Monday 26th April,200411533العددالأثنين 7 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

(موراتي) ورئاسة الزعيم..!! (موراتي) ورئاسة الزعيم..!!

قرأت في أواخر شهر يناير الماضي خبراً مفاده أن رئيس نادي (أنتر ميلان) الإيطالي قد أعلن استقالته من رئاسة النادي، بالإضافة إلى أربعةٍ من أعضاء مجلس إدارته.
وقام الرئيس المستقيل بترشيح نائبه ليكون خليفةً له في منصب الرئاسة، والنائب المرشح هو نجم المنتخب السابق (جاسينتو فاكيتي).. وكان (أنتر ميلان) حينها يحتل المركز الرابع في بطولة الدوري المحلّي الذي انتهت مرحلته ال (17) آنذاك.
وذكر الخبر الذي نُسِبَ إلى الموقع الرسمي للنادي الإيطالي على شبكة الأنترنت بأن الرئيس المستقيل (موراتي) قد أنفق منذُ رئاسته ل (الأنتر) عام 1995م ملايين الدولارات لتعزيز صفوف الفريق، من بينها شراء عقد مهاجم (ريال مدريد) حالياً البرازيلي (رونالدو) من ناديه الأسبق (برشلونة)، ولم ينجح النادي الإيطالي خلال فترة رئاسة (موراتي) في إحراز لقب بطولة الدوري الذي كان آخر عهدٍ ل (الأنتر ميلان) به في موسم 88 - 89 م، بينما تمكن الفريق برئاسة (موراتي) من إحراز كأس الاتحاد الأوربي من أمام (لاتسيو) بعد تغلبه عليه في المباراة النهائية ب 2/0.
وقتها صرّح (موراتي) للصحافة، وقال من ضمن ما قال:(فاكيتي.. ولماذا لايكون ؟ إنه الرجل المناسب في المكان المناسب)، وأضاف قائلاً :(إنها ليست كارثة.. إنه فقط قرارٌ يسمح لي بالتراجع إلى الخلف بعض الشيء لكي أرى الأمور بصورةٍ أفضل) و(خطوةٌ من شأنها أن تسمح ل (فاكيتي) بأن يتحمّل مسؤولية إدارة النادي لأنه شخصٌ يستحق هذا المركز)، وفي إجابةٍ حول أسباب تلك الاستقالة أوضح (موراتي) بأن استقالته تعود لأحداث متنوّعة وذكر فقط:
(احتجاج أنصار النادي على مستوى الفريق ونتائجه المتدنيّة في الآونة الأخيرة، خصوصاً خسارته على أرضه من صاحب المركز قبل الأخير في سلّم الدوري).
رئيس النادي الحُلُم
لا أدري لماذا عندما قرأتُ ذلك الخبر حول استقالة رئيس النادي الإيطالي وتصاريحه للإعلام، قفزَ إلى ذهني رئيس نادي الهلال صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن مساعد..؟!.
ربما يعود ذلك إلى إحساس التفاؤل الذي تملّكني عندما تولّى سموه رئاسة الزعيم، فقد كان لديّ شعورٌ بأن هذا الرجُل سيكون مؤسساً وقائداً ل (حركةٍ إداريةٍ رياضيّة) ستنهض بالفكر الإداري في أنديتنا، بل ذهب بي تفاؤلي إلى أنه سيكون (أنموذجاً) لرئيس النادي الذي نرى وجوده في الرياضة السعودية (حُلُماً) صعب المنال، خصوصاً في ظل العقليات القائمة على إدارة بعض الأندية الرياضيّة لدينا.
مؤثرات
في جميع المجالات والميادين هناكَ (عوامل مؤثرة) تتحكم في (معدّل النجاح) الذي يبحثُ عنه من يدخلون ذلك الميدان أو المجال المتخصص، وليس شرطاً أن تكون تلك العوامل مرتبطة ارتباطاً مباشراً بذلك المجال، أيضاً قد تختلف العوامل من منطقة إلى أخرى، ومن مجتمعٍ إلى آخر، مع ثبات (ميدان النجاح) أو مجاله.
رياضيّاً
للرياضة مجتمعها أيضاً، فللمجتمع الرياضي عاداتٌ وتقاليدٌ وأعرافٌ رياضيّة قد تختلف من (مجتمعٍ رياضي) إلى آخر، ومهما كان التواجد والتعامل مع تلك المجتمعات يتم بالطرق العلميّة الحديثة، ووفق خُططٍ مدروسةٍ إلا أن ذلك التعامل يجب أن يأخذ في الاعتبار (جوانب أخرى)، ومن أهم تلك الجوانب مجموعة (العادات والتقاليد و... إلخ) الرياضيّة والتي من الصعب إخضاعها للطرق العلميّة، على الأقل طريقة قياس تلك المتغيّرات، كذلك فإن إغفال تلك الجوانب قد يهوي ب (النجاح) إلى أدنى مستوياته، فتأثيرها قد يخفى على متخذ القرار، وربما يتسم ذلك التأثير ب (عنصر المفاجأة) الذي قد يجعل من القرار مجرد كلام مقروء أو مسموع دون تحقيق أي فعاليّة كانت تُرجى من وراء اتخاذ ذلك القرار.
وقد يكون ذلك واضحاً في تبرير رئيس (الأنتر ميلان) لاستقالته عندما ذكر (احتجاج أنصار النادي على مستوى ونتائج الفريق) كأحد أهم الأحداث التي دعته لتقديم تلك الاستقالة - رُغم أن الفريق كان يحتل المركز الرابع حينها - فنظريّاً وعلميّاً وضع الفريق (جيّد جداً) أو على الأقل لنقل (ليس سيئاً)، ولكن هناك عوامل أخرى أثرت في عمليّة اتخاذ القرار، وهناك احتمال كبير بأن تلك العوامل قد وُضعت في الحسبان، ويبرز هذا الاحتمال في وصف (موراتي) للاستقالة بأنها (ليست كارثة.. بل إنها فرصة ستسمح له بأن يرى الأمور بصورة أفضل).
إعلاميّاً
لم يحاول رئيس (الأنتر) المستقيل أن يدافع عن نفسه وعن إدارته، وهو الذي صرف الملايين على النادي، وكان بإمكانه أن يذكر فقط إحضاره للنجم البرازيلي (رونالدو) بملايين الدولارات، كإنجازٍ في حد ذاته، وفي نفس الوقت كان بإمكانه أن يرفض الأصوات التي تحتج على مستوى الفريق ونتائجه، ويصفها بأنها (عقول مشجعي مدرجات)، كون الفريق يحتل المرتبة الرابعة، لكنه لم يتطرق لشيء من هذا، بل شكك في (رؤيته للأمور) وأنها ربما لم تكن (الأفضل)، وزاد على ذلك إشادته بنائبه المرشح ووصفه بأنه (يستحق هذا المركز)، في إشارةٍ إلى أن (فاكيتي) ربما يكون صاحب (نظرة) أفضل من تلك التي يمتلكها (موراتي) نفسه، في تلك الفترة، وهنا تكون الصورة نموذجيّة لمسألة تقبّل (الرأي.. والرأي الآخر)، فالرئيس الذي لقي المعارضة من أنصار الفريق لم يدافع عن توجهاته، بل وضّح بأن غيره ربما يكون أفضل منه توجهاً، وبالتالي استحق أن يخلفه في كرسي الرئاسة.
مجتمعنا الرياضي
- سلطة عليا (تشريعية) + منافسين.
- أعضاء شرف (بتوجهات وآراء مختلفة).
- سلطة رابعة (إعلام وصحافة متنوعة السياسات والأهداف).
- جماهير (من الصعب إرضاءها).
فمن يسعى لكسب تلك الأطراف (قدر الإمكان) ويحصل على (أكبر قدر) من ثقتها سيكون قادراً على اتخاذ القرار الأمثل وبالتالي تحقيق أعلى مايمكن من معدلات النجاح..
ولنبقَ في إطار الزعيم والرئيس الذي تفاءلتُ - وربما معي الكثيرون - بقدومه لكرسي الرئاسة في الهلال صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن مساعد بن عبدالعزيز.. وبغضّ النظر عن (السلطة التشريعية + المنافسين) على افتراض أن لهم نفس الدور والتأثير على بقية الأندية - رغم اختلاف ذلك التأثير ولكن لنفترض - سنجد الآتي :
أعضاء شرف الهلال
بكل تأكيد لن تتفق أيّ مجموعة على نفس التوجهات والآراء، لكن من المؤكد بأن رجال الهلال يتفقون على مصلحة هلالهم، وبعودةٍ إلى الاجتماع الشرفي (الكبير) الذي تم من خلاله تنصيب الأمير عبدالله رئيساً للهلال، نجد أنه كان بالإمكان أن يكون ذلك الاجتماع نقطة انطلاق لأن يبقى الجميع قريبين من الهلال وإدارة الهلال، وإن أحتاج ذلكَ إلى جهدٍ وصبرٍ وبذل المزيد من المحاولات لتقريب وجهات النظر من قبَل الإدارة الهلالية الجديدة آنذاك، وأجزم بأنه لو تم ذلك فستلقى إدارة الأمير عبدالله دعماً يفوقُ
(وبكثير) ماوُعد به في ذلك الاجتماع.
الصحافة والإعلام
الإعلام الرياضي لدينا وتحديداً الصحافة الرياضية تختلفُ أهدافها من مؤسسةٍ إعلامية إلى أخرى، بل من قسمٍ رياضي إلى آخر، ومن مقالٍ إلى مثله، وبمعرفة تلك الأهداف نكون قد عرفنا الدوافع والمقاصد لكل ماتنشره كل صفحة وكل صاحب عمود صحفي، هذا غير الوعي الذي يتصف به غالبية القراء، وقدرته على التمييز بين النقد ومايُنشر من أجل أشياء غير النقد..!!
فإدارة الأمير عبدالله بن مساعد عند قدومها لقيت (احتفاء) إعلامياً من أغلب الصفحات، إن لم يكن جميعها ومن ضمنها (الجزيرة) التي اتهمها سموه بأنها تتبع سياسة التضليل والإساءة للهـلال، رغم أن (الجزيرة) مازالت تسيرُ على سياسةٍ إعلاميةٍ معروفة، فلم تتغير تلك السياسة حتى يتغير رأي سموه الكريم (180ْ)، فما الذي تغيّر إذن..؟
وفي الوقت الذي يمارسُ الآخرون سياساتٍ (فاضحة)، ومكشوفة، إلا أنهم مازالوا يلقون الرضا لدى سمو رئيس الهلال، أو لنقل (غض الطرف) عن تلك الممارسات، فإذا كانت إدارة الهلال قد اتخذت من (الذود عن الهلال وعن صحة المعلومات التي تصل لجماهير النادي) سياسةً إدارية تجاه الممارسات التي تهدف إلى تضليل الشارع الهلالي - حسب ماوصفته - فلماذا لا تُطبق تلك السياسة (على طول الخط) ومع الجميع، بغض النظر عن المسميات..؟ ولماذا هذه الانتقائية في التطبيق..؟
التعامل مع الصحافة يحتاج للمرونة ومحاولة فهم (الرأي) الآخر، فإما إقناعٌ، أو اقتناع، إذا كان المجال مفتوحاً ل (الرأي.. والرأي الآخر) فعلاً..!! فأي رئيس نادٍ بكل تأكيد يهمه الدور الإعلامي، ويحرص على أن يكسب القنوات الإعلامية، وذلك من أجل مصلحة ناديه..
الجماهير الرياضيّة
شيءٌ طبيعي بأن تحكم العاطفة تصرفات وآراء الجمهور الرياضي، وهذا أمرٌ مسلّمٌ به، ولكن تبقى (ردة فعل) المسؤولين عن الأندية هي التي تحرك وتسيطر على تلك العاطفة، فمن السهل لدينا أن تكسب رضاء الشارع الرياضي حتى وإن لم تحقق الإنجازات التي يتمناها الجمهور الذي ينتظرها منك، فالاعتراف بهم كجمهور والاهتمام بما لديهم من آراء، بغض النظر عن مدى صحتها، من شأنه أن يجعل (الغضب الجماهيري) والاختلاف في وجهات النظر، في (قمة الرضاء)، وبدون بطولات، وقد راينا كيف تعامل رئيس النادي الإيطالي مع احتجاجات أنصار الفريق على أدائه، ولا نذهب بعيداً، فسمو رئيس الهلال رأى بنفسه كيف تغير توجه الجماهير الهلالية عندما اُتخذت بعض القرارات التي كانت تلك الجماهير تطالب بها، بل إنهم اعترضوا على استقالة سموّه، وطالبوه بالبقاء على رأس الهرم الهلالي، فعاطفة الجمهور الرياضي تحتاج لتعامل وإدارة من نوع خاص، لا إلى تهميش آرائهم، والدفاع عن التوجهات التي تتبناها الإدارة لمجرّد الدفاع، ولن يضير أي مسؤول لو ابدى بعض اللين مع جماهير ناديه، حتى وإن لم يأخذ بأرائهم.
فواصل؛ منقوطة
(؛؛) الأستاذ عادل البطي ظهر اسمه داخل البيت الهلالي في بداية الموسم وسمعنا بأنه كان مرشحاً لمنصب مدير الكرة، وفجأة تم تعيين الأستاذ إبراهيم اليوسف، وفي الفترة القريبة عاد كعضو مجلس إدارة، حقيقةً لا أستغرب الظهور لكنني أستغرب الاختفاء ثم العودة، وهذا يقودنا إلى تساؤل.. ماهي الكيفية التي تم بها تعيين اليوسف ؟! وهل عودة البطي كعضو مجلس إدارة له علاقة بخروج اسماء أخرى من نفس المجلس..؟!
(؛؛) اختلافنا في وجهات النظر، لايعني أن تصفني بما هو غير صحيح، فيكفيني أن تقول لي: لا أتفق معك في هذه، فهل هناك عاقل يجزم بصحة وجهة نظره بنسبة (100%)..؟!
(؛؛) مشكلة البعض أنه لايدري ماذا يفعل عندما يأتي من يسيء لأحد المقربين إليه فنجده يعيشُ حالةً من الشرود الذهني والتشتت.
(؛؛ عندما تلمس الانجازات لا تملك إلا أن تقول في نفسك : هنئياً لنا بكم.. وأظنُ بأن جميع الهلاليين يقولونها للأمير الذهبي وإدارته المشرفة على قطاع الناشئين والشباب..
(؛؛) بعض منتديات الأنترنت الرياضية أصبحت بحاجة إلى افتتاح (دار رعاية) يكتب على مدخلها: خاص بصغار مرضى (الإكسبلور)..!!

خالد العتيبي


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved