*الخرطوم - الوكالات:
توقّع وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان إسماعيل التوصل إلى اتفاق سلام نهائي مع متمردي الجنوب خلال الأيام القادمة مشيراً إلى أن الحكومة على استعداد لتقديم بعض التنازلات إذا دعت الضرورة دون تجاوز الخطوط الحمراء، وفقاً لما ذكره راديو سوا الأمريكي أمس الاثنين.
ونفى وزير الخارجية السوداني أن تؤدي الضغوط السياسية والعسكرية التي قد تمارسها الولايات المتحدة الأمريكية إلى التوصل إلى توقيع اتفاق سلام بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية.
وقال الوزير السوداني فيما يتصل بالتنازلات (فعلنا ذلك في اتفاق مشاكوس، عندما نشعر أن التنازلات ضرورية سنقدم عليها.. لسنا بعيدين من الوصول إلى اتفاق نهائي).
وذكر الراديو أن تصريحات وزير الخارجية جاءت في الوقت الذي عاد فيه نائب الرئيس السوداني علي عثمان طه إلى كينيا لاستئناف المفاوضات مع ممثلي الجيش الشعبي لتحرير السودان محاولة للخروج من المأزق الذي تمر به حالياً بسبب معارضة المتمردين لتطبيق الشريعة الإسلامية في العاصمة الخرطوم خلال الفترة الانتقالية التي تمتد ستة أعوام وتسبق إجراء استفتاء شعبي حول تقرير المصير.
وقبل عودة نائب الرئيس السوداني الأحد إلى نيفاشا كان زعيم الحركة الشعبية جون قرنق غادر نيفاشا الخميس الماضي وقالت الأنباء إنه توجه إلى إريتريا.
والتقى قرنق في إريتريا السبت لأول مرة رئيس حركة تحرير السودان (إحدى حركتي التمرد في دارفور) عبد الواحد محمد أحمد النور وأجريا مباحثات حول المفاوضات الجارية مع الحكومة السودانية، حسب ما قال المتحدث باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان ياسر عرمان.
وفيما يتصل بالوضع في دارفور أكد وزير الخارجية السوداني (لم تقع أية مذابح عرقية في إقليم دارفور). وأوضح (كاذب من يقول إن هناك إبادة في دارفور( مشيراً إلى أن (هناك هجمة ضخمة وتهويلاً لإظهار الوضع على غير حقيقته). وقال (نحن واعون لهذه الهجمة).
وكان وزير الخارجية السوداني قد ترأس الجانب السوداني في اجتماعات اللجنة البحرينية - السودانية المشتركة التي عقدت في المنامة يوم الأحد، فيما ترأس الجانب البحريني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة.
وقال إسماعيل إن البحرين والسودان وقعا (أمس) عدداً من الاتفاقيات الاقتصادية المشتركة وخصوصاً في ميدان الاستثمار بين البلدين.
وأضاف (هناك وفد بحريني سيزور السودان قريباً لبحث مجالات الاستثمار وخصوصاً في ميدان الزراعة والثروة الحيوانية).
ونقلت الوكالة البحرينية عن وزير خارجية البحرين قوله خلال الاجتماع إن البحرين (تتابع وتؤيد الجهود التي تبذلها) الحكومة السودانية من أجل التوصل إلى تسوية (سلمية ومتوازنة) للصراع الدائر في جنوب السودان و(استعادة الأمن والاستقرار فيه وضمان وحدة السودان الوطنية).
من جهته، دعا وزير الخارجية السوداني خلال الاجتماع إلى (شراكة اقتصادية وتجارية بين البلدين على صعيد القطاع الحكومي والخاص)، وفق الوكالة.
ونقلت عنه تأكيده (حاجة السودان للاستفادة من الخبرات البحرينية في مجالات) جذب الاستثمار والمركز المالي المرموق الذي تتمتع به إضافة إلى خبرتها فى مجال المصارف المالية الإسلامية والتدريب في هذا المجال.
وأضافت الوكالة أن اللجنة العليا المشتركة ستتابع أعمالها وذلك بالتوقيع على محضر اجتماعها الأول إضافة إلى الاتفاقيات والبرامج ومذكرات التفاهم التي توصل اليها الجانبان.
| 
