في مثل هذا اليوم 27 ابريل من عام 1961 أصبحت سيراليون آخر دولة في غرب أفريقيا تحصل على الاستقلال بعد أكثر من 150 عاماً من الحكم الاستعماري البريطاني.
وُلدت الدولة الجديدة في تمام منتصف الليل عندما أخذ يرفرف علمها بألوانه الأخضر والأبيض والأزرق. وتجمع حشد كبير من الناس في ملعب بروكفيلدز في العاصمة (فري تاون) لمشاهدة هذه اللحظة التاريخية وأعربوا عن فرحتهم العارمة في هتاف وأهازيج صاخبة.
وقد بدأ الاستقلال رسمياً عندما قام دوق كينت بتسليم الوثائق الملكية التي تعترف بسيراليون كدولة مستقلة. وتم تنصيب السيد موريس دورمان، الحاكم منذ عام 1956، كحاكم عام من قبل رئيس المحكمة بوكو بيتس. وبعث رئيس الوزراء هارولد ماكميلان والملكة برسائل الترحيب إلى الحكومة الجديدة بقيادة رئيس الوزراء السيد ميلتون مارجاي.
وقد قامت صاحبة الجلالة الملكة بزيارة سيراليون أثناء جولتها في غرب أفريقيا أواخر ذلك العام.
وجرت احتفالات ومهرجانات بمناسبة الحصول على الاستقلال طوال الأسبوع وتركزت بصفة رئيسية في منطقة ميناء فري تاون. وأُعلن عن إجازة عامة لمدة ثلاثة أيام وكانت المدينة في حالة فرح واحتفال كبيرين والشوارع مُزيّنة بالرايات والألوان الوطنية الجديدة في كل مكان.
بيد أن حالة الطوارئ، التي أُعلنت منذ عشرة أيام مضت عقب حملة التخريب التي قام بها حزب المؤتمر الشعبي، قد ألقت بظلالها على الاحتفالات حيث طالب الحزب بضرورة تأجيل عملية الاستقلال حتى يتم عقد انتخابات حرة. هذا وقد أُلقي القبض على زعيم حزب المؤتمر الشعبي سياكا ستيفنس منذ أسبوع مضى مع ساعده الأيمن والاس جونستون و16عضواً آخرين من أعضاء الحزب. وكانوا يخططون لعمل إضراب عام يتزامن مع احتفالات الحصول على الاستقلال، وكانت هناك مخاوف من اندلاع أعمال الشغب في حالة وقوع الإضراب.
هذا وتُصر الحكومة في فري تاون على عقد الانتخابات العام المُقبل كما هو متفق عليه وفقاً لشروط الاستقلال. وقال الوزراء أنه قد تم القبض على المعتقلين لحماية الزائرين الذين يرغبون في المشاركة في احتفالات البلاد وأعربوا عن عزمه إطلاق سراح المعتقلين بمجرد انتهاء الاحتفالات.
|