في مفهوم العمل الإداري التعرف على المشكلة جزء من علاجها، وفي مفهوم الحكماء والأطباء الوقاية خير من العلاج. وقد طبقت وزارة الصحة هذين المفهومين من خلال المشروع الذي ستقوم به بإجراء دراسة بحثية لمعرفة عوامل الخطورة الأكثر شيوعاً للأمراض غير المعدية في المجتمع من خلال مسح ورصد متكامل للأمراض المزمنة بالمملكة العربية السعودية وإيجاد الحلول.
والدراسة كما أوضح المسؤولون بالوزارة تهدف إلى قياس نسبة انتشار عوامل الخطورة؛ وهي: التدخين، والسمنة, وداء السكري, وارتفاع ضغط الدم, وارتفاع الكولسترول, وقلة أكل الفواكه والخضراوات, ومعرفة توزيع هذه العوامل من الفئات العمرية المختلفة وحسب الجنس والتوزيع الجغرافي للمشتركين في المسح.
والجميل في هذه الدراسة أنها شملت جميع المناطق بلا استثناء؛ لتتلاءم مع المتغيرات المختلفة في المملكة بيئياً وجغرافياً، بالإضافة إلى ما قامت به الوزارة من تأهيل للمشاركين في هذه الدراسة وإعداد للمنسقين الوطنيين لبرنامج رصد عوامل الخطورة للأمراض غير المعدية, ومشاركة عدد من القطاعات الصحية في داخل المملكة وخارجها في الإعداد لهذا البرنامج.
وبهذا تكون الوزارة قد هيأت البيئة المناسبة وعوامل النجاح لهذه الدراسة حتى تكون النتائج طيبة بإذن الله, وإذا ما توافرت النتائج لهذا المسح الشامل فإن هذه الدراسة ستوفر على الوزارة الكثير من الجهد والوقت وخفض التكاليف، وذلك عندما يتم التعرف على مسببات الأمراض والحد منها بدلاً من إنفاق المبالغ في العلاج والدواء, وأهم من ذلك وقبله المحافظة على صحة الإنسان وهو العناية والهدف.
( * ) المدير العام |