Wednesday 28th April,200411535العددالاربعاء 9 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

وزير الثقافة والإعلام يفتتح الندوة الثانية لحقوق الملكية الفكرية وزير الثقافة والإعلام يفتتح الندوة الثانية لحقوق الملكية الفكرية
الفارسي : الدولة تسعى للمضي قدماً نحو تنمية ثقافية حقيقية لفكر مستنير وما يتطلبه من حماية للنتاج الفكري

* الجزيرة - علي سعد القحطاني:
تحت رعاية معالي الدكتور فؤاد عبدالسلام الفارسي وزير الثقافة والإعلام افتتحت فعاليات الندوة الثانية لحقوق الملكية الفكرية بعنوان (نظام حماية حقوق المؤلف الجديد وآثاره على التصنيع الثقافي) وذلك بحضور صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزيرالثقافة والاعلام والدكتور عبدالله بن صالح الجاسر وكيل وزارة الثقافة والاعلام للشؤون الاعلامية، والاستاذ مسفر بن سعد المسفر المستشار والمشرف على الاعلام الداخلي وعدد من الأدباء والمفكرين والاعلاميين صباح أمس من يوم الثلاثاء من عام 1425هـ الموافق 27 ابريل 2004م. وقد استهل برنامج الحفل بآي من القرآن الكريم عقب ذلك ألقى الاستاذ مسفر المسفر المستشار المشرف على الاعلام في وزارة الثقافة والاعلام كلمة جاء فيها:
أرحب بكم في أول ندوة تقيمها وزارة الثقافة والاعلام في مركز الملك فهد الثقافي الذي يعتبر بحق صرحاً ثقافياً رائعاً، فالمسؤول والمفكر والمثقف وعموم المواطنين يعنيهم ازدهار الصناعة الثقافية كما تعلمون في المملكة بشتى فروعها وتفرعاتها، وهذا الازدهار والرقي بمستوى وجودة العمل الثقافي لا يأتي إلا من خلال تهيئة البيئة الابداعية والمناخ الاستثماري المناسب لصناعات ثقافية ذات جودة عالية تنافس الثقافة الأجنبية في الداخل ويتم تصدير الفائض منها للخارج.
وكيف يمكن ان يكون هذا الازدهار الثقافي دون وجود تشريعات تعنى بحماية حقوق المؤلف والحقوق المجاورة لها، وأجهزة إدارية تنفيذية قوية تطبق هذه التشريعات على كل من يخالفها.
لقد حظيت الثقافة في المملكة باهتمام ولاة الأمر والمسؤولين في الدولة فلا نكاد نرى جهازاً تعليمياً أو عسكرياً أو إعلامياً أو خدمياً إلا وفيه ادارة أو وكالة تعنى بثقافة المجتمع، وما اعادة تشكيل هذه الوزارة وضم الثقافة إليها من عدة قطاعات حكومية أخرى إلا دليل على أن التنمية الثقافية في المملكة سيكون لها شأن أكبر بإذن الله.
قبل أقل من شهرين بدأ العمل بالنظام الجديد (لحماية حقوق المؤلف) الصادر بالمرسوم الملكي رقم م-41 وتاريخ 2-7-1424هـ ليأتي مواكباً للمتغيرات الوطنية والدولية ومهتماً بالمبدع والمثقف ومنظماً للعلاقة بينهم وبين الناشر والمنتج.
لقد صدر النظام الجديد في سبعة فصول بدأت بتعريف للمصنفات التي يحميها، ثم بين حقوق المؤلف الأدبية والمالية ومدة الحماية ونطاقها، بعدها تطرق النظام الى الاستخدامات النظامية، والتراخيص الالزامية للمصنفات وفقاً للاحتياجات التعليمية والتنمية الثقافية والعلمية.
بعد ذلك بين النظام بعض أشكال التعديات والعقوبات التي ستطبق على مرتكبي المخالفات وتميزت هذه العقوبات بأنها رادعة ومؤثرة حيث اشتملت على غرامات مالية كبيرة، وعقوبة السجن والتشهير والتعويض ومصادرة واتلاف المصنفات والمؤلفات المستنسخة والمقلدة، ومن خلال المسح الميداني من قبل الادارة العامة لحقوق المؤلف تبين ان أغلب التعديات التي تقع على تلك الحقوق هي من قبل العمالة الاجنبية وتم بيعها بأسعار زهيدة، لماذا؟ لأن المقرصن لا يدفع عوضاً مالياً للمؤلف أو الناشر او الطابع او الموزع، ومنذ بدأ تطبيق نظام حماية حقوق المؤلف الجديد، أعدت الوزارة عدداً من البرامج التوعوية والتثقيفية للنظام الجديد، واستخدمت كافة وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية والمطبوعات والمطويات، وشاركت الوزارة بتنظيم ورش العمل والندوات التوعوية كما انها نظمت ندوات تثقيفية بمبادرة ذاتية.
إن الدعم الكبير والاهتمام غير المحدود من لدن معالي الوزير د. فؤاد بن عبدالسلام الفارسي وصاحب السمو الملكي مساعد الوزير الأمير تركي بن سلطان بن عبدالعزيز الذي حظيت به حقوق المؤلف سوف يكون له بحول الله الأثر الكبير على النتائج الحقيقية لتطبيقات النظام، والتي سنرى آثارها في القريب العاجل على المبدع والمفكر والناشر والمنتج.
بعد ذلك تحدث الأستاذ علي بن سليمان الصوينع أمين عام مكتبة الملك فهد الوطنية عن دور المكتبة في هذا المجال خصوصاً في مجال الايداع وتوثيق الانتاج الفكري حيث قال:
يسعدني أن أخاطب ندوتكم (نظام حماية حقوق المؤلف الجديد وآثاره على التصنيع الثقافي) بالقاء كلمة عن دور مكتبة الملك فهد الوطنية في هذا المجال وسأتحدث بايجاز عن بعض المهام التي تقوم بها المكتبة في مجال الايداع وتوثيق الانتاج الفكري السعودي.
إن المكتبة الوطنية واحدة من أحدث المؤسسات المعلوماتية والثقافية في بلادنا، فهي ذاكرة الوطن، أو مكتبة المملكة العربية السعودية ورمز من رموز ثقافتها وهي معنية دون غيرها بالحفاظ على الانتاج الفكري السعودي وتوثيقه، باتباع المواصفات المتخصصة، وخدمة الباحثين في كل مكان، باعتمادها على مصادر المعلومات الغنية والميسرة باستخدام التقنية الحديثة.
أما المشروع الأساس للمكتبة، فيعد نموذجاً للأعمال الخيرية النافعة ويعكس صور التلاحم بين القيادة والشعب، حيث شيد المبنى على نفقة المواطنين من المتبرعين أفراداً وشركات، وذلك للتعبير عن حبهم واخلاصهم لمليكهم بمناسبة تولي خادم الحرمين الشريفين الحكم حفظه الله عام 1402هـ وكانت الفكرة انشاء مكتبة عامة، تعكس عمق العلاقة بين خادم الحرمين الشريفين والعلم، فهو أول وزير للمعارف في المملكة العربية السعودية، وعلاقته بالثقافة وطيدة من خلال دعمه لقضاياها المختلفة.
وقد تم البدء في تنفيذ المشروع عام 1406هـ ثم اتخذت خطوة رئيسة مهمة، تمثلت في اقتراح صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، أمير منطقة الرياض المشرف العام على المكتبة بتحويل مشروع المكتبة الى مكتبة وطنية للمملكة العربية السعودية، فصدر قرار مجلس الوزراء الموقر بالموافقة على نظام المكتبة عام 1410هـ ومن ضمن مهامها: اقتناء الانتاج الفكري وتنظيمه وتوثيقه، وذلك من خلال جمع كل ما ينشر داخل المملكة، أو ينشره السعوديون خارج المملكة، وما ينشر عن المملكة، وما يعد من الموضوعات الحيوية من إنتاج فكري عالمي، الى جانب جمع كتب التراث والمخطوطات، وتسجيل ما يودع لديها وفق الانظمة، واصدار الببليوجرافية الوطنية والفهارس الموحدة وأدوات التوثيق، وإنشاء قواعد البيانات، وتقديم الخدمات والدراسات للافراد والهيئات.. ونحو ذلك من مهام محصورة في نظام المكتبة.
واستطاعت المكتبة في وقت وجيز ان تحقق معظم أهدافها في مجالات الايداع وتوثيق الانتاج الفكري الوطني، وفي بناء المقتنيات وخدمة الباحثين، ويصل اجمالي مقتنيات المكتبة حوالي مليون ومائة ألف من أوعية المعلومات كافة من مقروءة ومسموعة ومرئية، من الكتب والدوريات الحديثة والمخطوطات والوسائط الالكترونية، الى جانب حوالي مليوني وثيقة، وتخدم المكتبة سنوياً حوالي ستين ألف باحث من جميع أنحاء العالم، كما نشرت المكتبة مائتي عنوان من المراجع والأدلة المتخصصة في علوم المكتبات والتوثيق ومصادر المعلومات السعودية.
ثم ألقى معالي الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي وزير الثقافة والاعلام كلمة بمناسبة انعقاد الندوة الثانية للملكية الفكرية هذا نصها:
يسعدني أن أرحب بكم أجمل ترحيب، كما أشكركم على تفضلكم بتلبية الدعوة للمشاركة في حفل وفعاليات هذه الندوة التي تنظمها وزارة الثقافة والاعلام، وذلك للمرة الثانية.
ففي العام الماضي انطلقت الندوة الاولى تحت عنوان (الملكية الفكرية في مجال حقوق المؤلف والحقوق المجاورة) والتي تناولت العديد من الجوانب ذات الصلة حيث كان لها صدى طيب ونتائج ايجابية في مجال تعزيز الحماية للنتاج الفكري والابداعي.
واليوم نفتتح الندوة الثانية للملكية الفكرية تحت عنوان (نظام حماية حقوق المؤلف الجديدة.. وآثاره على التصنيع الثقافي) وذلك تمكيناً للشأن الثقافي.. في إطار اهتمام الدولة الرشيدة بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز - حفظهم الله - الذين يولون جل اهتمامهم لكل ما يسمو بالقطاع الثقافي أسوة بالقطاعات الحيوية الأخرى آخذين بالاسباب نحو مستقبل أفضل.
ولعل خير مؤشر على ذلك تعديل مسمى هذه الوزارة الى وزارة الثقافة والاعلام بهدف تحقيق التكامل لإحكام التواصل بين الادارات المعنية لتفعيل دورها من خلال تضافر الجهود والاستفادة من الاكاديميين والموهوبين الذين تزخر بهم الساحة السعودية ولله الحمد.
كما أشير الى الاضافات الاخرى ومن أبرزها موافقة مجلس الوزراء الموقر على انضمام المملكة الى معاهدة (بيرن) لحماية المصنفات الادبية والفنية بمعنى ان بلادنا على تواصل ايجابي وبناء مع العالم الخارجي.
كذلك فإن صدور نظام حماية حقوق المؤلف الجديد الذي تم مؤخراً ما هو إلا تأكيد على مسألة التطوير من خلال تحديث الانظمة بحيث تستوعب المستجدات كافة ما يبرز بوضوح الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة أيدها الله بالجانب الثقافي وفي مقدمة ذلك تشجيع الادباء والمفكرين ودور النشر ومؤسسات الانتاج وصناعة البرمجيات للمضي قدماً نحو تنمية ثقافية حقيقية لفكر مستنير وما يتطلبه من حماية للنتاج الفكري وتذليل العقبات التي تعترض سبيله وتوطين الصناعة الثقافية في المملكة العربية السعودية.
هذا مجمل ما أردت أن أعرض له وبايجاز شديد تقديراً لوقتكم الثمين وختاماً أكرر شكري وتقديري لكم جميعاً على تفضلكم بالحضور والمشاركة.. كما أتمنى لهذه الندوة وأمثالها التوفيق للخلوص الى ما هو مؤمل فيه.. والشكر موصول للقائمين على شؤون الندوة والمنظمين لها والمشرفين عليها.
وفي نهاية حفل الافتتاح قام معالي وزير الثقافة والاعلام الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي بتسليم شهادات تقديرية للمشاركين وهم: الاستاذ مسفر بن سعد المسفر المستشار المشرف العام على الاعلام الداخلي بوزارة الثقافة والاعلام والدكتور عبدالعزيز العبدالوهاب رئيس اللجنة الثقافية الاعلامية بمجلس الشورى والاستاذ محمد ياسين مكتبي والاستاذ رفيق بن إبراهيم العقيلي والاستاذ عبيدالله بن محمد العبيدالله والدكتور فكتور بنهان.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved