نحن لا نعرف كيف ستكون عليه الحرب العالمية الثالثة، ولكن الحرب العالمية الرابعة بالتأكيد ستكون بالعصي والحجارة.
قال ذلك إنشتاين في الثلاثينيات الميلادية ورغم أنه من دعاة السلام إلا أنه صاحب سؤال القنبلة الذرية الأمريكية الذي أجاب عليه الرئيس الأمريكي روزفلت حسب ما تقتضيه مصلحة أمريكا مقابل طوفان النازية.
كان إينشتاين يتحدث بمنطق العصر الذي يعيشه ولكنه لم يكن يعرف مطلقاً أن حروباً أخرى ستضع الأرصفة والشوارع والشقق مسرحاً لعملياتها، حروب بدون جبهة قتال تسيل فيها دماء الأبرياء وتتمزق فيها ملابس الصغار وتسقط شظاياها على سفرة الغداء.
في هذه الحروب ليس ثمة أسئلة واضحة، لذا جاءت الإجابة بجميع ألوان الطيف، هناك لغة احتجاج ، هناك اندفاع، انفعال، اقتتال، وتبقى إجابة المجتمع في رسم صورة المستقبل شبه غائبة لأن الناس - في مثل هذه الحالة - ستكون مشغولة أكثر بوضع (صبات) خرسانية حول نفسها لأن (التفجيرات) تهشم البيئة والناس وتعيدهما للخلف في الوقت الذي كنا ننتظر مستقبلاً مشرقاً لبيئاتنا.
ما زال سؤال المستقبل غائباً عند الكثيرين، ولو اجتمع الناس حوله لوجدوه أحق بالإجابة، ولو اجتمعت كل الأطياف حوله، لتلقوا كل الامتنان من الأجيال اللاحقة. تلك الأجيال التي تأمل في مستقبل مشرق، فكيف يكون موقفنا وقد ورَّثناهم حروباً ودماراً وأحزاباً وأحقاداً، كيف سترفع تلك الأجيال اسم الإسلام الحق وتنافس الحضارات الأخرى؟
إن الإسلام بقيمه الخالدة ومبادئه العظيمة ورسالته السامية أكبر من أن يضع الإخوة والأقارب والأصدقاء ينحر بعضهم بعضاً .
ويبقى الجهاد ركناً سادساً غالياً علينا جميعاً بوصفنا مسلمين، مفتاحه الحق في يد جمهرة العلماء الثقات وولي الأمر وليس بيد هؤلاء القتلة المجرمين.
| 
