لا نزال نعاني من الإرهاب الذي تتصاعد وتيرته يوماً بعد آخر، وتزداد شروره مرة بعد أخرى، وتنكشف طبيعة أصحابه، الذين كشفوا عن نواياهم الحقيقية، بعدما لم يقتنع أحد بتخرصاتهم وأكاذيبهم الباطلة، وهو ما دفعهم إلى التصريح هذه المرة بحقدهم على أهلهم ووطنهم.
إن الدلائل كلها التي بين أيدينا جميعاً تشير إلى أن هؤلاء الصغار قد خرجوا على أنفسهم، واعتنقوا القتل والإجرام اعتناقا نهائياً، وتنادوا فيما بينهم ليغرزوا أظفارهم في جسد أهلهم. هؤلاء تجاوزوا مرحلة الضلالة وصفة الخروج والمروق إلى صفة الإجرام المتعمد السفيه.
إن حالة الانفلات الأخلاقي التي يعيشها هؤلاء، بحيث لا يحلّون ولا يحرّمون، إنما هي حالة تتجاوز مسئولية القضاء عليها حدود السلطة الرسمية إلى حدود كل مواطن صالح غيور، فالمعركة هذه ليست معركة حكومية، لكنها معركتنا جميعاً فنحن المهددون، والمستهدفون وأمننا وأمن أبنائنا، وأهلنا هو الهدف الأول لهؤلاء، بل إننا سنكون من الملومين لو وقفنا على الحياد، فلا حياد بعد اليوم، إما أن نكون مع أنفسنا إلى جانب الوطن، وإمّا أن نكون - معاذ الله- إلى جانب هؤلاء، حتى ولو بالسكوت وعدم المجاهرة في القصاص منهم وملاحقتهم حيثما كانوا، وأياً كان من يقف وراءهم. في هذا المقام لا يكفي التعبير عن التقدير لقيادتنا الرشيدة، ولا يكفي شكرها على ما تقوم به من أجلنا، بل واجبنا جميعاً أن نكون قادة لأنفسنا فنهب هبة رجل واحد إلى جانب قيادتنا الحكيمة، لنقتلع معاً هذا الشر من جذوره ولنعلن براءتنا من هؤلاء الذين عشش التخريب والقتل في عقولهم القذرة، وتخيلوا أن أعمالاً قذرة قد تفتّ في عضد أهل هذا الوطن، ولكن هيهات، فوطن أسس على الخير والسلام، وقادته يحملونه في قلوبهم ويضعون أهله في عيونهم، هو وطن بعيد المنال عن الصغار والمستصغرين، ولن يطول انتظارنا فثقتنا بأبنائنا رجال الأمن وبكفاءتهم لا تحدها حدود، بل إننا واثقون بأن لحظة الخلاص قريبة بإذن الله، لأن هؤلاء المجرمين يمرون في لحظة الاحتضار الأخيرة.
إن العزيمة العالية والهدوء الواثق والتصميم الأكيد التي بدت على محيّا ولي العهد الأمين، وعلى وجه نايف بن عبد العزيز، وسلمان بن عبد العزيز، ومحمد بن نايف بن عبد العزيز، وكل الرجال في قيادة الرجال، تلك وحدها كافية لأن تملأنا ثقةً واطمئناناً مثلما كنا دائماً منذ عبد العزيز المؤسس- يرحمه الله- مروراً بأبنائه الكرام، وإلى أن تقوم الساعة، سنبقى على ثقة بأن ثرى هذا الوطن الطاهر المقدس، مهبط الوحي، ومولد الرجال، سوف يبقى محميّاً بصدورنا وولائنا المطلق الذي رضعناه وشربناه منذ ولادتنا في أحضان آبائنا وأمهاتنا البررة الذين علمونا أن حبهم من حب هذا الوطن، وأن هذا الوطن لنا.. ولنا.. ولنا، وإلى الجحيم بجميع أصحاب النفوس المريضة، والضمائر الخربة، والقلوب السوداء التي ستنفجر على صخرة هذا الوطن.. وتاليتها؟
فاكس: 2051900 |