حالة التخبط التي تحدثها فرقة الخوارج في المجتمعات الإسلامية في كل عصر.. لا يمكن الخروج منها إلا كما تم دواؤها (أمس!) في القرون المفضلة.. وهو دواؤها الذي نحتاجه (اليوم!)، إنها السنن..
ومن أسباب الخروج من مآزق الخوارج هو القنوت (عليهم!).. روى البيهقي في سننه الكبرى (ج2 ص 245): عن عبدالرحمن بن معقل (أن علياً بن أبي طالب رضي الله عنه قنت في المغرب، فدعا على ناس وعلى أشياعهم، وقنت بعد الركعة). (صحيح الإسناد، تتقوى رواية عبدالرحمن برواية أخيه، وتخرج من الخلاف..، كما في رواية عبدالرزاق في مصنفه:ج3، ص 113، عن طريق الثوري عن سلمة بن كهيل عن عبدالله بن معقل، فبذلك يصح إسناد البيهقي).
(... فكل قد أجمع أن المغرب لا يقنت فيها إذا لم يكن حرب، وأن علياً - رضي الله عنه - إنما كان قنت فيها من أجل الحرب...)ا.هـ (شرح معاني الآثار ج1 ص 252).
قال ابن تيمية (القواعد النورانية ج1 ص 84): كان عمر - رضي الله عنه - إذا أبطأ خبر عليه جيوش المسلمين قنت، وكذلك علي - رضي الله عنه - قنت لما حارب من حارب من الخوارج وغيرهم...)ا.هـ
(ودعا الحسن البصري على بعض الخوارج كان يؤذيه فخر ميتاًَ..) (السياسة الشرعية ج1 ص 106).
(قال إسحاق الحربي سمعت أبا ثور يقول لأبي عبدالله أحمد بن حنبل، ما تقول في القنوت في الفجر، فقال أبو عبدالله: إنما يكون القنوت في النوازل، فقال له أبو ثور: أي نوازل أكثر من هذه النوازل التي نحن فيها؟ قال: فإذا كان كذلك فالقنوت، وقال الأثرم.. وسمعت أبا عبدالله يقول: القنوت في الفجر بعد الركوع، وسمعته قال لما سئل عن القنوت في الفجر، فقال إذا نزل بالمسلمين أمر قنت الإمام وأمن من خلفه، ثم قال مثل ما نزل بالناس من هذا (الكافر!) يعني بابك الخرمي الخارجي...)ا.هـ (الصلاة وحكم تاركها ج1 ص247).
وأهل الحديث يكفرون الخوارج كما هو معلوم - وفي تكفيرهم - هذا - نظر لأن بدعة الخوارج أصلها ما فهموه من القرآن فغلطوا في فهمه ومقصودهم اتباع القرآن باطناً وظاهراً ليسوا زنادقة كما أشار إلى ذلك شيخ الإسلام - رحمه الله -.
فلماذا لا يقنت عليهم في المسجد الحرام والمسجد النبوي... فالقنوت على الخوارج مطلب شرعي، حتى يكشف الله هذه الغمة ويتبيّن للناس (الحق!).
فالدعاء سلاح المؤمنين الأولين والآخرين، فلماذا لا يقنت على ابن لادن باسمه (المعين!!) كما فعل علي بن أبي طالب.. والحسن البصري؟
قال تعالى {وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ} وقال الرسول ژ: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ) قال أبو حاتم: في قوله صلى الله عليه وسلم: (عليكم بسنتي) عند ذكره الاختلاف الذي يكون في أمته، بيان واضح ان من واظب على السنن، قال بها، ولم يعرج على غيرها من الآراء، (وهو) من الفرقة الناجية..)ا.هـ (صحيح ابن حبان، ج1، ص178)، فهل أنتم فاعلون؟
|