تعيش مملكتنا الحبيبة في محنة عظيمة دبرها أعداء الإسلام في الخارج للتأثير على بعض شبابنا المغرر بهم بالداخل من أجل تدميرهم بأفكار مسمومة، الهدف منها هو زعزعة الأمن في وطننا الغالي وتشويه صورة الإسلام والمسلمين، ومع تلك المحاولات ما يزال الوطن يقف آمنا شامخا متحديا تلك الزمرة الباغية المنحرفة عن الدين الإسلامي والمجتمع السعودي الأصيل الذي يقف صفا واحدا مع حكومتنا الرشيدة، حفظها الله، ورجال الأمن الأبطال الذين أثبتوا شجاعتهم العظيمة في البطولات السابقة والإنجازات السابقة في القبض على فلول الإرهاب، وقُتل البعض منهم مقدمين أرواحهم من أجل الوطن والدفاع عن أمنه واستقراره، وهذه التضحيات من رجال الأمن ليست مستغربة من أبناء الوطن الأبرار الذين يقدرون قيمة الإسلام الحقيقي ومنهجه السليم، ولكن محل الاستغراب يأتي من طرف الشباب المغرر بهم الذين تركوا تحكيم العقل والدين، وذهبوا يتبعون أهواء رؤوس الشر والكفر ليحققوا ما يريدون من تشويه صورة المسلم الحقيقي، من ابتداع بعض التصرفات الغريبة على ديننا وعقيدتنا السمحة.. وعلى أولئك الشباب المستهدفين أن يحاسبوا أنفسهم قبل أن يُحاسبوا ويندموا على تصرفاتهم الخاطئة التي قتلت الكثير من الأبرياء من أبناء المسلمين وغير المسلمين بدون وجه حق، متخذين من الغلو والتطرف نبراسا يضيء لهم طريق الإجرام وسفك الدماء في كل مكان من بلاد الحرمين الشريفين، غير مبالين بعظم الجرم الذي يقترفونه ضد الآخرين.
والمصيبة الأخرى التي اقترفها أولئك الشباب المغرر بهم أنهم هجروا والديهم منذ فترة طويلة وذهبوا يلهثون خلف رؤوس الشياطين، وينفذون مخططاتهم الإجرامية، ضاربين بحقوق الوالدين عرض الحائط، رغم النداءات المتكررة من آبائهم وأمهاتهم عبر الصحف اليومية، ولكن لا حياة لمن تنادي، ولكن ندعو الله أن يهدي هؤلاء الشباب إلى الطريق المستقيم، ويبعدهم عن أعدائهم وأعداء الإسلام الذين لا يهدأ لهم بال إلا أن يشاهدوا بلاد مهبط الوحي وأرض الرسالات يتزعزع بها الأمن على أيدي أبنائها، ولكن هيهات أن يتحقق ذلك، فما يزال وطننا الغالي ينعم بالأمن والاستقرار، متحديا تلك الفئة الضالة بالتصدي لأهدافها والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه أن يتصرف بتصرفات تخل بأمن واستقرار هذا البلد المعطاء الذي خدم الإسلام والمسلمين وما يزال يقدم الكثير من الدعم المادي والمعنوي لكل ما فيه نصرة لهذا الدين الحنيف الذي تعرض للتشويه من بعض الإرهابيين الذين يدعون الإسلام، والإسلام منهم براء..
فتحية إعجاب وتقدير لحكومتنا الرشيدة على ما تقدمه من جهود عظيمة وخدمات جليلة للوطن والمواطن وتطبيق الشريعة الإسلامية في جميع أرجاء الوطن، من شرقه إلى غربه ومن جنوبه إلى شماله، حتى أصبحت محل إعجاب جميع من يزورها من الجنسيات المختلفة التي لا تشاهد نعمة الأمن في بلادها كما نتمتع بها نحن الآن، وهذه الميزة المحمودة يسعى الكثير من أعدائها الى نزعها منا عن طريق عدة طرق غير مشروعة، كالتغرير بالشباب المنحرف عن جادة الصواب، او بقصد حث الشباب بتطبيق الغلو بالدين وعدم التسامح مع الآخرين، مطبقين مبدأ الخوارج الذين خرجوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم على المسلمين، وشعارهم الباطل ( كل مسلم يرتكب معصية يباح هدر دمه) متناسين ما ورد بالكتاب والسنة بأننا أمة وسط لا نتهاون في أمور الدين، ولا نغلو في الدين ونتجاوز الحد المشروع في عبادة الله واتباع سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في جميع أمورنا، في العبادة أو في تعاملاتنا مع الآخرين.
|