* عمان - الجزيرة - خاص:
أكد أمين عام مجلس وزراء الداخلية العرب الدكتور محمد بن علي كومان على الدور الكبير الذي تقوم به المملكة العربية السعودية فى مكافحة الارهاب وقال ل (الجزيرة): ان سمو الامير نايف وزير الداخلية يقوم بدور بارز وكبير للتنسيق والتشاور مع الدول العربية وغيرها لمكافحة الارهاب وقال ان المملكة بلد يتمتع بالامن والاستقرار بفضل الدور الكبير الذى تبذله القيادة السعودية لتوفير الامن والامان فى المنطقة.
وشدد الامين العام على ضرورة التنسيق العربي والدولي الشامل لمكافحة الارهاب بكافة اشكاله وصوره واضاف أن الدول العربية تنبهت إلى خطر الارهاب قبل العديد من دول العالم، ودعت إلى إصدار اتفاقية دولية لمكافحة هذا الخطر منذ أمد بعيد، كما أكد بأن الدول العربية أصدرت اتفاقية لمكافحة الارهاب عام 1998 عندما لم تجد أذنا دولية صاغية مؤمنة بضرورة العمل في هذا المجال.
ودعا في حديث مع (الجزيرة) إلى عقد مؤتمر دولي لتعريف معنى الارهاب، خاصة في ظل الخلاف والاختلاف على المقاومة المشروعة ومفهوم الارهاب.
وقال إن مشكلة الارهاب هي مشكلة عالمية وليست مرتبطة بدين أو جنسية أو دولة، حيث تنطلق من الفكر المتطرف والمنحرف أينما كان.
وأشار إلى أن الحركات الارهابية والمتطرفة لم تولد أو تنشأ في العالم العربي، بل وجدت ملاذا آمنا وحضنا دافئا في دول العالم الأخرى، تحت مسميات مختلفة أبرزها حقوق الانسان.
وأوضح بأن الدول الأجنبية أصبحت تعاني الآن من هذه المشكلة التي طالما كانت الدول العربية تحذر منها، فغدا العديد من حملة الافكار المتطرفة والارهابية إرهابيين مطلوبين لدى هذه الدول.
واعتبر الدكتور كومان إرهاب الدولة أشد وأخطر أنواع الارهاب، الأمر الذي يحتم محاربته والوقوف بوجهه حتى لا يستفحل.
وشدد على ضرورة محاربة الارهاب في إطار دولي شامل وليس من خلال بعض الدول دون غيرها.
وبيّن أن الدول العربية خطت خطوات مهمة في هذا المجال، ويتم عقد اجتماعات سنوية لمكافحة الارهاب، لدراسة مختلف المستجدات ووضع الخطط والبرامج وآليات المتابعة ومدى التقدم الذي تحقق إلى جانب تبادل الخبرات.
وركز على أهمية العوامل الاعلامية والتربوية والتعليمية والأسرية ودور العبادة ومؤسسات العمل الاجتماعي المدني في العمل على مكافحة الارهاب والجريمة.
وأكد أن الارهاب يمثل عامل تخويف للدول والشعوب، مما يعمل على خلخلة المجتمعات، بسبب انعكاساته السياسية والاقتصادية والاجتماعية، هذا على الرغم من أن ضحايا الارهاب في العالم لا توازي سنويا ضحايا حوادث السير في دولة واحدة.
وردا على سؤال حول الجهود العربية في مجال مكافحة المخدرات قال إن الدول العربية تبذل جهودا مضنية في هذا المجال، بعكس العديد من الدول المتقدمة التي استسلمت وسمحت بتعاطي بعض أنواع المخدرات بحجة أنها خفيفة كالماريجوانا.
وأشار إلى أنه يتم عقد اجتماع عربي سنوي علاوة على الاجتماعات الاقليمية والثنائية بين الدول العربية، لبحث مدى نجاعة خطوات المكافحة، ووضع الخطط والاجراءات الكفيلة بتفعيل هذا التعاون.
وأشاد بالجهود التي يبذلها الأردن في هذا المجال ودعم جهود جلالة الملك عبدالله الثاني للمكتب العربي لمكافحة المخدرات الذي يتخذ من عمان مقرا له.
وأوضح أن الأردن يشكل محورا رئيسيا في عمليات مكافحة المخدرات على المستوى العربي، وأكد أن العقوبات العربية رادعة، حيث وصلت إلى الاعدام في بعض الدول، وأشار إلى أن أبرز المشاكل التي يعاني منها العالم العربي تكمن في استخدام المهربين والمروجين والمتعاطين لشبكة الانترنت في طرق وأساليب التهريب وزراعة المخدرات، مما يستدعي مضاعفة الجهود المبذولة في المكافحة،
ودعا إلى أهمية تضييق الفجوة بين رجل الأمن والمواطن من خلال زرع الثقة بينهما، للمساهمة في إنجاح دور رجل الأمن في تأدية دوره على أكمل وجه في حماية المجتمع، كما دعا وسائل الاعلام إلى البحث فيما وراء الخبر عند تناول قضايا المخدرات وتسليط الضوء عليها بشكل موضوعي، وليس التركيز على الاثارة فقط.
وقال الدكتور كومان إن مكتب الاعلام الأمني التابع لمجلس وزراء الداخلية العرب الموجود في القاهرة مستعد للتعاون مع الاعلاميين في مختلف المجالات وتوفير المعلومات المهمة لهم في عملهم، وأكد أنه ليس المهم القبض على الجناة والمجرمين أو تنفيذ العقوبات بقدر تنظيف المجتمع من الجرائم التي تدمره من الداخل.
|