* جدة - خالد صالح الفاضلي:
تبين يوم أمس في جدة ازدياد عدد المخاطر القادرة على مسح الشركات العائلية من خريطة الاقتصاد إذا لم يتخلص ملاكها من أخطاء إدارية ومالية.
وكان وزير التنمية السابق في جمهورية مصر الدكتور علي السلمي أول المحاربين لاستمرارية (بصمة) المؤسس على الشركة العائلية، مؤكداً أن سيطرة فكر المؤسس هي الصخرة الصلبة المحطمة لمستقبل الشركات العائلية.
وأشار الدكتور السلمي إلى أن هذه (الصخرة) بادية أكثر في الشركات السعودية، إضافة إلى خلط أموال الشركة مع بقية السيولة النقدية للمؤسس.
وكشف الدكتور السلمي عن عدم اقتناعه بتجارب سعودية نتج عنها تحويل الشركات العائلية إلى مساهمة ويوضح أن مكمن اعتراضه في جزئية إصرار المؤسس أو المالك على الاحتفاظ بالقوة الإدارية رغم تحويلها إلى مساهمة ويعتقد السلمي أن تمسك الملاك بإدارة الشركة بعد تحويلها إلى مساهمة يعد خطراً يهدد استمرارية الشركة ويفقدها صلاحية التطوير.
من ناحيته أبان الشيخ أحمد حسن فتيحي قناعته أن بعض النساء من المسببات المانعة لاستمرار الشركات العائلية وينادي بتحويل جميع الشركات العائلية إلى مساهمة من أجل ملاكها أولا وخدمة اقتصاد الوطن ثانياً.
وأوضح الشيخ فتيحي أن هواجس فقدان المؤسس لعمله وفكرة التقاعد الإجباري تدفعه للتمسك بالمنصب الإداري إضافة إلى خوفه من أن تتحكم بأمواله وقراراته الجمعيات العمومية وكذلك القلق من ردود غير متوقعة من الأبناء والعاملين في المؤسسة تكبح رغبة المؤسس في تحويل (عائلته) إلى مساهمة.
ودعا فتيحي أصحاب الشركات العائلية إلى تحويل العملاء، الأصدقاء، العاملين، والأبناء إلى شركاء وأن يتنازلوا عن القيادة تدريجياً، مستعرضاً مشروع تحويل (فتيحي) من شركة عائلية إلى (مساهمة) خلال مشوار استغرق 6 سنوات متواصلة (1994 - 2000) حتى تم تداول أسهمها في السوق.
وتحمل جدة منذ سنوات هم تشجيع ملاك الشركات العائلية على تحويلها إلى مساهمات بغية حمايتها من الانهيار، إضافة إلى رفد اقتصاد جدة بشركات عملاقة تفتح أبواب (الوظيفة) وترفع من معدلات التبادل التجاري.
ومرت على جدة ثلاثة ملتقيات سابقة اتفقت جميعها على أن المواقف الشخصية والثقافات الفردية أهم العوامل المؤثرة في أساليب إدارة الشركات العائلية، كما أن ذاكرة جدة مكتظة بأسماء تجارية كانت فاعلة في السوق، ثم تحولت إلى مجرد بقايا مفلسة أو شركاء يجلسون لسنوات طويلة على أعتاب المحاكم في نزاعات غير منتهية.
ويحاول ملتقى جدة لإستراتيجيات الشركات العائلية تحويل مفهوم (العائلية) من منهج الإدارة والملكية معاً إلى الملكية فقط والدعوة لترك الإدارة إلى كوادر خارج دائرة الملاك والشركاء، والابتعاد عن مركزية اتخاذ القرار والتقطير في الإنفاق.
وتمثل الشركات العائلية 88% من تعداد القوى الاقتصادية في جدة، تعرض بعضها إلى توقف مفاجئ، كما حدث لإحدى الشركات انهيار مباشر بمجرد وفاة مؤسسها رغم أن رأسمالها يقارب عشرة مليارات ريال وتحولت أخيراً إلى أصول مفروض عليها وصاية يقودها رجل موثوق به من خارج أبناء المؤسس.
|