الأديب المفكر الأستاذ الكاتب (سعد البواردي) يعتبر من خلال سيرته الأدبية والصحفية.. القديمة والجديدة.. من الكتّاب والصحفيين الملتزمين.. بخط الصدق في الكلمة، والولاء والإخلاص للوطن.. يستمد رؤيته من واقع الأمة.. ويعالج قضاياها.. من واقع أوجاعها.. لا ينافق.. ولا يجامل..
ولا يخادع نفسه.. ولا يخادع الآخرين.. له رؤية مميزة.. وقلم صدق.. يكتب عما يعتقد.. ويعبر عما يراه حقاً وعدلاً.. هكذا عرفته منذ أكثر من خمسة وأربعين عاماً.. وهكذا قرأته منذ أكثر من خمسة وأربعين حولاً.
وبالأمس أطلق من صحيفة الجزيرة الغراء.. يوم الاثنين 22- 2-1425هـ العدد (11519) دعوة كريمة.. صادقة مخلصة.. إلى تكريم المفكر الكبير (الشيخ عبدالعزيز بن عبدالمحسن التويجري) صاحب (المتنبي) و(الرسائل) وغيرهما من النثار الفكري الأصيل.. ورشحه ليكون شخصية العام.. في مهرجان الجنادرية القادم.. وقال (شيخنا التويجري..
من واجبه علينا، ومن حقه علينا.. أن نحتفي به كشخصية هذا العام.. لأن في تكريمه.. تكريماً للفكر الجاد والصياغة الجيدة، والمضمون الحي).. الذي تقدره الدولة وترعاه.. وتشجعه وتدعمه.. وتأخذ بناصيته إلى بر الأمان.. وشاطئ السلامة.. وقال (إن المفكر والكاتب عبدالعزيز بن عبدالمحسن التويجري- مقياساً- لإبداعاته الفكرية النثرية.. كان الأحرى بالتكريم) ثم اختتم طرحه الجيد، ورؤيته الصائبة.. وأمنياته المخلصة.. بالقول (إن لم ينتظر هو.. فنحن ننتظر لا بالإنابة عنه.. وإنما بالأصالة عن أنفسنا لكاتب الأصالة المعاصرة) ولأن هذه المطالبة.. قد صدرت من كاتب.. وأديب، ومفكر.. كالأستاذ سعد البواردي.. فقد رُفعت الستارة، وفتح الباب على مصراعيه.. لمن ينظرون إلى الشيخ عبدالعزيز بن عبدالمحسن التويجري.. بتلك النظرة الواقعية، وبتلك الرؤية الثاقبة.. ويرون مع الأستاذ سعد.. بأن الشيخ التويجري.. إلى جانب زراعته الفكر الذي يحمله في دائرة الحصاد العملي.. يستحق التكريم، ويستحق أن يقطف ثمار ما زرع بالتكريم الرسمي الذي تعودنا عليه من الدولة رعاها الله.. ولأنني أحمل هذه الرؤية.. ومنذ سنوات قديمة.. إلا أن (البنوّة) وصلة (القرابة) كانت تمنعني من البوح والمطالبة.. بمثل ما طالب به الأستاذ سعد.. والآخرون معه.. تجاه هذه الشخصية الجذابة.. الساحرة الخلاقة.. فإنني اليوم لا أجدني في حرج من (الجرح والتعديل) في رؤيتي.. حينما أضم صوتي إلى صوت أخي الأستاذ سعد وغيره ممن يحملون الفكر والرؤية العادلة المنصفة.. ولا أرى حرجاً في رفع الصوت مع الآخرين ما دمت على ثقة وقناعة بصدق الرؤية وصواب الرأي.. فلفكر الوالد (الشيخ عبدالعزيز) مكانة كبيرة، وتقدير كبير بين كبار الأدباء والمفكرين السعوديين والعرب، والأجانب.. لأنه مقروء كتاباً.. ومسموع خطاباً.. ومؤثر في عالم الأدب والفكر العربي بصورة واسعة. أما ميزة التواضع، وحسن الخلق، ونكران الذات.. فتلك فطرة.. فطره الله عليها.. وأما إنسانياته.. فهي بذرة إلهية.. زرعها الله في قلبه وفكره.. وسقاها هو من خلال حبه للناس.. وحب الناس له.. وهذا لا يعني والله القربة القريبة منه.. ولا التوافق الكامل معه.. ولكنها كلمة حق.. يجب أن تقال وصوت صدق.. ينضم إلى الأصوات المطالبة بتكريم هذه الشخصية الفكرية الفذة التي تحب الممارسة العملية.. وتقديم العطاءات الإيجابية.. بعيداً عن الأضواء.. وبعيداً عن المماحكات الكلامية.. التي هي في نظره كما أعرف.. بثورٌ وقشورٌ.. قد تضر أكثر مما تنفع، وتلوِّث أكثر مما تُنقي.. وتلك رؤية الثقة بالنفس، والإيمان بالله.. والاطمئنان إلى العطاء والإنتاج الفكري والعملي.. الذي قدمه بتواضع جم.. للإنسانية بصفة خاصة.. وللثقافة العربية، والفكر العربي بصفة عامة. والله ولي التوفيق.
عبدالعزيز العبدالله التويجري
كاتب صحفي، ورئيس تحرير سابق
الرياض: فاكس: 4382424 |