جاء فراش المدرسة العم سعيد إلى بيوتنا وهو يقول: إن المدير يستدعيكم إلى المدرسة، وهناك اجتمع نفر غير قليل من طلاب السنة السادسة وعلمنا بأن المدرسة تعد حفلاً لاستقبال الملك سعود -رحمه الله- وأجريت علينا عدة بروفات واختبارات للخطابة أو الإعداد الطيب لها بما يليق بالضيف الكبير.
وأوقد الأساتذة روح الحماس فينا حتى إنهم قالوا: إن الملك سعود سيشرِّف المدرسة ( وكان برنامجه يضم زيارة المدرسة ) لولا ضيق الوقت، وعندما رشحت ضمن مواد البروفة أخذت أواصل الليل مع النهار في التمرين الذاتي على حسن الخطابة، وبذلت جهداً مضنياً حتى اختارتني اللجنة لإلقاء كلمة مدارس المنطقة الشرقية، وزاد حماسي أضعافاً مضاعفة، وعندما دنت ساعة الصفر في السرادق الكبير أمام مدخل أرامكو في الظهران، حيث أعد لاستقبال المليك، جاء دوري لإلقاء كلمة مدارس المنطقة الشرقية وتقدمت وقد اعترتني سحابة من الخجل أو الرهبة، سرعان ما هدأت عندما رأيت الملك سعود ( عليه شآبيب الرحمة) مطرقاً لسماع ما أقول، وكلما هزَّ رأسه مستحسناً زدت توهجاً وجسارة حتى إذا ما قلت:
دمام أمست تباهي الكون من طرب
إذ إنك البدر جلا في دياجيها..
قاطعني الناس بصوت رفيع: أعد.. أعد.. أعد..
وعندما فرغت من إلقائها تقدمت لجلالته طاعة لأمره، إذ أشر بيمناه أن (تعال) وعندما صافحته سألني عن اسمي وعن اسم والدي؟ ولكن الإجابة حارت في جوفي، وفي الحلقة القادمة سأقول الإجابة لقراء هذه اليوميات الكرام..
(*) الرياض |