*د. هدى محمد أبو شامة :
يصادف النزف في ثلث الحمل الأخير بنسبة 3.8% من الحمول عامة ويعتبر:
النزف التالي عن المشيمة المنزاحة أكثرها شيوعا وبشكل 22%
النزف التالي عن انفكاك المشيمة الباكر 31%
النزوف مجهولة السبب 47%، وفي حين لا تترافق الحالات مجهولة السبب بتأثيرات ملموسة على الحامل والجنين, فإن المشيمة المنزاحة وانفكاك المشيمة الباكر يشكلان خطرا جسيما على صحة الأم والجنين.
ونزوف أشهر الحمل الأخيرة مريعة ونظرا لخطورتها، فإن الحامل تندفع بشكل آلي للاتصال بالطبيب، فبعض الحالات تستدعي اللجوء إلى جميع الاستقصاءات اللازمة لتحديد سببها.
المشيمة المنزاحة Placenta prevail تعرف المشيمة المنزاحة بأنها ارتكاز المشيمة كليا أو جزئيا على القطعة السفلية للرحم متقدمة بذلك على مجيء الجنين.
وتصنف حسب علاقتها بفوهة الرحم الباطنة إلى أربع درجات:
الدرجة الأولى: المشيمة المنزاحة كليا: TOTAL PLPRE، وهنا تغطي المشيمة فوهة عنق الرحم الباطنة بكاملها، وتسمى عندئذ المشيمة المنزاحة المركزية.
الدرجة الثانية: المشيمة المنزاحة الجزئية Partial Pl. pre، وتكون فيه فوهة العنق الباطنة مغطاة جزئيا بالمشيمة.
الدرجة الثالثة: المشيمة المنزاحة الهامشية Marginal Pl.pre، وتصل فيه حافة المشيمة إلى فوهة الرحم الباطنة دون أن تغطي شيئا منها.
الدرجة الرابعة: المشيمة الواطئة Low lying pl، وتكون فيها حافة المشيمة متجاوزة للحدود العليا للقطعة السفلية دون أن تبلغ فوهة عنق الرحم الباطنة هذه هي درجات المشيمة المنزاحة وتتراوح نسبة حدوثها في نهاية الحمل مابين 0.4 - 0.5 % .أسبابها: تعتبر تعدد الولادات وتقدم سن الحامل من العوامل الأساسية لحدوثها وكذلك تعتبر القيصريات المتكررة عاملا إضافيا في حدوثها الصورة السريرية: تتجلى بحدوث نزف مهبلي خال من الألم، وتحدث الهجة الأولى من النزف عادة قرابة الأسبوع الرابع والثلاثين من الحمل. يبدأ النزف عادة ليلا إبان النوم دون أي إنذار سابق حيث يستيقظ الحامل لتجد نفسها عائمة في بركة من الدم الأحمر الفاتح وعادة الهجة الأولى من النزف لا تكون خطيرة إلى درجة تلحق الأذى بالحامل والجنين، يتوقف النزف تلقائيا ليعاود فيما بعد بدرجات أشد يرتبط زمن ظهور النزف وشدته تبعا لمكان توضع المشيمة، وغالبا ما تترافق المشيمة المنزاحة مع المجنيات المعيبة وخاصة المجيء المقعدي والمعترض .
انفكاك المشيمة الباكر
Abruption Placenda
هو انفكاك المشيمة المرتكزة نظاميا بعد الأسبوع العشرين للحمل وقبل ولادة الجنين نسبة حدوثها 1- 75 - 1-90 من الولادات.
أسبابها: قعد السرر - الرض الخاجي على البطن - ارتفاع التوتر الشرياني - تعدد الولادات - ورم لب العظر - إصابة سابقة بانفكاك باكر - الإدمان على الكودمئين - أورام الرحم وتشوهاتها الخلقية.
الصورة السريرية
1- النزف الرحمي وهو العرض الواسم في انفكاك المشيمة، ويكون أسود اللون قاتما غير قابل للتخثر، وجدير بالذكر أن كمية النزف المشاهدة لا تعبر عن مقدار الدم المفقود من المريضة لأنه لا يشكل إلا جزءا طفيفا منه.
2- الألم البطني وهو ناجم عن تمدد الرحم بفعل النزف خلف المشيمة وارتشاح الدم بعضلة الرحم.
3- تكزز الرحم أو قساوة الرحم حيث يكون الرحم قاسية قساوة خشبية مما يحول دون شعور الفاحص بأعضاء الجنين.
4- الصدمة وهي تالي النزف للشديد خلف المشيمة، وقد تكون العرض الأول أحيانا.
5- دقات قلب الجنين غالبا ما يحول انفكاك المشيمة دون استمرار التبادلات الجنينية الوالدية لذا يموت الجنين في معظم الحالات.
تعتبر حالة انفكاك المشيمة حالة خطرة جدا على حياة الأم والجنين، فالخطورة على حياة الأم تتجلى بحدوث DIC ( الاعتدال التخثري العام )، وهذا بحاجة الى معالجة إسعافية فورية.
وكذلك حدوث الصدمة وهي تالية لفقدان كميات كبيرة من الدم، وكذلك بصور كلية الحاد، وهو تالي الانسداد الأوعية الشعري الكلوية بالخثرات المتشكلة نتيجة DIC، وكذلك السكنة الرحمية المشيمية أورحم كوفولر وهي تنجم عن ارتشاح الدم بسماكة العضلة الرحمية ووصوله إلى الصفاق الرحمي والرياطين العرضين أما بالنسبة للجنين، فالخطورة على حياته لا تقل أهمية عن والدته إذا غالبا مايموت الجنين بحالات انفكاك المشيمة إذا لم تسرع بإجراءات إسعافية.
إخصائية نساء وولادة |