سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعادتنا صفحة شواطئ التي نشرتها الجزيرة في عددها رقم 11523 وتاريخ 26-2- 1425هـ لأيام الدراسة الأولى وأحيت داخلنا بعض الذكريات من خلال الموضوع الذي كتبه الزميل محمد بن عبدالله الحميضي بعنوان (عودة الفلكه) الذي تم تدعيمه بصوره حية للفلكة وهي العقاب عن طريق الجَلْد على القدمين المرفوعتين للأعلى كما يتضح من الصورة المصاحبة للخبر.
والحقيقة أننا نحنّ لذكريات الماضي في كثير من نواحي حياتنا وخصوصاً إذا كان ذلك يتعلق بأيام الصبا والدراسة الأولى في مراحل تعليمنا .. ولكن هذه الذكرى التي أعادنا إليها الزميل (الحميضي) والقائمون على اليوم الدراسي في مدرسة غسلة الابتدائية ليست من الذكريات التي نحنّ إليها ولا أقول هذا الكلام من باب أنني مررت بهذه التجربة فأنا ولله الحمد لم أمر بها ولا بأي تجربة مماثلة طيلة أيام دراستي ، ولكن أقول انها من الذكريات غير المرغوب بها لأنها كانت أسلوباً (يُعتقد) أنه تربوي في وقته ولكنه كان العكس لأنني لا أذكر أن العقاب الذي نفذ أمامي في حق بعض زملائي بهذه الطريقة كان مجدياً في تعديل سلوكهم سواء في الغياب أو المخالفات وغير ذلك.
وعندما ذكرت هذا الموضوع الذي نشرته الصحيفة أمام بعض الزملاء وقلت إنها أعادتنا لأيام زمان وذكرت حالة حدثت أمامي في حق زميلين قال أحد الحضور (إنها طلعتهم رجال)؟؟ ولا أريد التعليق على كلامه هذا ولكن الزميل أضاف أنه عندما دخل على أحد أبنائه هذا اليوم لإيقاظة للاستعداد للمدرسة رد عليه الابن (مالي خلق) ويضيف أنني احترت في الرد على ابني فلو كان عذره أنه مريض أو أنه لم يحل الواجب أو أي عذر يمكن علاجه لهان الأمر ولكن هذا العذر ما هو علاجه ؟ خصوصاً أن الطالب وصل للمرحلة المتوسطة ويقول أنني بعد تفكير وضعت (يدي) على عقالي الذي كان حينها فوق رأسي وقلت له (العقال له خلق) فما كان منه إلى أن نهض لإكمال استعداده للمدرسة.
والحقيقة أنني وقد يشاركني الكثيرون مازلت محتارا في سبب عدم رغبة النسبة الكبيرة من أبنائنا في مدارسهم ولماذا يتذرعون بالكثير من الأعذار حتى وصل بهم الأمر لادعاء المرض من أجل الغياب؟ مع أن الوزارة لم تألو جهدا في توفير كل سبل الراحة والرفاهية في المدارس وتهيئة الأجواء المناسبة لحد كبير لجميع الطلبة وفي جميع المراحل التعليمية كما أنها وبتوجيهات معالي الوزير حفظه الله وضعت كل الوسائل التربوية الحديثة التي يتعامل بها التربويون مع أبنائنا بمدارسهم حتى أصبحوا يعاملونهم معاملة أبنائهم في بيوتهم ، ولم تكتف بمنع الضرب بالمدارس فقط .. ولا أريد التفصيل في وسائل الترفيه الموجودة في المدارس التي وفرتها الوزارة فالجميع يعرفها إذا كان متابعا لأبنائه وحاضراً ومشاركاً المدرسة في متابعتهم.
ولكن السؤال الذي ظل وسيظل قائما متى تتغير نظرة أبنائنا لمدارسهم؟؟ انني لا أبرئ المنزل من المسؤولية ذلك أننا في منازلنا أو الغالبية منا مع الأسف وفرنا كل سبل الترفيه لأبنائنا وهيأنا لهم ما لم يتهيأ لمن سبقهم وبشكل قد ينعكس على مستقبلهم. اننا اليوم بحاجة لأن نعيد النظر في تعاملنا مع أبنائنا داخل المنزل وأن نغرس فيهم منذ الصغر حب المدرسة والتهيؤ لها وأن نكون عونا للوزارة ومسؤوليها في تحقيق أهدافها التي وضعتها خدمة لأبنائنا وألا نلقي بالحمل عليها لوحدها فكلنا في المسؤولية سواء.
داود بن أحمد الجميل
الزلفي - الجزيرة |