندما يتقصدون مبنى المرور أو غيره بالتفجير؟
أقول لهم لقد خاب ظنكم أيها المجرمون لأن الأبطال من رجال الأمن أكبر وأشجع من أن يرهبهم أمثالكم من المجرمين وقتلة الأطفال، هؤلاء الرجال يدافعون عن دينهم وعن بلدهم بكل إخلاص وتفانٍ ومنتهى أمنياتهم الاستشهاد في سبيل الدفاع عنه وشتان بين من استشهد منهم وبين من يفجِّر نفسه ليموت منتحراً!!!
تحية صادقة ملؤها الحب والوفاء نرفعها لسمو وزير الداخلية رجل الأمن الأول وإلى الأبطال البواسل من رجال الأمن، ويرفعها كل مواطن غيور على بلده نحن نقف خلفكم ونشد من أزركم وندعو لكم وهذا حقكم علينا أنتم بمثابة التاج المرصع بالألماس الذي يزيِّن جبين هذا الوطن، وقفاتكم مشهودة ودفاعكم عن عقيدتكم أولاً وعن أبناء شعبكم ووطنكم مستميت وغير مشكوك فيه، بل أصبح مضرباً للمثل ويشهد الله أن كل شهيد يسقط منكم أننا نحسبه أخاً لنا ونستحق العزاء فيه ومعنا كل الوطن، كما أن أبناء هذا الشهيد يحق لهم رفع رؤوسهم مدى الحياة فوالدهم ضحى بنفسه من أجل الوطن ومن أجلنا ومن أجل أبنائنا ومن أجل أن نعيش بأمان، ضحى لكي نحيا نحن فهو بطل بكل المقاييس. الحزن بفقد أحد رجال الأمن كبير ليس على أسرته فحسب ولكن علينا جميعاً ونحسبه بإذنه تعالى شهيداً في جنات النعيم.
الإنجازات التي تحققت على أيدي أبطال الأمن تعجز الكلمات عن وصفها مئات الأطنان من الأسلحة والمتفجرات والشحنات المشرَّكة عن سيارات الإرهابيين أبطلت على أيدي هؤلاء الأبطال هذا بخلاف التضييق على الفئة الضالة ومطاردتهم حتى في الصحاري وخارج المدن.
وما تخبط هؤلاء المجرمون في الآونة الأخيرة ومحاولتهم اليائسة في استقصاد رجال الأمن سواء في دورياتهم أو المبنى الذي تم التفجير الأخير فيه (مبنى المرور) إلا دليل واضح بدنو أجل هؤلاء المجرمين وإحساسهم بالضعف والهوان في الدنيا والآخرة.
معركتنا مع الإرهاب معركة شرسة ونأسف ونحزن لسقوط الأبرياء الذين لا ذنب لهم ولكنها معركة الحق مع الباطل، معركة مع رموز الشر والفتنة معركة للدفاع عن بلدنا ومواطنينا وعن أهلنا معركة ضد الحقد في نفوس هؤلاء الأدوات وهم فعلاً أدوات باعوا أنفسهم ووطنهم وضمائرهم للغير وأصبحوا فقط منفذين ومنتحرين هذا حالهم وبئس الحال.
أصبح الشارع السعودي بكل فئاته يمقت الإرهاب والإرهابيين وأصبحت هذه الفئة الضالة لا تجد ملاذاً ولا قبولاً وإن كانت لم تجده أصلاً وما حدث في مدينة جدة يعد خير دليل عندما ردد المواطنون النشيد الوطني والنساء الزغاريد وذلك عقب اقتحام رجال الأمن لوكر الإرهابيين ومن ثم تصفيتهم في حي الصفا ما هذا إلا تأييد للحق وشكر لحماة الوطن (جريدة الوطن العدد 1303).
نحمد الله الذي لا يحمد على مكروه سواه الذي وحدنا جميعاً في وجه الخطر وهذا الإجرام يجمعنا حب الوطن والعقيدة والولاء لحكامنا، وندعو الله مخلصين أن يرحم الشهداء من رجال الأمن وأن يلطف بالمصابين ويحمي هذا البلد الطاهر ونقولها بأعلى صوتنا سيبقى هذا البلد واحة أمان ومضرب المثل.
|