في مثل هذا اليوم 27 أبريل من عام 1984م تم رفع الحصار الذي تم فرضه على السفارة الليبية في ميدان سان جيمس في لندن قبل أحد عشر يوما حين لقيت شرطية بريطانية مصرعها بعد اطلاق النار من داخل السفارة. وفي نهاية الأمر استطاع الدبلوماسيون الليبيون الخروج من المبنى.
وكانت البادرة الأولى لحدوث تطور كبير تمت في تمام الساعة 0847(بتوقيت جرينتش) عندما وصلت مجموعة من المراقبين الحياديين ووسيطان ليبيان إلى الميدان ودخلوا المبنى. وبعد مرور نصف ساعة وصلت عربة فان بيضاء إلى الباب.
وكانت هناك أربع حقائب دبلوماسية محمّلة بالعربة من قبل المراقبين. وتبعتها مجموعة من حقائب السفر والحقائب اليدوية والحقائب البلاستيكية. وقد خرج الـ 30 دبلوماسيا من المبنى في مجموعات مكونة من خمسة أفراد في صف واحد بإشراف الوسيط الليبي الذي تحدث إليهم طوال فترة الحصار. ولم يبدوا أي تعاطف حتى عند مرورهم بالمنطقة التي أُطلق فيها النار على يوفون فليتشر. وقد أزال أحد زملائها أثناء الليل القبعة الخاصة بها التي استقرت في المكان الذي سقطت فيه قتيلة.
وقد بدأت عملية إطلاق النار التي يُعتقد أنه تم تنفيذها من داخل السفارة أثناء تظاهرة ضد الزعيم الليبي العقيد القذافي. وحدث توتر شديد بين رجال الشرطة والدبلوماسيين بالداخل. وبعد مرور أسبوع واحد فقط ذكر شهود العيان في التحقيقات التي جرت لوفاة إحدى الشرطيات البالغة من العمر 25 سنة، أنهم رأوا الدخان ونيران البنادق في إحدى نوافذ الطابق الأول من المبنى.
وقد رد الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي على محاصرة السفارة الليبية بمحاصرة السفارة البريطانية في طرابلس. وكانت المفاوضات بين البلدين بطيئة ومتعثرة وأُصيب الساسة ورجال الشرطة بالإحباط نتيجة عدم حدوث تقدم في المفاوضات.
وفي النهاية تم قطع العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين وتم منح الموجودين داخل السفارة مهلة مدتها سبعة أيام لمغادرة البلاد، كما تم منح السفير البريطاني نفس المهلة لمغادرة طرابلس. وتمت مرافقة الدبلوماسيين الليبيين إلى مطار هيثرو واستقلوا طائرة مغادرين البلاد.
وأعربت الشرطة عن رفضها القاطع قبول احتمال هروب الضالع في قتل فليتشر بدعوى الحصانة الدبلوماسية. وقال وزير الداخلية ليون بريتان: إن الحكومة ستطالب بإجراء تعديلات على اتفاقية فيينا فيما يتعلق بالعلاقات الدبلوماسية.
|