في مثل هذا اليوم 26 أبريل من عام 1954، وفي محاولة لحل المشكلات العديدة في آسيا من بينها الحرب بين فرنسا والوطنيين الفيتناميين في الهند الصينية، اجتمع ممثلو القوى الكبرى في العالم في جنيف. وكان المؤتمر بمثابة نقطة تحول في تورط الولايات المتحدة في فيتنام. اجتمع ممثلون من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وجمهورية الصين الشعبية وبريطانيا العظمى في محاولة لحل المشاكل المتعددة في آسيا. وكان من أكثر القضايا قلقاً الصراع الدموي والطويل بين القوات الوطنية الفيتنامية بقيادة الشيوعي (هوشي مينه) وفرنسا التي كانت تنوي الاستمرار في السيطرة الاستعمارية على فيتنام. فقد بدأت فرنسا تمل من الحرب الطويلة والشاملة التي كانت تستنزف الخزينة القومية وصبر الشعب. وكانت الولايات المتحدة تدعم فرنسا خشية أن يؤدي انتصار القوات الفيتنامية إلى الخطوة الأولى في التوسع الشيوعي في جميع أنحاء جنوب شرق آسيا. وعندما رفضت أمريكا المطالب الفرنسية بمزيد من التدخل المباشر في الحرب، أعلن الفرنسيون أنهم قد أدرجوا القضية الفيتنامية في جدول أعمال مؤتمر جنيف. وبدأت المناقشات حول القضية الفيتنامية في المؤتمر حيث كانت فرنسا تعاني من أسوأ هزيمة عسكرية في حرب، فقد استولت القوات الفيتنامية على القاعدة الفرنسية في (دين بين فو). وفي يوليو 1954، تم التوقيع على اتفاقيات جنيف. وكجزء من الاتفاق، وافقت فرنسا على سحب قواتها من شمال فيتنام. كما تم تقسيم فيتنام إلى 17 جزءاً بالتساوي حتى عقد الانتخابات في غضون عامين وأثناء فترة العامين تلك، لم تستطع قوات أجنبية الدخول إلى فيتنام، ووقع (هوشي منة) بامتعاض على الاتفاقية على الرغم من اعتقاده بأن الاتفاقية قد حرمته من غنائم النصر الذي حققه. بيد أن الدولة المستقلة صورياً التي أقامتها فرنسا في جنوب فيتنام رفضت التوقيع. كما رفضت الولايات المتحدة التوقيع لكنها ألزمت نفسها بالاتفاقية. وشعر المسؤولون الأمريكيون على وجه الخصوص أنه إذا تم تفعيل اتفاقيات جنيف فإنها ستكون كارثة. وكانوا على قناعة كاملة بأن الانتخابات القومية في فيتنام ستتمخض عن نصر ساحق لهوشي منة.
|