* الرياض - عبد العزيز الكناني:
نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني رعى صاحب السمو الملكي الفريق أول ركن متعب بن عبد الله بن عبد العزيز نائب رئيس الحرس الوطني المساعد للشؤون العسكرية مساء أمس الحفل الختامي لمسابقة الأمير عبد الله بن عبد العزيز لحفظ القرآن الكريم بالحرس الوطني (الدورة الثانية) وذلك بقاعة المحاضرات في مكتبة الملك عبد العزيز العامة.
وقد أقيم حفل خطابي بهذه المناسبة بدئ بتلاوة آيات من القرآن الكريم.
بعد ذلك قدم عرض مصور عن مسابقة الأمير عبد الله بن عبد العزيز لحفظ القرآن الكريم بالحرس الوطني.
عقب ذلك القى أمين عام المسابقة محمد بن سعد الماجد كلمة رحب فيها بسمو الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز وبالحضور.
وأوضح الماجد ان الاجتماع هذا المساء هو احتفاء بمن تنافسوا وتسابقوا لنيل أعلى المراتب في كتاب الله مبينا ان هذا السباق الذي دعمه ودعا اليه صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني أثمر عن تنافس شريف وتألقا في ميدان القرآن العظيم.
وبين ان هذه المسابقة ليست وليدة يوم وإنما هي نتاج عمل متواصل استمر لأكثر من ستة أشهر حيث تم فرز جميع المتقدمين للمسابقة والبالغ عددهم أكثر من مائتين وخمسين مشتركاً في كل أنحاء المملكة من خلال لجنة متخصصة وأجريت لهم تصفيات أولية في كل من الرياض وجدة والطائف والمدينة والدمام والاحساء وحائل لينتج عن ذلك ترشيح أربعة وخمسين متسابقاً يتنافسون في المسابقة النهائية في مدينة الرياض.
وأشار الماجد الى انه سيتم تكريم الفائزين الأوائل في مختلف الفروع الستة والتي أولها حفظ القرآن الكريم كاملاً وآخرها حفظ جزء واحد فقط حتى يتم تغطية أكبر شريحة ممكنة من أفراد الحرس الوطني الذي هم هدف هذه المسابقة.
إثر ذلك قدمت نماذج من قراءات بعض الطلاب المشاركين في المسابقة.
عقب ذلك القى رئيس جهاز الارشاد والتوجيه بالحرس الوطني والمشرف العام على المسابقة الدكتور ابراهيم بن محمد أبو عباة كلمة اشاد فيها بالدعم غير المحدود الذي يوليه صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني لهذه المسابقة وتشجيع سموه لمنسوبي الحرس الوطني من العسكريين على حفظ كتاب الله وتلاوته وتقوية ارتباطهم بالقرآن الكريم وآدابه وأخلاقه.
ونوه برعاية صاحب السمو الملكي الفريق أول ركن متعب بن عبد الله بن عبد العزيز للحفل الختامي للمسابقة لافتاً النظر إلى أن ذلك يعد امتداداً لسلسلة مباركة من الاهتمام الكبير بكتاب الله وحفظه.
وبين رئيس جهاز الارشاد والتوجيه بالحرس الوطني أن المسابقة تقام كل عام وتسهم في اعداد جيل من العسكريين المسلحين بالايمان مفيداً أن جوائز المسابقة يقدمها سمو ولي العهد على نفقته الخاصة خدمة لكتاب الله.
وقال الدكتور أبو عباة (إن مسابقة الأمير عبد الله بن عبد العزيز لحفظ القرآن الكريم حظيت بمنافسة كبيرة ين المتسابقين حيث شارك فيها أكثر من 50 متسابقاً تنافسوا على حفظ القرآن الكريم من خلال فروع المسابقة الستة موضحاً أن المسابقة قد شكّلت لها لجنة تحكيم لفرز واختيار الفائزين.
وأوصى حفظة كتاب الله بالمداومة على حفظه وتعاهده والاجتهاد في تعلمه وتعليمه والعمل به. بعد ذلك قدمت نماذج من قراءات بعض الطلاب المشاركين في المسابقة.
بعد ذلك ألقى سماحة مفتى العام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ كلمة نوه فيها بأهمية هذه الليلة السعيدة المباركة، واصفاً المناسبة بأنها مناسبة عظيمة.
وأبان سماحته أن القرآن الكريم أفضل كتب الله وأجمعها، مستدلاً بآيات من القرآن الكريم ليحق الحق ويبطل الباطل وأن القرآن تكفل الله بحفظه ولم يوكل حفظه لأحد وأن القرآن شرف هذه الأمة وعزها ومعجزة الرسول صلى الله عليه وسلم وأنها معجزة باقية وأما الأنبياء فمعجزاتهم قد انقرضت مع موتهم عليهم السلام.
وأوضح سمحاته أن هذا الكتاب العزيز يعد دستور هذه الأمة يحكمونه ويتحاكمون إليه مضيفا أن هذا الكتاب الكريم يعد التمسك به سبب نجاة العبد وأن متبع القرآن مهتدٍ غير ضال وسعيد غير شقي والمعرض عنه شقي في حياته وفي مماته قال تعالى {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى}.
وأشار سماحته الى أن القرآن الكريم يهدي لمكارم الأخلاق وفضائل الأعمال حيث انه يثبت العقيدة في النفوس ويزكي الأخلاق والأقوال والأعمال قال تعالى {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} .
وبين أن كتاب الله إذا قرئ على حقيقته وتدبرت معانيه وفهم وفق ما دل عليه فإنه يقود ويهدي إلى الخير مضيفا سماحته أنه لا بد من قراءة القرآن والتمعن فيه لأن الرسول صلى الله عليه وسلم حذرنا من الذي يقرأ القرآن ولا يتدبر معانيه وأخبرنا عن الخوارج أنهم يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية اذ انهم يقرأونه ويقيمون حروفه لكن لم يفهموا معناه ولم ينقلوا معانيه كمن سبقهم من الصحابة الذين شهدوا التنزيل فاولئك المخطئون فهموا القرآن على غير فهمه فضلوا عن سواء السبيل قتلوا المسلمين واستباحوا دماء الأمة المسلمة وأحوالها وأعراضها وحكموا عليها بالكفر والضلال رغم إسلامها وهداها لأنهم قرأوا القرآن ولم يفهموه. وأضاف سماحته أن القرآن سبب للهداية لمن تدبر معانيه وفهمه قال تعالى {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}.
وقال (لقد حذرنا رسول الله من الخوارج وعقيدتهم الباطلة وأخبر أنهم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقرأون القرآن من خير البرية لكنهم لم يفهموا معناه ولم يدركوا حقيقته فضلوا عن سواء السبيل).
وأشار سماحة المفتي الى أن العناية بكتاب الله والاهتمام به تلاوة وفهما سبب لسعادة الأمة وسبب لعزتها ورفعتها وانما تضعف الامة عندما يضعف تمسكها بكتاب الله وتقل عنايتها بكتاب الله ويضعف تمسكها بكتاب الله وتحكيمها له.
وذكر سماحة المفتي في كلمته ان العالم الاسلامي يتعرض لحملات سيئة ومغرضة ضالة تريد النيل من الامة ومن دينها ومن كتابها ومن سنة نبيها تريد ان تمزقها وتجعلها احزابا وشيعا ولكن لا ملاذ لنا ولا ملجأ لنا الا العودة لكتاب ربنا وسنة نبينا تمسكا صحيحا حقا ينجينا الله به من كيد الكايدين.
وقال سماحة المفتي (ان ما مرت به البلاد في هذه الايام من هذه الامور الخطيرة المنكره التي يقوم كل مسلم بانكارها وانها احداث خطيرة اجرامية لا تتفق مع الدين وتعاليمه وهي من فئة لا شك انها ضلت سواء السبيل).
وبين ان هذه الفئة اغواها سوء الفهم وقلة الادراك ودعاة السوء الذين حسنوا لهم الباطل فزينوا لهم الشر واخرجوه من مخرج الغيرة على الدين حتى ضلوا سواء السبيل قال الله تعالى {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} وقال تعالى {أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء}.وأوضح سماحته ان تلك الفئة لو تدبروا القران وفهموه على حقيقته وأدركوا ما فيه من تعظيم وحفظ للدماء واحترام الاموال والاعراض لعلموا ان عصمة القران لمن تمسك به قال تعالى {وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}.
وأكد سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ (ان كل مسلم منا هو جندي امن على امته وعلى امنها واستقرارها لا يرضى بالاجرام ولا يسمح للمجرمين ولا يتغاضى عنهم بل يعلم ان هذه جرائم أُريد بها ضرب الامة جميعها واريد نشر الفوضى بين مجتمعها ونحن امة مسلمة في هذا البلد المبارك اسأل الله ان يأخذ بأيديهم لما فيه خير الامة وصلاح دينها ودنياها).
وفي ختام كلمته عبر سماحته عن شكره لسمو الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز على حضوره الحفل واهتمامه كما عبر عن شكره لجهاز الارشاد والتوجيه بالحرس الوطني على حسن التنظيم لهذه المسابقة ولكل القائمين عليها.
عقب ذلك القى صاحب السمو الملكي الفريق اول ركن متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب رئيس الحرس الوطني المساعد للشؤون العسكرية كلمة بين فيها حرص مؤسس هذه البلاد جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه- على نشر العلم وتكريم اهله وتعليم القرآن الكريم والتشجيع على حفظه موضحا ان تلك الجهود تواصلت في عهد ابنائه البررة خدمة للعلم والقران الكريم انطلاقاً من رسالتها الثابته ومبادئها الراسخة ومكانتها السامية. واوضح سموه ان تنظيم مسابقة الأمير عبدالله بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم بالحرس الوطني تأتي امتداداً للجهود المبذولة من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - حفظه الله- الهادفة الى خدمة الاسلام والمسلمين والعناية بالقرآن الكريم وتطبيق احكامه وتكريم حفظته. وقال سمو الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز: ( لا شك ان تنافس ابناء الحرس الوطني العسكريين الذين انيطت بهم مهمة الدفاع عن حياض الوطن في حفظ القرآن الكريم وتلاوته سيكون - باذن الله - عوناً على الاستقامة في السلوك وتثبيت الإيمان وطمأنينة النفس والعصمة من الفتن حتى يغرس في القلوب حب الوطن والإخلاص في الدفاع عنه وحفظ الامن به قال تعالى{إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} .
واشار سموه الى ان اقامة فعاليات الدورة الثانية للمسابقة تأتي لتؤكد رسوخ مكانتها المرموقة في بلادنا حتى اصبحت هذه المسابقة ولله الحمد التي يرعاها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني حقيقة ثابتة وواصلت نجاحها في عامها الثاني وهي ثمرة حرصه - حفظه الله- على العناية بكتاب الله ونشره بين منسوبي الحرس الوطني.
وسأل سموه الله ان يديم على بلادنا نعمة الامن والامان بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني -حفظهم الله- وان يجزي سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز خير الجزاء على اعماله الجليلة والخيرة وعلى رعايته ودعمه لهذه المسابقة.
وفي ختام كلمته عبر سمو الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز عن شكره لكل من اسهم وشارك في نجاح هذا العمل المبارك كما عبر عن شكره لسماحة مفتي عام المملكة ورئيس إدارة البحوث العلمية والافتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ على حضوره الدائم ومتابعته لهذه المناسبة.
بعد ذلك تم اعلان النتائج النهائية للمسابقة وتوزيع الجوائز على الفائزين.
ثم تسلم سمو الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز هدية تذكارية بهذه المناسبة من الدكتور إبراهيم بن محمد أبو عباة.
|