في مثل هذا اليوم 26 ابريل من عام 1994، توجه أكثر من 22 مليون مواطن من جنوب فريقيا للإدلاء بأصواتهم في أول انتخابات برلمانية غير عنصرية تُعقد بالبلاد.
وقد اختارت الأغلبية العظمى من الناخبين الزعيم المناوىء للتمييز العنصري نيلسون مانديلا لرئاسة الحكومة الائتلافية الجديدة التي تشمل حزب المؤتمر الوطني الافريقي ، والحزب الوطني التابع للرئيس السابق إف.دبليو.دي كليرك، وحزب الحرية التابع لزعيم زولو. وفي 4 مايو، تم تنصيب مانديلا رئيسا للبلاد ليصبح بذلك أول رئيس أسود لجنوب افريقيا.
وجدير بالذكر أن مانديلا كان يعمل محاميا والتحق بحزب المؤتمر الوطني الافريقي وهو أقدم منظمة سياسية للزنوج في جنوب افريقيا. وأصبح قائداً لجناح شباب جوهانسبرج في المنظمة. وفي عام 1952، أصبح مانديلا نائبا لرئيس المنظمة ودعا إلى المقاومة غير العنيفة للتمييز العنصري. وعندما وقعت مذبحة شاربفايل عام 1960 للمتظاهرين الزنوج السلميين، قام مانديلا بتنظيم جناح عسكري للمنظمة لخوض حرب عصابات ضد حكومة الأقلية البيضاء.
وأُلقي القبض عليه بتهمة الخيانة ورغم حصوله على البراءة إلا أنه قُبض عليه ثانيةً بسبب مغادرته غير القانونية للبلاد. وتمت إدانته وحُكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات في سجن جزيرة روبين. وفي 1964، تم تقديمه للمحاكمة مرة أخرى بتهمة التخريب والفساد. ثم حُكم عليه بالسجن مدى الحياة مع العديد من زعماء المنظمة.
وقضى مانديلا الـ18 عاماً الأولى من سجنه الذي استمر 27 عاما في سجن جزيرة روبين الوحشي حيث تم عزله في زنزانة صغيرة. ورغم ذلك ظلت عزيمته قوية، وظل مانديلا القائد الرمزي لحركة مناهضة التمييز العنصري وقاد حركة عصيان مدني داخل السجن مما أجبر المسئولين بجنوب افريقيا على تحسين الأوضاع في جزيرة روبين. وتم نقله بعد ذلك إلى منطقة أخرى حيث تم تحديد إقامته هناك.
وفي 1989 تولى إف. دبيلو. دي كليرك رئاسة البلاد وعمل على القضاء على التمييز العنصري فرفع الحظر الذي كان مفروضاً على حزب المؤتمر الوطني الافريقي وأوقف أحكام الإعدام وأصدر أمراً بالإفراج عن نيلسون مانديلا.
وترأس مانديلا بعد ذلك المؤتمر الوطني الافريقي في المفاوضات مع حكومة الأقلية لإنهاء التمييز العنصري وتأسيس حكومة متعددة العرقيات. وفي 1993 مُنح مدنيلا ودي كليرك جائزة نوبل. وبعد مرور عام فاز الكونجرس الافريقي القومي بأغلبية ساحقة في أول انتخابات حرة تُعقد بالبلاد، وانتُخب مانديلا رئيساً للبلاد.
|