أيقِظْ صباحَك هذا الليلُ أشقانا
واغتالَ مَسْحةَ بشرٍ في محيّانا
يأتي على غفلةٍ عِشنا بها زمنا
براءةً زرعتْ بالوهم دنيانا
وما غفونا عن العلياء أو خضعتْ
نفوسُنا وشربنا الكأسَ عصيانا
لكنّه الصبرُ، والصبرُ الجميلُ به
نحيا.. ونُعلي به أقدارَنا شانا
بأي وجهٍ سيلقى الله من سفكتْ
يداه مِنّا دماً.. ظُلماً وعدوانا
دماً طهوراً وأشلاءً وأفئدةً
غدتْ على مذبح الإرهاب قربانا
ممّن يُغير علينا كلَّ ثانيةٍ
ومَن يمزِّق أرواحاً وأبدانا
ومن يهاجمنا والليلُ يُلبِسنا
ثوبَ السكينة نغشاها وتغشانا
ومَن يمدُّ لنا حبلَ الرصاص ومَن
يَمضي يفجِّر بين الناس بنيانا
يغتالُنا.. كيف لا يدري بأنَّ لنا
في الله رابطةً والدينِ ترعانا
وأنّ فينا من الإسلام قاعدةً
تقولُ كونوا عبادَ الله إخوانا
فأين حجتُه إن جاء يسألهُ
قتلى وجرحى.. زرافاتٍ ووحدانا
وجاءتِ المرأة الثكلى تسائلهُ
عن طفلةٍ ذاقت التعذيبَ ألوانا
وأقبلتْ كبقايا الطّيف أرملةً
تقولُ ألبستني بالذل حرمانا
وطاف مِن حوله الأيتامُ ما سكتوا
مُذْ راح يسقيهمُ باليتم خِذلانا
وجاء ذو شيبةٍ والحزنُ يقعدهُ
يقول أوسعتني عجزاً وأحزانا
ووالدٌ لم يعانق صبيةً هلكوا
غدراً، أتُرجع بعد الموت صبيانا؟!
وجاءه وطنٌ، والنزفُ يغمرهُ
دماً.. ودمعاً.. وأشلاءً وجثمانا
يقول قد خُنتني.. والناسُ ما غدروا
بل يفتدون بما اسطاعوه أوطانا
وجاء هديٌ صريح ليس يجهله
وكمْ تلا من كلام الله قرآنا
وجاءه مِن رسول الله موعظةٌ
فكيف يجرؤ أن يغتال إنسانا؟!
وأقبلتْ نذرٌ كالشمسِ بارزةً
تكادُ تنطقُ أن الخطبَ قد حانا
وأنّ كلَّ عدوٍ ليس يغلبنا
إلا إذا قام منا جاهلٌ خانا
وأنّ فينا عدواً نحن نجهله
حينا، ونعرفه كالشمس أحيانا
وأنّ سراً لهذي الحرب تكشفه
لنا الليالي، وقد بان الذي بانا
ماذا نقول لشارونٍ وقد سفكت
أبناؤنا دمنا سراً وإعلانا
وقام في القدس أو ما حولها طَرِبا
شارونُ يزرع أشلاءً وأكفانا
ونحنُ يشغلنا ليلٌ نكابده
وعصبةٌ أسرفوا في الأرض طغيانا
ماذا نقول لأهلِ الرافدين غدوا
نهبَ الجيوش.. كلانا ينزف الآنا
وأينَ نخفي وجوهاً كان يعمرُها
بِشرُ التواصل إيثاراً وإحسانا
وأين ميزانُ عقلٍ كان يجمعنا
مهما اختلفنا، وكنا نحن ميزانا
اليوم تلتهم المأساة حِكمتَنا
وتستحيلُ جراحاتٍ وأضغانا
أيقظ صباحك.. واستيقظ لنازلة
تأتي بأخرى على آفاقِ بلوانا
وخطّ بالعزم سطراً في بناء غد
يقيم بالحق بين الناس عنوانا