يشتكي كثير من أهالي الأطفال من تكرار كبير لالتهاب لوز أطفالهم خاصة إن كانوا يذهبون للمدارس, وذلك بمعدل 2-3 مرات على الأقل كل شهر مع أو بدون حمى, ويتذمرون من كثرة إعطاء الأدوية, ولربما المضادات الحيوية
بشكل شبه متواصل أحياناً, وسرعان ما يطالبون باستئصال هذه اللوز للخلاص من شرها وكثرة التهاباتها.
على هؤلاء الأهل ألا يتسرعوا في أحكامهم فمعظم هذه الالتهابات ليست التهاب لوز بالخاصة, وإنما التهابات الحلق والبلعوم, وقلما تكون هذه اللوز طرفاً فيه والسبب فيه, هو غالباً أحد أنواع الفيروسات التنفسية الشائع.
ولانطلق تعبير التهاب اللوزتين إلا عندما تصاب اللوزتان بالخاصة بالمرض فتنتفخان وتحتقنان وقد تنزان قيحاً سواء شاركها التهاب الحلق أم لا, وكل ما أطلبه من الأهل ها هنا هو مراجعة الطبيب عند شكوى طفلهم للوقوف على حالته بدقة هل اللوزتان مشمولتان بالالتهاب أم لا, وهل هذا الالتهاب فيروسي أم جرثومي, وبالتالي العلاج المناسب, فإذا ثبت أن اللوزتين تلتهبان فعلاً مع تقيحهما بشكل كثير سنوياً مع ضخامة حجمها, فالاستئصال واجب, وإلا فالعلاج الدوائي يكفي.
أما كثرة تكرر التهابات الحلق فمردها لتكرار الإصابة بفيروسات مختلفة في بيئة اختلاط شديد بين الأطفال ألا وهي المدرسة, ولاسبيل لتحاشي ذلك تماماً.
إذن يبقى قرار الطبيب بعد فحص المريض هو الفيصل في وضع التدبير الملائم من ناحية علاج الشكوى الحالية, وهل استئصال اللوزتين ضروري أم أن بقاءهما أجدى.
( * ) استشاري أمراض الأطفال وحديثي الولادة بمستشفى الحمادي بالرياض مجاز من هيئة البورد العربي |