* غزة - الجزيرة:
دلت نتائج مسح حول الفقر في فلسطين، أن خط الفقر المتوسط للأسرة المرجعية (المكونة من ستة أفراد، بالغان اثنان وأربعة أطفال) في الأراضي الفلسطينية بلغ 1.800شيكل إسرائيلي جديد مع نهاية عام 2003 أي حوالي 396 دولاراً أمريكياً، بينما بلغ خط الفقر المدقع (الشديد) لنفس الأسرة المرجعية 1.482 شيكلاً إسرائيلياً جديداً أي حوالي 325 دولاراً أمريكياً.
وأظهر تقرير أعده الجهاز المركزي للإحصاء حول الفقر في فلسطين الفلسطيني ووزعه على الصحفيين اليوم -الأحد- أن 72.3% من الأسر في الأراضي الفلسطينية، اعتمدت على دخلها المتاح لتغطية نفقاتها خلال الشهر الماضي، و24.9% من الأسر لجأت للحصول على مساعدة من العائلة أو الأصدقاء، و21.5% منها لجأت لاستخدام المدخرات المتوفرة لديها، و41.9% منها لجأت للاستدانة، و68.9% منها لجأت لتأجيل دفع الفواتير المستحقة عليها لتغطية نفقاتها الشهرية.
وأوضح التقرير أن 35.5% من الأسر في الأراضي الفلسطينية عانت من الفقر خلال العام 2003 وفقاً لأنماط الاستهلاك الحقيقية، في حين أظهر مؤشر الفقر النسبي أن 67.6% من الأسر عانت من الفقر وفقاً للدخل.
وبين التقرير، أن الأسر في قطاع غزة بقيت أكثر فقراً من أسر الضفة الغربية، أي أنها غير قادرة على تلبية احتياجاتها الأساسية من المأكل والملبس والمسكن، مشيراً إلى التفاوت في الظروف المعيشية الذي يصبح كبيراً حتى إذا ما تم إعطاء المزيد من الاهتمام للأكثر فقراً من الفقراء، حيث بلغت نسبة الأسر التي تعاني من الفقر الشديد في قطاع غزة 32.2% مقابل 20.3% في الضفة الغربية وفقاً لأنماط الاستهلاك الشهري مقابل 69.2% في قطاع غزة و52.4% في الضفة الغربية وفقاً للدخل الشهري.
وأضاف التقرير، أن 70.3% من الأسر في الأراضي الفلسطينية التي صنفت نفسها كأسر فقيرة، أشارت وفقاً للمسح إلى أن قلة مصادر الدخل أحد الأسباب الرئيسة للفقر، بينما أفادت 61.6% أن السبب يعود إلى عدم توفر فرص عمل، و53.3% أفادت بأن السبب يعود إلى ارتفاع تكاليف المعيشة، و26.3% منها أشارت أن السبب يعود إلى مرض أو عجز أو شيخوخة رب الأسرة.
وأوضح التقرير، أنه عند الاستفسار من الأسر التي صنفت نفسها أسراً فقيرة عن العوامل التي تساعد على التخلص من الفقر، أفادت 70.4% منها أن توفير فرص العمل يساعد بشكل رئيس على التخلص من حالة الفقر، بينما أفادت 64.5% بأن توفير المساعدات والحصول عليها يساعد في التخفيف والقضاء على الفقر، و53.8% بأن زيادة دخل الأسرة يساعد على التخلص من الفقر.
وحول صمود الشعب الفلسطيني الاقتصادي، أشار التقرير حسب نتائج المسح إلى أن الأسر الفقيرة اعتمدت في صمودها الاقتصادي خلال الشهر الماضي على عدة مصادر- طرق، فقد أفادت 80.3% من الأسر الفقيرة وفقاً لأنماط الاستهلاك بأنها قامت بتأجيل دفع الفواتير المستحقة عليها للتمكن من تغطية نفقاتها خلال الشهر الماضي بواقع 81.6% في الضفة الغربية و78.6% في قطاع غزة، بينما أفادت 62.1% من الأسر الفقيرة بأنها اعتمدت على دخلها الشهري بواقع 59.0% في الضفة الغربية و66.2% في قطاع غزة ، ولجأت 53.0% من الأسر للاستدانة من الأفراد لتغطية نفقاتها، بينما اضطرت 45.4% من الأسر الفقيرة لتخفيض نفقاتها.
وبين التقرير أنه ووفقاً للدخل الشهري، فقد أشارت النتائج إلى أن 76.7% من الأسر قامت بتأجيل دفع الفواتير المستحقة، و68.5% منها اعتمدت على دخلها الشهري المتاح، و48.8% قامت بالاستدانة من الأفراد، و42.9% من الأسر الفقيرة اضطرت لتخفيض نفقاتها.
وحول المساعدات الإنسانية وأولويات حاجات الأسر، أشار التقرير حسب المسح إلى أن 32.8% من الأسر تلقت مساعدات خلال الشهر الماضي، وقد أفادت 62.0% منها بأنها تلقت مساعدات لمرة واحدة، مقابل 24.5% تلقت مساعدات لمرتين و13.5% تلقت مساعدات لأكثر من ثلاث مرات.
وأظهر التقرير، أن 10.4% من الأسر تلقت مساعدات إجمالية تقل عن 100 شيكل، و23.5% تلقت مساعدات إجمالية من 100-199 شيكل، و15.3% تلقت مساعدات إجمالية من 200-299 شيكل، و50.8% منها تلقت مساعدات تزيد عن 300 شيكل.
وأوضح أن الأسر الفقيرة شكلت وفقاً لأنماط الاستهلاك ما نسبته 52.4% من مجموع الأسر التي تلقت مساعدات خلال كانون الأول 2003، (بواقع 43.6% في الضفة الغربية، و64.7% في قطاع غزة)، و58.2% منها تلقت مساعدات لمرة واحدة، وأن 10.5% من الأسر الفقيرة تلقت مساعدات إجمالية تقل عن 100 شيكل، و26.0% تلقت مساعدات إجمالية من 100-199 شيكل، و45.6% تلقت مساعدات إجمالية تزيد عن 300 شيكل، موضحاً أن وسيط قيمة المساعدات الإجمالية التي تلقتها الأسر الفقيرة بلغ 250 شيكلاً، وأن 45.2% من المساعدات التي تلقتها الأسر كانت على شكل مساعدات نقدية، بينما كانت 38.1% منها على شكل مواد غذائية.
وبين التقرير وفقاً للدخل الشهري، فقد أظهرت النتائج أن الأسر الفقيرة قد شكلت ما نسبته 85.2% من مجموع الأسر التي تلقت مساعدات خلال كانون الأول 2003، بواقع 81.1% في الضفة الغربية، و90.5% في قطاع غزة، و60.0% منها تلقت مساعدات لمرة واحدة، كما أشارت النتائج حسب التقرير إلى أن 10.3% من الأسر الفقيرة تلقت مساعدات تقل عن 100 شيكل، و24.1% تلقت مساعدات إجمالية من 100-199 شيكل، و49.6% تلقت مساعدات تزيد عن 300 شيكل.
يذكر، أن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني مسح الفقر في الأراضي الفلسطينية في كانون الأول 2003 بهدف رصد ومراقبة التغيرات التي طرأت على مستويات معيشة الأسرة الفلسطينية نتيجة الإجراءات الإسرائيلية المختلفة منذ بداية الانتفاضة أواخر أيلول 2000م.
مع العلم أن حجم العينة لهذا المسح قد بلغت 3.725أسرة، حيث تم استكمال مقابلة 3.127أسرة (منها 1.899في الضفة الغربية و1.228 في قطاع غزة).
واستندت إحصاءات الفقر إلى التعريف الرسمي للفقر الذي تم وضعه في العام 1997 والذي يضم ملامح مطلقة ونسبية ويستند إلى موازنة الاحتياجات الأساسية لأسرة تتألف من ستة أفراد (بالغين وأربعة أطفال)، والذي بني وفقاً لأنماط الاستهلاك الحقيقية للأسر.
ونظراً للمتغيرات التي يشهدها المجتمع الفلسطيني منذ بداية انتفاضة الأقصى في أواخر أيلول 2001، تم عرض نسب الفقر وفقاً لكل من أنماط الاستهلاك والدخل الشهري للأسر، لإظهار تأثير التقلبات التي ظهرت على مستويات المعيشة نتيجة للتفاوت في العوائد ومحدودية أو انعدام الدخل ولجوء الأسر إلى الاستدانة أو الحصول على القروض أو المساعدات أو استخدام المدخرات لتغطية تكاليف المعيشة والحفاظ على مستوى معين من الاستهلاك، وهذا ما لم تظهره بيانات الاستهلاك.
|