*د. صفاء الخيمي:
إنه ذاك السم الذي يتجرعه بعض الناس بكامل إرادتهم بقصد المتعة ولا يدرون أنهم بذلك يقتلون أعضاءهم رويداً رويداً ويغضبون ربهم وكفى بذلك جحيماً. ويعتبر الكحول أشيع سبب لأمراض الكبد في الدول الغربية إذ أنه يؤثر مباشرة على النسيج الكبدي محدثاً أذية تختلف شدتها حسب كمية الكحول المتناولة يوميا, وتقدر الكمية المؤذية للكبد بـ30غراماً عند الرجل و20 غراماً عند المرأة. وإذا تناول الشخص الكحول لمدة أكثر من 5 سنوات فذلك كاف كي يحدث لديه تشمع في الكبد، وطبعا تناول الكحول اليومي يحدث أذية أكبر من تناوله بشكل غير يومي.
ويحدث الكحول عدة أذيات في الكبد قد تحدث مفردة أو تتداخل مع بعضها البعض.
- تشحم الكبد: وهو أشيع الإصابات الكحولية الكبدية إذ قد يصيب بعض أو كل الخلايا الكبدية ولكنها أذية قابلة للتراجع عند التوقف عن شرب الكحول.
- التهاب الكبد الكحولي: ويتظاهر بنخر الخلايا الكبدية بشكل بؤري حيث تصبح الخلايا الكبدية متورمة وشاحبة ويعتبر التهاب الكبد الكحولي مقدمة لحدوث تشمع كبد.
- تصلب هياليني مركزي: ويتظاهر بتليف حول الأوردة المركزية وهي دليل على تناول الكحول بكميات كبيرة وعلى بداية حدوث التشمع وفرط التوتر البابي.
- التشمع : يحدث لدى المريض تشمع صغير العقيدات مع التهاب فعال في المسافات البابية المتليفة مع تليف حول الخلايا ثم مع الزمن يتحول لتشمع كبير العقيدات.
المظاهر السريرية
تتراوح الأعراض بين أعراض لا نوعية مع فحص سريري طبيعي إلى أعراض ومظاهر تشمع الكبد وهي كالتالي:
* تشحم الكبد:
- أعراض لا نوعية.
- ضخامة كبد.
* التهاب الكبد:
- سوء تغذية.
- تعب شديد.
- يرقان.
- ضخامة كبد.
- اعتلال دماغي كبدي.
* الركود الصفراوي:
- يرقان.
- ألم بطني.
- ضخامة كبد غالبا مؤلمة.
الاستقصاءات
تجري الاستقصاءات لتحديد مدى أذية الكحول على الكبد واستبعاد أسباب أمراض الكبد الأخرى.
ومن أهم العلامات المخبرية
- ضخامة الكريات الحمر بدون وجود فقر دم.
- ارتفاع غاماغلوتاميل ترانسفيراز (G G T). ولكن غياب هذه العلامات لايستبعد وجود إدمان كحولي.
أما العلامات الشعاعية
فقد يلاحظ وجود كسور غير مفسرة في الأضلاع.
المعالجة
أساس المعالجة هو التوقف عن شرب الكحول وبدون هذا فجميع المعالجات غير مفيدة والتوقف النهائي هو أحسن نصيحة تقدم للمريض إضافة للتغذية الجيدة. أما الاختلاطات من اعتلال دماغي كبدي وحبن (سائل في البطن) ودوالي وريدية فتحتاج لمعالجة خاصة بالمشفى.
الإنذار
في حال توقف المريض عن شرب الكحول فإن وضعه سيتحسن بالطبع.
تشحم الكبد
ذو انذار حسن وغالبا مايختفي بعد 3 أشهر من التوقف عن شرب الكحول.
أما التهاب الكبد الكحولي
فإنذاره أسوأ لأن حوالي ثلث المرضى 33% يموتون في نوبة التهاب كبد حادة في حال كانت وظائف الكبد سيئة مع تطاول زمن البروترومبين وفي حال شفي المريض من النوبة الحادة فقد يتحول الالتهاب لديه لتشمع كبد خاصة إذا عاد المريض لشرب الكحول.
تشمع الكبد
قد يظهر باختلاطات شديدة مثل نزيف هضمي علوي ناجم عن دوال في المريء أو حبن (سائل في البطن) وفقط نصف المرضى يعيشون 5 سنوات بعد التشخيص.
وفي النهاية لايستحق هذا الإنسان الذي كرمه المولى بالعقل أن يلقي بنفسه للتهلكة فيا أيها الجاني على نفسك عد إلى ربك وتب إليه فلا مفر منه إلا إليه ولا تغرنك الدنيا فها هي تناديك:
هي الدنيا تقول بملء فيها
حذارِ حذارِ من فتكي وبطشي
فلا يغرنكم مني ابتسام
فقولي مضحك والفعل مبكِ
* استشاريه باطنية ومناظير الجهاز الهضمي
|
