طفرت دمعة من عيني حزناً على ذات الإثني عشر ربيعا التي راحت ضحية ظلم وعدوان غاشم أثيم..!
المكان: مدينة الرياض - الوشم
الزمان: ظهر الأربعاء 2ربيع الأول 1425هـ.
عادت للتو من مدرستها مدرسة الأبناء بالحرس الوطني حيث تدرس في الصف الخامس الابتدائي، عادت ومازال لدى جسدها الغض الطري بقية من حيوية الأطفال وطاقتهم ونشاطهم.. ولديها رغبة في مواصلة اللعب واللهو مع إخوتها الصغار.
استبدلت ملابس المدرسة بملابس أخرى أكثر تحررا من القيود والالتزام المعتادة، أخذت بعدها تلعب وتضحك وتحكي لوالديها وإخوتها أخبارها في المدرسة بزهو وانتشاء العصافير.. كيف لا تكون كذلك ولها حظوة لدى معلماتها وزميلاتها لتفوقها وحسن تعاملها معهن واحترامها لهن.
لجأت إلى المطبخ، أخذت لها وجبة (اندومي) وجبة الأطفال المحببة، فقد أتقنوا صنعها لسهولة إعدادها، وامتيازها بطعم لذيذ كما يقولون (وإن كنت أرى العكس).. أكلت الوجبة.. خرجت إلى حديقة المنزل كي تلعب بصحبة أخواتها. وتستمتع بجو ربيعي لم تداهمه حرارة الصيف حتى الآن.
في أوج لعبها وإخوتها دوّى انفجار مفزع اهتزت على إثره المباني، وتشظّت النوافذ، وتطاير حديد السيارات، وتحطمت الأبواب.
وسقط جدار المزل.. سقط رغم صلابته وضخامته ومتانته لكنه سقط بفعل الانفجار المدوّي، سقط بطوله، بعرضه، بطوبه واسمنته.
سقط على جسدها الغض الطري العائد للتو من المدرسة.
سقط على جسدها ذات الإثني عشر ربيعاً.
سقط على جسد (وجدان بنت ناصر الكنديري)
سقط على أخطر منطقة في جسدها.. على رأسها ليتمكن منها، حُملت على الأكف والأذرع، بُذلت محاولات عدة لإنقاذها لكنها ماتت، توفيت بفعل عدة شظايا متطايرة أصابت منزل أسرتها أسقطت الجدار على رأسها وجسدها فماتت.
فتكت يد الغدر والظلم ببراءة طفلة ربما وقتها كانت تتلذذ بطعم الاندومي في فمها.
كان الهدف (مبنى المرور) في الوشم بالرياض لكنه طال جسد ورأس (وجدان)
كيف لطغمة باغية أن يهدأ لها بال - وتنام قريرة العين ونساء عدة وأطفال ورجال وشيوخ نالهم من غدرهم الشيء الكثير.. من سيحتمل ذنب أرواح أزهقت وووريت أجسادها الثرى، منها أجساد أطفال كانت تنظر من خلال نوافذ المستقبل القريب القادم، وقبل ان تجيل النظر اغتيلت في ثوان وأقل.
من سلم حتى الآن من استهداف أولئك المجرمين؟!
لن نقول ما هي مطامعهم ومطالبهم لأننا مللنا قولها، وأياً كانت المطامع فهي دنيئة طالما أنها تغتال براءة الأطفال، وتسلب السعادة من وجوههم، وتشوه صفاء بشرتهم، وتحطم رؤوسا لم تشتد بها الأفكار بعد كما حطمت رأس (وجدان بنت ناصر الكنديري) جبر الله عزاء والديها وإخوتها وذويها، وأثاب الأمة الإسلامية.
ص.ب10919-الدمام 31443
فاكس:8435344-03
|