شاهت وجوه مفتحة الأبصار، ولكن قد عميت بصائرها بفعل أشعة شيطانية، تُسخر كلَّ غِرِّ لمَا يبلغ بعد الحلُم.. لا زمنا ولا علما، لتحقيق أغراض خاصة خبيثة وخبيثة، وأحلام يقظة مجموعة. قلبي عليك يا وطني من غفلة هذا الصبي الخارج من رحمك والخارج عليك، حين اتخذه المنظرون الجامدون والحاقدون المهووسون والحالمون القانتون مخلب قط دون أن يدري الحقيقة.. حتى دون أن يستنبط الغش بتغيير الأقنعة والمبررات التي يمررها شياطين الإنس عليك أيها الغَرَ، فكم قالوا لك نطهر الأرض المقدسة من الدخيل، فإذا بهم يوجهونك لِضرب (إخوة) لك في الوطن والدين والعروبة بلا ذنب ولا جريرة.. وسل قائمة الضحايا والثكالى واليتامى والأرامل والمصابين في مجمع المحيا وفي شارع الوشم. وغيرهما تعرف الجواب. وإنهم في كل يوم ليبتدعون لك جديداً يقنعوك به، ولبئس ما يبتدعون, فها هم اليوم يتحولون بك إلى ضرب (أخيك) حارس امنك الذي لو لا الله ثم هو لما أمنت وأهلك ووطنك على نفس ولا مال ولا عرض..
لكن الضالين المضللين أقنعوك بأنه (عدوك)! وإنهم ليوهمونك بأنك في سبيل الله, بينما صحيح فقه الأمة يجمع على أنك في سبيل الشيطان، شقي الدارين, تصعد روحك إلى بارئك ملطخة بالدماء المعصومة. فكيف تغسل عن يديك تلك الدماء؟ وبماذا تجيب السائل - جل وعلا - يوم الحساب إذا اختصمك المغدور عند من لا تجوز عليه حيل مفتيك ولا ينطلي عليه خداع البشر؟!
فأما من قضى منكم يا عصبة الشر فحسابه عند ربه، وأما من بقي منكم أرباب الفكر المنحرف والحالمين بعيون مفتوحة وأنتم يا أتباع الغواية ها أنتم ترون أوكاركم بنفشها نفشا رجال الأمن البواسل ويصفدون شياطينكم ويبطلون مفعول أثامكم المزمعة بكفاءة المخلصين الشجعان, بعد توفيق الله جل وعلا، وما أمامكم يا معشر الأحياء من أهل الفتنة من طريق إلا ان تسلموا أنفسكم لشرع الله، ولعل عقاب الدنيا يطهركم.
قصيدة تحمل مشاعر أمة
القصيدة التي نشرتها صحيفة الوطن بالأمس لسمو الأمير خالد الفيصل، قد نزعت كثيرا من أوراق التوت عن عورات الفكر (الخفي) والفعل الظاهر، ونزعة الشجاعة والفداء في القصيدة لا تعبر عن إحساس الشاعر وحده ولكنها تحمل - بصدق.. مشاعر كل مواطن شريف يحيا على هذه الأرض الطيبة، الأمنة بإذن ربها، رغم كيد الحاقدين الموتورين وجهالة الضالين المضللين.
مثل للشباب
قبل أمس نشرت صحيفة (الوطن) عن الطالب عبد الرحمن علي ناصر.. تذكروا هذا الأسم جيداً، عمره 15 سنة، ويدرس في متوسطة الحبيل بمحافظة رجال ألمع، لديه قدرة مميزة على إدارة الأمور بنجاح وهدوء كما أنه يبتكر برامج جيدة في الإذاعة المدرسية ويصدر مطبوعات عن برامج السلامة، وهو متفوق - بالطبع - دراسيا، ومواظب على حفظ القرآن الكريم. بقي أن تعرف أن هذا الطالب (الرائع) يندهش لأن كثيرا من زملائه لا يستطيعون التعامل مع الحاسب الآلي ويطالب بتفعيل النشاط الطلابي ليصل إلى مرحلة القدرة على اكتشاف المواهب، ويتساءل هل طلاب مدرستنا - مثلا - لا يوجد فيهم طالب واحد - موهوب؟!
حكاية طريفة
يحكي أن يهوديا ذهب إلى حاخامه يشكو ضيق عيشه ومسكنه عن زوجة وأبناء وأم وحماة، فأمره الحاخام أن يشتري خنزيراً ويضمه إلى مسكنه، ففعل رغم غرابة الأمر.. ومضى شهر فإذا السكن في حالة يرثى لها، وعاد اليهودي أكثر شكوى إلى الحاخام الذي أمره أن يطرد الخنزير ففعل، وكم احس وأهله براحة غريبة بعدها! تذكرني هذه الحكاية بسيناريو (محتمل) للتهديد الشاروني للرئيس عرفات الآن، وأشك في أن الرئيس بوش بعد أن أغمض عينيه عن قتل زعيمي حماس، وبعد وعده (الغريب) لإسرائيل بعدم الانسحاب من كل الأراضي، وابتلاع حق المهجرين في العودة، بعد كل ذلك اتفق الرئيسان الإسرائيلي والأمريكي أن يذرا الرماد في العيون العربية المحتقنة - باندهاش - فيهدد الأول ويعترض الثاني ويوقفه، وبهذا يرضى العرب، ويسعدون بموقعهم المتواضع ولكن.. بدون خنزير.
الإبداع.. الموت
يبدو أن الأمريكان تعلموا من العرب، فها هم يصرفون شعبهم عن المستنقع العراقي إلى حدث آخر، ومن منطلق ولع الغربيين بالإحصاءاتكشفت دراسة أمريكية هذا الأسبوع بأن الشعراء هم أقصر المبدعين عمرا. ذلك على الرغم أن تفاوت متوسط العمر الذي أعلنته الدراسة لم يكن - في نظري - يؤيد ذلك الكشف بشكل قاطع، إذ بلغ هذا المتوسط عند الشعراء 62 سنة مقابل 63 سنة لكتاب المسرح و66 سنة للروائيين و68 سنة للكتاب غير الروائيين!
وهو ما يؤكد ظني بان الإبداع هَمِّ يتقوت من لحم المبدع، ويثمل من دمه، وينتشي بسهاده وشقائه، أياً كان لون الإبداع.
|