* قضت الطفلة (وجدان الكنديري) وهي تطعم العصافير وتلاعبهم.
* وتلقى الطفل الصغير محمد الدوسري العزاء في والده الشهيد إبراهيم الدوسري وهو يقول: سأقابل أبي يوماً في الجنة.
* واصطف أبناء ومحيّو العقيد عبدالرحمن الصالح يتلقون العزاء في فقيدهم الرجل الطيب (الصالح).
* وبكى أصدقاء (المفيريح) صاحبهم الذي رحل دون أن يودعهم.
* وتوافد أقارب ومحبو الأسمري والحواس والبشر، واللحيدان، والحارثي والجعيد العتيبي والمُرضي والغامدي والشهراني والهماش وآخرون من كل انحاء هذا الوطن ينظرون إلى احبائهم وأحباء هذا الوطن الذي يتألم من الوريد إلى أقصى الوريد ومن البحر الى البحر ومن امتدادات سهول الشمال الكريمة إلى قامات جبال الجنوب الشامخة.
* عندما تقتل وجدان وهي تطعم العصافير، ويحزن الشامخ الصغير محمد الدوسري ويقف الشيخ الأسمري عند سرير ابنه ويتجمع هذا الموزايك الوطني حول الاحباء يصبح (الارهاب) قضية شخصية جداً، وهكذا دوماً يجب أن يكون حتى نجعله أبداً لن يكون.
* ليس موضوعاً مؤلماً في نشرة الأخبار وليس تصريحاً مثيراً في الصفحة الأولى وليس خبراً مزعجاً من الهاتف الجوَّال ولكنه قضية مباشرة وحميمة تراها وتلمسها وتشمُّها وتحتضنها في ولَه الأم الثكلى على (وجدان) الحبيبة، وفي دموع الابناء المفجوعين (الدوسري، والصالح، والمقيريح) على آبائهم المفارقين وفي جزع الشيخ الجليل الأسمري على ابنه الجريح، وفي أنين الوطن المفجوع كله على أبنائه الأبرياء الطيبين.
* وعندما يأخذ الوطن ويعتبر المواطن هذا الارهاب المجنون الطائش قضية شخصية وأمراً حميمياً، تبدأ حقا بداية النهاية للإرهاب والإرهابيين.
* (الارهابيون) دائماً يجردون أنفسهم من الحياة الإنسانية من حولهم ثم يجردون (الأشخاص) حولهم من هذه الإنسانية.
هذا التجريد و(اللاشخصانية) هما سلاحا (الإرهابي) الأساسيان ضد الحياة والأشخاص والمجتمع في كل زمان ومكان رغم اختلاف (الايديولوجية).
* والارهابي عندما يستلب الناس من حوله حق الحياة وحرية الاطمئنان وحرمة الدماء فلأنَّه اساساً لا يراهم بشرا ولكن (إسْمنْتاً) وحديداً وتراباً، وهو لا ينظر إليهم (اشخاصاً) تتألم وتحزن وتبكي ولكن (بهائم) يحدد هو مواسم ذبحها وأماكن نحرها و(النَّطع)، و(السكين).
* عندما اختطف الإرهابيون اليساريون (الدو مورو) رئيس وزراء ايطاليا السابق وزعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي كانوا يقولون له بأن قضيتهم معه ليست قضية (شخصية) ثم اعدموه بدم بارد وقذفوا به في (شنطة) سيارة تركوها في أحد شوارع روما.
* وعندما يقتل رجال (المافيا) المستأجَرون أهدافهم كانوا يقولون لهم إن القضية ليست (شخصية) ولكنها مجرد (بيزنس).
* لا يقتل القاتل إلا عندما يفصل (القتيل) قبل أن يقتله من حق الحياة وانسانية اللحظة وشخصانية العلاقة.
* ولذلك فعندما نأخذ نحن الأمور على منحى شخصي نكون قد عثرنا على (الترياق) وعلى (السُّم) المضاد الذي نستأصل به الأفاعي والعقارب وكل الأشباح القاتلة السامَّة المجنونة.
* قتلوا (وجدان) ونعتبر قتلها قضية شخصية ويتَّموا محمد الدوسري وأبناء العقيد الصالح والرفيق (المفيريح) والأحباء الآخرين ونعتبر ذلك امراً شخصياً للغاية وننظر إلى هذا الإرهاب عموماً على نحو شخصي.
* هذا الوطن الطيب الواعد المحب للحق والسلام والإنسان له مع الإرهاب والإرهابيين قضيَّة شخصية جداً.
|