Wednesday 28th April,200411535العددالاربعاء 9 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

في محاضرة بدارة الملك عبدالعزيز عن (مصادر تاريخ عسير) في محاضرة بدارة الملك عبدالعزيز عن (مصادر تاريخ عسير)
النعمي: المقابلات أصحّ ما يعتمد عليه في عالم التاريخ
أمتلك مكتبة ضخمة بها أكثر من اثنين وعشرين ألف كتاب عدا المخطوطات

* الثقافية - علي سعد القحطاني:
ثمانية وثمانون عاما اختزلها المؤرخ هاشم بن سعيد النعمي في تلك المحاضرة التي القاها عن (مصادر تاريخ عسير) وذلك في قصرالمربع الثقافي بدارة الملك عبدالعزيز مساء يوم الثلاثاء الماضي 1-3-1425هـ الموافق 20-4- 2004 وقد قام الأستاذ محمد بن عبدالله الحميد رئيس نادي أبها الأدبي بإدارة المحاضرة.في البداية ألقى الأستاذ الحميد الضوء على السيرة الذاتية للمحاضر المؤرخ هاشم بن سعيد النعمي الذي يبلغ من العمر ثمانية وثمانين عاماً حيث ولد بقرية (العكاس) بضاحية أبها
*****
وفي السابعة من عمره التحق ب (كتاب القرية) فقرأ القرآن الكريم ومبادئ التوحيد والفقه والتجويد على يد الشيخ محمد الحاج وعندما فتحت أول مدرسة ابتدائية بمدينة أبها التحق بها وأتم تعليمه الابتدائي عام 1357ه، وكان الوقت - آنذاك - مبكراً لم يحن لافتتاح مدارس ما فوق الابتدائية، فالتحق بالحرم الشريف وجلس على عدة علماء من علماء الحرم ونال قدرا كبيرا في الحديث والتفسير واللغة العربية، ولازم شيخه كرامة الله البخاري، في قواعد اللغة كالنحو والصرف حتى التخرج، ثم عاد إلى مدينة أبها، وأخذ على يد عالمها ورئيس محاكمها الشيخ عبدالله بن يوسف الوابل ليتابع الدراسة في العلوم الشرعية والفرائض، وفي عام 1364ه، عين مدرسا بمدرسة أبها الابتدائية الوحيدة (في وقتها) بأبها وفي عام 1367ه اختير مع بعض زملائه وعين قاضياً في محكمة محايل وفي عام 1376ه نقل قاضياً بمحكمة رجال ألمع، وفي عام 1382ه نقل رئيساً لمحكمة أبها المستعجلة، وفي عام 1412ه أحيل إلى التقاعد لبلوغه السن القانونية، له عدة مؤلفات منها ما طبع ك(كتاب عسير في الماضي والحاضر) وغيرها.
بيّن المؤرخ هاشم بن سعيد النعمي في مقدمة ورقته عن (مصادر تاريخ عسير) أن مصادر التاريخ على وجه العموم قد تنحصر في ثلاثة محاور أو ثلاثة أقسام:
1 - المخطوطات.
2 - المقابلات.
3 - المطبوعات.
فالمخطوطات: هي حصيلة ما يخطه بالقلم بعض رجال كل عصر من العصور لكي تحفظ للأجيال، والمقابلات هي ما يختزنه في ذاكرته رجالات كل دولة، وعندي أن المقابلات أصح ما يعتمد عليه في عالم التاريخ.
أما المطبوعات فهي تشمل ما يجري تحريره في دفاتر دولة (ما) ومنها: الوثائق والمعاهدات والسجلات والمراسلات وما ينجر إليها وتدعو إليه الضرورة.
كلنا يدرك أهمية التوثيق في عالم التأليف وكل كتاب ينشر دون توثيق فإنه يكون عرضة للنقد.
وفي ظل نهضتنا المباركة التي نعيشها وتعيشها بلادنا الحبيبة المملكة العربية السعودية والتي يرعاها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - وفقه الله - لابد لنا من التحري الذي يوجب لفت النظر نحو التوثيق، وهذه النهضة هي نابعة - ولله الحمد - من واقع عقيدتنا الإسلامية التي وحدت بين الصفوف وجمعت بين الشتات وألفت بين القلوب منذ عهد مؤسس هذا الكيان الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، فالتاريخ لا ينسى مواقف الملك عبدالعزيز ونضاله يرحمه الله في سبيل بناء نهضة شاملة تقوم على دعائم قوية من الحكمة والعلم والمعرفة والعدل.
منطقة عسير عبر التاريخ
لاشك أن من يبحث في تاريخ منطقة عسير يواجه بعض الصعوبات التي تقف في خط سيره إذ ليس هناك مصادر أو مؤشرات تدل على وجود مؤلفات قديمة تختص بتاريخ هذه المنطقة عدا بعض المراجع الجغرافية التي تناولت بالذكر بعض مدن ومسالك هذه المنطقة من أبرزها ما يلي:
(صفة جزيرة العرب) للهمداني تقويم البلدان (للحموي) معجم ما استعجم (للبكري) و(المسالك والممالك) لأبي عبدالله بن عبيدالله المعروف بابن خردازبه في كتابه المسالك والممالك وغيرهم.
ويحسن بي وقد اخترت عنواناً لبحثي هذا (منطقة عسير عبر التاريخ) أن ألمح بفذلكة موجزة كمقدمة تتركز على بعض ملامح تاريخ منطقة عسير القديم منها مدينة جُرش عاصمة المنطقة قديما بما فيه ذكر الدبابات والمنجنيق والعرادات وغيرها التي اتجهت من مدينة جرش الصناعية لكي تشترك في حصار مدينة الطائف مع الرسول محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام في السنة الثامنة للهجرة.
لكي تكون مراحل هذه المحاضرة متماسكة الحلقات انتقل حثيثاً بالبحث إلى ذكر ما وصلت إليه هذه المنطقة من التقدم والرقي في ظل أدوار الدولة السعودية.
مخلاف جرش
(المخلاف والإقليم والعروض والكورة والرستاق والفرسخ مجموعة لغات مختلفة تعني في مفهومها ناحية تشتمل على عدة مدن وقرى لها مميزات وخصائص اشتهرت بها).
موقع مدينة جرش
تقع مدينة جرش على موقع فسيح من الأرض يطلق عليه اسم الروغ المحمود من الشمال بالطريق العام ومن الغرب مساكن المواطنين التي طغت على أغلب مساحة موقع المدينة ومن الشرق وادي رفيدة خلفه جبل حمومه والجنوب مساكن المواطنين التي طغت على أغلب مساحة موقع هذه المدينة الأثرية التي لم يبق لها من أثر بارز سوى قيمتها التاريخية أو أطلالها التي أصبحت شبه كتل متراكمة، ويقع مسجد المدينة في ركنها الجنوبي الشرقي وقد أتت عليه عوارض الزمن فلم تبق منه سوى جوانب متهدمة ويبدو أن الحروب التي وقعت بين بني عنز بن وائل وبين أهل مدينة جرش وكان أغلبهم من حمير وأحلافهم من خثعم وهم شهران كانت هي السبب في خراب مدينة جرش وقد استمرت تلك الحروب إلى آخر القرن الخامس الهجري وتبعد مدينة جرش عاصمة المنطقة القديمة عن مدينة أبها عاصمة المنطقة الحالية حوالي أربعين كيلاً في الاتجاه الشرقي الجنوبي على طريق الخميس - نجران، وهذه العجالة التي ذكرتها عن هذه المدينة البائدة لا تُمثل سوى وصف جزء من مساحتها الأثرية وآثارها التي تمثل العينات المبعثرة على سطح الموقع كخبث الحديد ونفايات الآجُرِّ المصنوع وغرف المصانع وأحواض التكرير.
إن التوسع في ذلك من اختصاص رجال الآثار ولم أكن في هذا الشأن إلا كواضع (الصُّوى) في قفر من الفلاة.
بدءاً بعهد الإمام محمد بن سعود طيب الله ثراه إلى عهد مؤسس هذا الكيان العظيم الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه الذي بناه فأشاد البناء وحصنه بالعدل والتقوى.
فتح مدينة جرش
كانت مدينة جرش في وجدان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك لشهرتها ومكانتها كمدينة صناعية ولموقعها الاستراتيجي ما بين اليمن والحجاز ولأنها تضم في طيتها عدداً من الأصنام منها الصنم الشهير المعروف ب(يغوث) والوارد ذكره في القرآن الكريم في سورة (نوح) في قوله تعالى: {وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا، وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا} الآية.
ونزلت سورة التوبة وفيها البراءة من المشركين في قوله تعالى: {وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ}.
كما ورد في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا} وأُعلن الإنذار في حج السنة التاسعة من الهجرة وتطايرت أخبار هذا الإنذار في الجزيرة العربية فاتجهت وفود القبائل العربية إلى المدينة المنورة لكي تعلن إسلامها وكان من ضمن الوفود وفد الأزد برئاسة صرد بن عبدالله الأزدي وقد توسم فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم مخايل الرئاسة فجعله على رئاسة قومه وأمره أن يجاهد بمن أسلم من قومه من حوله من المشركين.. وكان من أهل مدينة جرش هدفه الأول لاحتضانهم العديد من الأصنام الشركية فزحف بمجموعة من المسلمين حتى طوق مدينتهم، ولم يكن يخفى على أهل مدينة جرش زحف جيوش المسلمين عليهم فاتخذوا العدة لصد جيوش المسلمين عن المدينة وكانت مغلقة الأبواب حصينة الاسوار، وقد طوقها جيش المسلمين من الجهات الأربع وأحكم الحصار عليها وقطع المؤن عنها ودام الحصار شهرا لم يتمكن المسلمون من التأثير الحاسم على المدينة لحصانتها وعندما رأى القائد المحنك صرد بن عبدالله أن المدينة عصية على جيش المسلمين رغم الحصار الشديد فاتخذ خدعة الانسحاب لكي يوهم أهل جرش أنه ولى منهزماً عنهم حتى إذا كان بسفح جبل شكر خرج أهل مدينة جرش وأحلافهم في طلب جيش المسلمين ظناً منهم أنهم إنما ولوا عنهم منهزمين حتى إذا كانوا على مقربة من جبل شكر. ويُعرف في هذا الوقت (بالشكرات)، انقض عليهم جيش المسلمين في هجوم خاطف وتجاول الطرفان في معركة شعواء وتساقط القتلى من الطرفين وتعانق الفرسان في المعركة وأخيراً انهزم المشركون هزيمة نكراء فأعمل المسلمون فيهم السيوف حتى اعتصم من بقي منهم بالمدينة وغنم المسلمون من خيلهم عشرين فرساً ولم تكن لتخفى تلك المعركة على رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ كان قد بعث أهل جرش إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلين يستطلعان أخبار رسول الله وبينما كاناعند رسول الله صلى الله عليه وسلم عصر يوم المعركة جالسين مع أصحابه إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: بأي بلد شكر؟ قال الجرشيان: يا رسول الله ببلدنا جبل يقال له: كَشَر(وكذلك يسميه أهل جرش ) فقال رسول الله:إنه ليس بكشر ولكنه شكر، قال الجرشيان: فما باله؟ قال رسول الله: إن بُدُنَ الله لتنحر عنده الآن فجلس الرجلان إلى أبي بكر الصديق فقال لهما: ويحكما إن رسول الله لينعي لكما قومكما فقوما إلى رسول الله فاسألاه أن يدعو الله أن يرفع ما نزل بقومكما، فقاما إليه فسألاه أن يرفع ما نزل بقومهما، فقال صلى الله عليه وسلم: اللهم ارفع عنهم، فخرج الرجلان من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعين إلى قومهما فوجدا قومهما أصيبوا في اليوم الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال وفي الساعة التي ذكر فيها ما ذكر.
وفد جرش
بعد استسلام جرش للجيش الفاتح شكل أهل مدينة جرش وفداً للذهاب إلى المدينة المنورة لمبايعة الرسول صلى الله عليه وسلم على الإسلام وقال ابن سعد في الطبقات الكبرى:
خرج وفد جرش حتى قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلموا فقال: مرحباً بكم أحسن الناس وجوهاً وأصدقه لقاء وأطيبه كلاماً وأعظمه أمانة أنتم مني وأنا منكم وجعل شعارهم مبروراً وحما حمى حول قريتهم على أعلام معلومة.
وكان أول أمير لرسول الله صلى الله عليه وسلم على جرش وأحوازها: صرد بن عبدالله الأزدي - مات في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنهما:
1 - عبدالله بن ثور الأزدي - بقي إلى آخر خلافة عمر رضي الله عنهما.
2 - أبو سفيان بن حرب رضي الله عنه، جد خلفاء بني أمية ولما توفي الرسول صلى الله عليه وسلم فقد ارتد أغلب قبائل العرب في اليمن وغيرها ما عدا أهل جرش فقد كتب أبو بكر الصديق رضي الله عنه إلى طاهر بن أبي هالة بالتوجه إلى صنعاء وإعانة (الأبناء) الذين بقوا على الإسلام في صنعاء، وقد كتب رضي الله عنه أيضاً عنه إلى عبدالله بن ثور بن أصغر الأزدي عامل جرش في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم بأن يجمع إليه العرب ومن استجاب له من أهل تهامة ويبقى مكانه حتى يأتيه أمره.
مدينة جرش في عالم الصناعة
كانت مدينة جرش عاصمة الإقليم الأولى التي ظهر عليها الإسلام وهي عامرة كانت مركزاً هاماً من مراكز الصناعة إذ هي المدينة الصناعية الوحيدة في الجزيرة العربية التي اشتهرت بصناعة الأسلحة الحربية كالدبابات والعرادات والضبور والمنجنيق وغير ذلك من صنع آلات الحرب المستعملة وقتئذ وكان ممن زار مدينة جرش لتعلم صنع الدبابات والأسلحة الحربية من زعماء العرب كل من غيلان بن سلمة وعروة بن مسعود من زعماء ثقيف أهل الطائف ذلك أنهما أدركا أن غزو الطائف بات وشيكا من قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد فتح مكة المكرمة في السنة الثامنة للهجرة وممن زار مدينة جرش أيضاً لتعلم صناعة الدبابات من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن سعيد القرشي - رضي الله عنه - والطفيل بن عمرو الدوسي الزهراني رضي الله عنه وقد اتجه خالد بن سعيد رضي الله عنه من مدينة جرش الصناعية إلى الطائف بدبابتين ومنجنيق كما اتجه الطفيل بن عمرو الدوسي رضي الله عنه غلى الطائف في أربعمائة من قومه ومعه دبابة وقد اشتركت تلك الأسلحة الحربية بما فيه الدبابات في حصار الطائف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في السنة الثامنة للهجرة وعندما تحصن أهل الطائف بسور مدينة الطائف هاجمت الدبابات سور المدينة بقيادة جنود رسول الله صلى الله عليه وسلم لقصد هدم سور المدينة فاشتبك المهاجمون مع المدافعين من أهل الطائف فصارت معركة قتل فيها البعض من الطرفين وقد برز رجل من ثقيف على سور الصحن يُحرضِّ المشركين على المسلمين ويسبُّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويبدو أن اسمه مروحاً فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم روح مروحاً إلى النار فصوب إليه بعض مقاتلي المسلمين سهماً فوقع في نحره فتردَّى من الحصن فوقع على الأرض ميتاً وفي ذلك الوقت أسلم عدة رجال من ثقيف أغلبهم من الموالي ونادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيما عبد نزل وخرج من الحصن فهو حرٌ فنزل منهم بضعة عشر منهم أبوبكرة والأزرق بن عقبة بن الأزرق والمنبعث وكان مولى لعثمان بن عمار بن معثب وكان اسمه المضطجع فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبعث تيمناً وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُشرف على معركة الطائف أخيراً، وهاجم المسلمون الحصن مع الدبابات يتقدمهم يزيد بن زمعة بن الأسود على فرسه فسأل ثقيفاً الأمن يريد أن يكلمهم فأعطوه الأمان بيد أنهم غدروا به عندما قرب منهم ورموه بالنبل فقتلوه ثم خرج من باب الحصن هذيل بن أبي الصلت وأخوه أمية بن أبي الصلت في اتجاه القتيل وهو لا يعلم وكان يعقوب بن زمعة كامناً عند الباب فوثب على هذيل بن أبي الصلت فأسره حتى أتى به النبي صلى الله عليه وسلم فقال: هذا قاتل أخي يزيد بن زمعة وسُرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أتى به إليه فأمكنه منه فضرب عنقه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جمع أصحابه ومستشاريه أثناء احتدام المعركة وشاورهم في تدبير المعركة فأشاروا بأن ينصب المنجنيق على حصنهم قال سلمان الفارسي - رضي الله عنه - يا رسول الله أرى أن ينصب المنجنيق على حصنهم فإنا كنا بأرض فارس ننصب المنجنيق على حصون الأعداء وتنصب علينا فنصيب منهم ويصيبون منا فنصبوا المنجنيق على حصن الطائف ثم نثروا الحسك حول سور الطائف لإعاقة المدافعين عن مهاجمة جيش المسلمين المهاجم بما فيه الدبابات المهاجمة، وتقول رواية (الطبقات الكبرى) لابن سعد: إن عروة بن مسعود وغيلان لم يحضرا حصار الطائف بل كانا في مدينة جرش يتعلمان صنعة الدبابات والعرادات والمنجنيق وقد عادا إلى الطائف مصحوبين بآلات الحرب كالدبابات والعرادات والمنجنيق وذلك بعد انصراف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حصار الطائف فنصبا الأسلحة المذكورة استعداداً للقتال ولكن الله ألقى في قلب عروة بن مسعود الإسلام ففشلت خطة أهل مدينة الطائف نحو الحرب والتحق عروة بن مسعود برسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم رضي الله عنه، أما ضواحي الطائف فقد أعلنت إسلامها عدا المدينة وبهذا دخلت ثقيف في الإسلام وصار منهم القادة المخلصون المناضلون عن الإسلام ونشره في المعمورة وكان من أشدهم وأدهاهم في القيادة والدهاء المغيرة بن شعبة رضي الله عنه.
المداخلات:
* أشاد الدكتور محمد بن عبدالله آل زلفة بالمحاضر وبكتاباته التوثيقية عن تاريخ منطقة عسير، خصوصا وأن مؤلفاته في هذا الجانب صارت مورداً للباحثين.
* الدكتور إبراهيم بن عبدالله السماري أشار في مداخلته إلى أهمية ومدى تأثير طبيعة المنطقة في رصد تاريخها.
* أوضح المؤرخ فايز موسى الحربي إلى أن المقابلات قد تكون من أصح مصادر التاريخ خصوصا إذا كانت من رواة موثقين وشاهدي عيان
* أشار المحاضر إلى أنه يملك مكتبة ضخمة بها أكثر من اثنين وعشرين ألف كتاب في التاريخ والأشعار والأنساب


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved