Wednesday 28th April,200411535العددالاربعاء 9 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

المسؤولون والقضاة في بقعاء: المسؤولون والقضاة في بقعاء:
قتل النفس وإثارة الفتن منافيان للإسلام

* بقعاء - فهد الشيحان:
أعرب عدد من المسؤولين في محافظة بقعاء عن شجبهم الأعمال الإرهابية التي حدثت في الرياض وجدة وبعض مدن المملكة واستنكروا هذه الأعمال مشيرين إلى أنها تسبب الفرقة في الصف وتخل بأمن الوطن.
الالتفاف حول العلماء
في البداية تحدث فضيلة قاضي محكمة محافظة بقعاء الشيخ عمر بن حمد العقيل وقال: إن من المعلوم من الدين بالضرورة وعليه الاجماع عصمة دم المسلم وتحريم قتله بغير حق ويكفي في ذلك ان تقرأ في عظمة حرمة دم المسلم قول الله عز وجل {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} (93) سورة النساء ويقول - صلى الله عليه وسلم -: اجتنبوا السبع الموبقات. قيل: يا رسول الله وما هن؟ قال الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق... فأي مبرر بعد هذا لحادث التفجير الذي وقع في مبنى الإدارة العامة للمرور في الرياض وما نتج عنه من قتل لأنفس مسلمة معصومة وإصابات متنوعة لعدد كبير من المسلمين العاملين في المبنى والمراجعين والمارة وإتلاف للممتلكات.
وهذا ناتج عن عدم الالتفاف على العلماء الذين أخذوا العلم المؤصل من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح وناتج عن المعصية {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ} فالواجب على كل مسلم وعلى شباب الأمة خاصة الرجوع إلى الله والالتفاف حول العلماء الربانيين والثقة بهم، وحسن الظن بهم، والتلقي عنهم لأن من أهداف إعداء الأمة الايقاع بين الشباب والعلماء وبينهم وبين الحكام حتى تضعف شوكتهم وتسهل السيطرة عليهم.
تطرف أحمق
واستنكر فضيلة الشيخ فهد بن عيد الزويمل كاتب العدل في محكمة حائل الثانية ورئيس مجلس إدارة جمعية الحائط الخيرية الأعمال الإرهابية التي حدثت مؤخرا وقال: لقد ازعجنا وأقض مضاجعنا مسلسل الإرهاب الذي مازال يواصل مشواره الخاسر بقيادة شرذمة كاذبة خاطئة، ومما زاد الطين بلة والأمر علة الأحداث الأخيرة التي حدثت في بلد الله الحرام، وفي شهر الرحمة والغفران وهذا شيء أذهلنا جميعا بمختلف المستويات لأننا لم نعهد هذا التطرف واستخدام العنف في هذا البلد الذي حباه الله بالأمن والأمان حيث قال {وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} وهذا عن الإرادة والهم فكيف بالفعل والتنفي؟!
وقد خرج ابن عباس - رضي الله عنهما - في آخر حياته من مكة إلى الطائف وقال: ما لي ببلد تستوي حسناته وسيئاته..؟ إن من الموجع والمحزن ان الذي قام بهذا العمل أبناء هذا الوطن، وإننا على علم ويقين بأن هؤلاء الشباب لا يعرفون ابعاد ما يرتكبون من جرم في حق بلدهم ومجتمعهم وحق أنفسهم لأنهم مغرر بهم من قبل جهات خارجية لا تهدف إلا لزعزعة الأمن وترويع الآمنين مستغلين جهل وعدم إدراك مثل هؤلاء الشباب.لقد غرر خوارج هذا العصر الذين ينادون بالاصلاح ويتشدقون بالكلام وأنه اصلاح ولكنه على طريقة المنافقين.. غرروا ببعض الشباب ظناً منهم أن هذه الجرائم النكراء البشعة سوف تؤثر على مواقف الدولة وسياستها وهو أمر بعيد عليهم.. إن هذه الأعمال الإرهابية لا يمكن ان يكون لها دور أو وجود في تحديد استراتيجيات الدول ومنهجها الثابت والواجب على أبناء هذا الوطن وغيرهم من المقيمين مكافحة الإرهاب ومطاردة الإرهابيين، والواجب على العلماء والدعاة وطلاب العلم توعية الناس وإرشادهم وتوجيه الشباب وتبصيرهم بما يجب لهم وعليهم.
حجج واهية
وقال مسؤول التوعية الاسلامية في مركز اشراف بقعاء خالد المشعان: ان هذه البلاد، بلاد الحرمين قاعدة الاسلام وحصن الايمان ومعقل الدعوة، القرآن تنزل في عرصاتها، والرسول محمد تربى في بطاحها، بلاد تلتزم بالاسلام، تأخذ به في عقيدتها، وتترسمه في تشريعها، وترفعه في رايتها (لا إله إلا الله، محمد رسول الله) تأخذه أخذ تشريف وتكليف، شرفها ربها بالولاية على الحرمين، وأكرمها وأعزها بخدمتهما ورعايتهما وقد امتن الله علينا بنعمة الأمن التي هي من أعظم النعم. وقد فقدها أناس كثيرون في غير هذه البلاد، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: (من أصبح آمنا في سربه، معافى في بدنه، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها)، وإن أعداءنا يغيظهم ما يرون عندنا من نعمة، يغيظهم هذا الاسلام، يغيظهم تحكيم الشريعة والعمل بها، يغيظهم ما يشاهدون من أمن وطمأنينة.
إن الحادث الذي وقع في مدينة الرياض في تفجير مبنى الأمن العام يوم الأربعاء وما نتج عنه من مشاهد مريعة، وما سبق من حوادث متفرقة في أنحاء البلاد من مواجهات وقتال مع رجال الأمن، إن هذه الحوادث لا يشك عاقل - فضلا عمن يعرف دين الاسلام - لا يشك أحد صغيرا كان أم كبيرا عالما أم جاهلا لا يشك في حرمة وعظم هذه الأعمال عند الله تعالى أياً كان مصدرها وتعليلاتها. ولقد رأينا إجماعا على ذلك من كل الطبقات، ولقد كانت بداية هذه الضلالات لمن يقف وراء هذه التفجيرات زعمهم أنهم يقتلون الأجانب ويريدون إخراجهم من جزيرة العرب، ثم سوغوا لأنفسهم قتل من كان مع الأجانب، ثم تطور أمرهم إلى قتل رجال الأمن في أي مكان كما حدث في أم سدرة، ثم جاءت الطامة -التي لم يستطع جميع المحللين من جميع فئات المجتمع تفسيرا لها- ألا وهي قتل الآمنين والمواطنين من المسلمين.
ولو علموا ما يعقب البغي قصّروا
ولكنهم لم يفكروا في العواقب
إن هذه الحرمة الثابتة بالنصوص القطعية لا يمكن خرقها ولا تجاوزها بأنواع من التأولات والتبريرات، فقد أبطل النبي - صلى الله عليه وسلم - هذه التأولات مع حبه وابن حبه أسامة بن زيد حين قتل رجلاً تأولاً بعد ان سمعه ينطق بالشهادة (أقتلته بعد أن قال لا إله إلا الله؟ ما تفعل بلا إله إلا الله يوم القيامة؟..).
أنا لا أشك كما لا يشك كثيرون غيري أن وراء هذه الأفكار، ووراء هذه التفجيرات ايادي صهيونية، وفبركة أمريكية، وإن كانت الأدوات إسلامية. إن هذا الحادث لا يفرح به إلا من انتكست فطرته، أو غسل دماغه، ممن تربع على موائد الغرب ينفذ سياستهم عبر قنواتهم، يبعبعون كبعبعة التيوس، وينبحون كنباح الكلاب، يبثون السموم، ويفرحون بمصائب المسلمين، ويتغذون على دماء الأبرياء المساكين بحجج واهية أوهى من بيت العنكبوت، {وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} (41) سورة العنكبوت، سموا أنفسهم بالاصلاح زعموا، ولكنهم في الإفساد سقطوا، سلم البعض من شر أولئك اليهود والنصارى، وما سلم منهم المسلمون، لقد ندد علماؤنا جميعا من غير خلاف بهذا الإجرام والاسلام ومن ينتسب للإسلام منه براء.
إفساد في الأرض
من جانبه أبدى المشرف التربوي بمركز الاشراف في بقعاء وخطيب مسجد اللويمي الشيخ فهد صالح النزال أسفه عن قيام بعض الشباب بتنفيذ تفجيرات في الرياض وجدة وقال: إن ما وقع أمر محرم لا يقره دين الاسلام وذلك لأنه اعتداء على حرمة بلاد المسلمين وترويع الآمنين فيها وأن المقصودين هم مسلمون وهو من باب قتل الأنفس المعصومة..
كما أن هذا العمل يعتبر حراما لأنه من الافساد في الأرض ويعد اتلافاً للأموال، وهذا العمل داخل في قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (من قتل نفسه بشيء في الدنيا عذب به يوم القيامة).
وأمام هذا فالشريعة الاسلامية جاءت بحفظ الضرورات الخمس وحرمت الاعتداء عليها وهي: الدين، والنفس، والمال، والعرض، والعقل، لذا يجب علينا محاربة هذا الفكر والعناية بالعلم الشرعي المؤمل من الكتاب والسنة في جميع المراحل الدراسية وفي المساجد.
كما أنه لا يجوز قتل الأنفس المعصومة من المعاهدين وأهل الذمة والمستأمنين، ومن أدخله ولي أمر المسلم بعقد أمان وعهد فإن نفسه وماله معصومان لا يجوز التعرض لهما.
نجدّد الولاء
وقال عضو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مدينة الشعلانية التابعة لمحافظة بقعاء في حائل طماش عبد العزيز المحيلان: إننا لا نقر هذه الأعمال المشينة الدخيلة على مجتمعنا المسلم ونجدد الولاء والعهد والوفاء بأننا سوف نقف في وجه المعتدين ومع رجال الأمن حتى يتحقق الأمن لهذه البلاد الطاهرة التي حباها الله برجال أوفياء متمسكين بالشريعة الاسلامية الحقة التي هي منهج لهم دائماً.. وحفظ الله حكومتنا الرشيدة تحت توجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved