* الرياض - واس:
قام صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية امس الأول بزيارة تعزية ومواساة لأسرة الطفلة وجدان ناصر الكنديري التي راحت ضحية التفجير الإرهابي الذي وقع بالرياض يوم الأربعاء الماضي كما زار سموه أسرتي شهيدي الواجب الجندي حسين فقيهي والنقيب إبراهيم مبارك الدوسري اللذين استشهدا في حادث التفجير الاجرامي الذي وقع الاربعاء الماضي أثناء تأديتهم لواجبهم في الادارة العامة للمرور بالرياض.
وعبر سموه عن خالص تعازيه لاسر المتوفين سائلا الله ان يلهم اهلهم وذويهم الصبر والسلوان.
وبين سموه لدى زيارته لأسرة الطفلة وجدان أن زيارته لهم هي لمشاركتهم في مصابهم الذي يحيز في القلب والنفس وقال (نعم استشهدوا رجال الامن لكن هذا واجبهم ولكن ما هو ذنب طفلة ان يصيبها ما اصابها وتفقدها اسرتها في هذا السن.. هل من جريمة اكبر من هذه الجريمة.. كيف يمكن ان نقبل ان هولاء مسلمون..؟ الوطن يبرأ منهم لكن ان شاء الله رب العزة والجلال قادر أن يأخذ ان شاء الله بثأر هذه البنت.. ومن كل مجرم وعابث في هذا الوطن).ودعا سمو وزير الداخلية كل الفئة الضالة إلى ان يعودوا ويرجعوا عمّا هم عليه من ضلال وان يخافوا الله ويسلموا انفسهم وقال (لا أزال أكرر.. من كان منهم لديه جزء من الضمير وجزء من الخوف من الله عليه ان يعود ويرجع ويسلم نفسه لانه اسلم له.. وان وفاة واستشهاد هذه الطفلة سيكون دافعا لكل مواطن بأن يكون رجل امن وان يدل على هؤلاء حتى لو يبحث عنهم بنفسه).
وعبر سموه عن مواساته لوالد الطفلة قائلا (جبر الله مصابكم وجعلها ان شاء الله شفيعاً لك ولوالدتها ولاخوانها.. إذا قدر الله امرا كان.. والحمد الله على كل حال).
وتابع سموه يقول (الشباب والابناء كلهم خدام لدينهم ووطنهم..لماذا لم يتركوه.. لكن هذا قضاء الله وقدره.. ومن سوئهم أن رب العزة والجلال أراد ان يفضحهم ويدينهم امام الجميع وامام المسلمين بهذا الذنب الاكبر واقولها بكل صراحة مهما استشهد من رجال الامن فهم يؤدون واجبهم وشرف لهم ولكن الطفلة البريئة ان تقتل بدون ذنب فهذه جريمة لا يمكن ان تعادلها جريمة.. واقول هذا الوطن بدينه وعقيدته وبامته وبقيادته يرفضون هؤلاء رفضا كاملا هؤلاء الذين لا دين لهم ولا وطنية ولا انسانية).
وحنا سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز في مجلس العزاء في لفتة أبوية على الطفلة الأخت الصغرى للفقيدة (وجدان) والتي تعرضت لزجاج متساقط جراء العمل الإجرامي مخففا سموه من وطأ مصاب الأسرة وحزنها.
وعبرت الأسرة عن شكرها وتقديرها على ما عبر عنه سموه مبدين امتنانهم لتواصل القيادة مع المواطن مؤكدين الوقوف صفا وكل المواطنين في وجه أي محاولة للنيل من أبناء الوطن او مكتسباته معبرين عن حزنهم أن يكون من قام بهذا الفعل الإجرامي من أبناء هذا الوطن ممن ضلوا ضلالا بعيدا.
وشدوا على يد سموه في سعيه لاجتثاث هذه الفئة الضالة داعين الله ان يوفقه ومعه رجال الأمن وكل مواطن على هذه الأرض في الحفاظ على امن هذا الوطن الطيب.
عقب ذلك زار سموه اسرة شهيد الواجب الجندي حسين فقيهي مقدما تعازيه ومواساته في الفقيد سائلا الله تعالى ان يسكنه فسيح جناته ويجمعه مع الشهداء وقال (جئنا نعزي انفسنا قبل ان نعزيكم.. لكن هذا الرجل الذي ضحى بنفسه لولا الله تعالى ثم هو لكانت المصيبة اكبر من هذا بكثير ولكن شجاعته وايمانه بالله حيث فدى بنفسه من اجل ان ينقذ الكثير.. من ان يكون الحدث داخل المباني فالضحايا يمكن ان يكونوا بعدد مؤلم.. وهذا شرف له ان شاء الله واستشهاد من رب العزة والجلال.. فالبشر كلهم الى الموت..
اليوم أو غدا.. من لم يمت بالسيف مات بغيره.. من حادث قد يموت او مرض.. انما هذا شرف الوطن وشرف اسرته وشرفنا معكم نحن اخوانكم).
وخاطب سموه اسرة الفقيد قائلا (بايمانكم بالله قانعين راضين بما قدر الله.. ونحن جميعاً اموات ابناء اموات.. فمن لم يمت اليوم سيموت غدا.. ولكن هناك رجل يموت كما يموت البعير وهناك رجل يموت في سبيل الواجب وسبيل الدفاع عن دينه ووطنه وهذا الذي فعله ابنكم.. شرفنا وشرفكم وشرف الوطن.. ولا هو بغريب أن يكون هناك رجال مثل هؤلاء مثلك ومثل ابنك واخوانه ان شاء الله كلهم مثله.. كل اسرتكم وقبيلتكم).
وتابع سموه يقول (احب اقول اننا اخوان لكم ومعكم اخوان للكبير وآباء للصغير.. ولا نكون ان شاء الله الا في كل ما يريحكم.. ولكن نرجو من الله ان يجبر عزاءكم ويجعلكم ان شاء الله ممن يتقبل ما قدر الله سبحانه).
واشاد سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز بأبناء الوطن المخلصين وإيمانهم وشجاعتهم وانهم قادرون على مواجهة اي خطر قد يحدق بالوطن وأهله وقال (الحمد لله ان كل أبناء هذه البلاد لا ينقصهم ايمان بالله ولا تنقصهم الشجاعة وقادرون ان يواجهوا اي خطر مهما كان.. ولكن المؤلم ان يكون هؤلاء المجرمون ينتمون لهذا الوطن وينتمون لاسر وقبائل يرفضون هذا العمل ونحن نعرف هذا.. ولكنهم اناس سلط الله عليهم وخرجوا عن الدين والعقل وعن كل شيء ويبرأ الاسلام منهم ويبرأ الوطن منهم.. واذا كان احدهم لديه بقية من دين او عقل فعليه ان يعود عن هذا الخطأ ويرجع الى الصواب).
واكد سموه مسؤولية الجميع في حفظ امن الوطن وقال (الواجب والمسؤولية على كل المواطنين عموماً انهم اذا رأوا مثل هؤلاء او استنكروا شيئا.. لا يترددون بان يبلغوا عنهم الجهات الامنية.. والشيء الذي احب اقوله واكرره دائماً ان من يقف وراء المجرمين او من يرضى عنهم اومن يساعدهم او من يتعاطف معهم فهو مجرم اكثر منهم).وعبر سموه قبيل مغادرته منزل اسرة الشهيد عن خالص عزائه ومواساته داعيا الله تعالى ان يجبر مصابهم الذي هو مصاب الجميع وان يخلفهم خيرا في الفقيد رحمه الله.
وقد عبرت أسرة الفقيد عن الشكر والعرفان لسمو وزير الداخلية على ما عبر عنه من مشاعر صادقة وتجاوب ابوي كريم خفف عنهم مصابهم مؤكدين رفضهم لكل ما يمس امن وطنهم وابناء وطنهم وانهم حصن حصين وسد منيع امام كل من يحاول المساس بهذا البناء الشامل للوطن.ولدى زيارة سمو الأمير نايف بن عبد العزيز لاسرة شهيد الواجب النقيب ابراهيم مبارك الدوسري عبر سموه عن تعازيه ومواساته في الفقيد داعياً المولى جل وعلا ان يسكنه فسيح جناته ويجمعه مع الشهداء وقال سموه (من مات ان شاء الله في سبيل دينه قبل كل شيء ثم وطنه وامته فهو ان شاء الله شهيد ومقبول عند رب العزة والجلال.. الموت مفروض على كل البشر ولكن احد ينعم عليه الله بالشهادة وابنكم ابراهيم منهم ان شاء الله.. ولنا اكثر منه لكم وله ان شاء الله زملاء استشهدوا قبله وهذا واجبهم يؤدونه وما التحقوا في هذا العمل وهذه الخدمة الا وهم يعرفون هذا وهذا قسمهم الذي اقسموا به عند تخرجهم وفعلا قاموا بقسمهم ونفذوه).
وشدد سموه على ان هؤلاء الاشرار مدحورون وهم مجرمون في حق دينهم وفي حق وطنهم وفي حق امتهم ولا تعادل جريمتهم جريمة وان لهم يوما سينتهون فيه بمشيئة الله وقال سموه (ونحن نعزيكم ونعزي انفسنا واقول ان شاء الله ان هؤلاء الاشرار مدحورون وهؤلاء مجرمون في حق دينهم وفي حق وطنهم وفي حق امتهم ولا يعادل جريمتهم جريمة ولكن المجرم له يوم وينتهي.. ولابد ما ينتهون وللاسف انهم ينتمون لهذا الوطن ولكن الدين براء منهم والوطن براء منهم).
واضاف سموه يقول (اقل ما يجب علينا هو مشاركتكم في مصابكم وفي نفس الوقت في شعوركم وفي ما تفتخرون به في ان ابنكم استشهد في مثل هذا الواقع وان شاء الله ان امثاله كثير وليس غريبا عليكم ان يكون هذا منكم وكلكم ان شاء الله ابناء هذا الوطن وكلكم تفدون دينكم قبل كل شيء ووطنكم بكل غالٍ ورخيص.. كلنا ان شاء الله في خدمة ديننا وخدمة وطننا وليس بغريب ان نفداه بأعز ما عندنا وهي ارواحنا).وقد عبرت اسرة الفقيد عن شكرها لسمو وزير الداخلية على زيارته لهم وماعبر عنه سموه من مواساة ومشاعر صادقة كان لها عظيم الاثر في التخفيف من مصابهم.
وفي نهاية الزيارات ادلى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية بتصريح صحفي اكد فيه ان الاجراءات التي تخص الشهداء العسكريين ستشمل الشهداء المدنيين وقال سموه لا شك المدني هو ابن الوطن مثل ما هو رجل الامن ابن الوطن. وفي سؤال يتعلق بوجود خطط جديدة لعمد الاحياء وهل سيتم طرحها ليتم معرفة كل من يقطن في الحي بين سموه ان هناك تنظيماً لعمد الاحياء بشكل عام لمسؤوليات كثيرة واختيار الافضل والانسب واستدرك سموه يقول لكن الآن نحن نعيش سواء عمدة او مواطن..
على كل مواطن يجد شخصا او احدا مستنكرا في حيه الذي هو فيه يجب ان يبلغ عنه ويتابع بعينه كل شيء. وحول ما انتهت اليه التحقيقات الاخيرة قال سمو الامير نايف بن عبد العزيز: تحتاج الى شيء من الوقت ان شاء الله وستنتهي في وقتها المناسب.
وفي سؤال يتعلق بآخر اخبار الارهابيين الفارين للقصيم والثمامة، اشار سموه الى ان المتابعة مستمرة.
وحول اختيار الارهابيين السكن في اماكن مكتظة بالسكان وهل هناك رقابة على العقار اجاب سموه قائلا: يوجد متابعة ولكن نرجو من المواطنين كذلك ان يكونوا هم كذلك حريصين وان يبلغوا عن كل من يستنكرونه في احيائهم او مجاور لهم وان يكونوا عوناً لرجال الامن، واصفاً سموه الارهابيين بقوله: هؤلاء ما يكفي ان يكونوا ضالين.. ضالين ومجرمين وخارجين عن الاسلام.وقد رافق صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية خلال الزيارات المستشار الأمني ومدير عام العلاقات والتوجيه بوزارة الداخلية الدكتور سعود بن صالح المصيبيح ومدير عام مكتب سمو وزير الداخلية للدراسات والبحوث بالنيابة اللواء سعود الداود.
|