ما حاول عدو أو ضال أو متآمر أن ينال من هذا الوطن؛ دولته وشعبه ومقدساته، إلا وأحبط الله عمله وفضحه وكشف أمره ولو بعد حين. وتؤكد هذا كل أحداث التخريب والانحراف والفتن في الثلاثة عقود الأخيرة منذ فتنة جهيمان إلى أحداث التفجيرات التي نعيشها هذه الأيام. ما فرَّ معتدٍ من يد العدالة والقصاص إلا ووقع في النهاية قتيلاً أو حياً.. لا توجد في هذا الوطن جريمة تُقيَّد ضد مجهول، سواء على مستوى الجرائم الفردية أو الجرائم التنظيمية، وما كان مقتل الخمسة الإرهابيين في جدة إلا جزاءً عاجلاً لما حدث في الرياض.
إن الأمن في هذا البلد محفوظ بضمان من فوق سبع سماوات.. إنها دعوة إبراهيم عليه السلام، التي أثبتها رب العالمين في كتابه العزيز { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا} «إبراهيم: 35».. إنها تتحقق الآن على يد العيون الساهرة على أمن هذا الوطن وأهله، والقلوب المؤمنة الشجاعة التي تبذل حياتها في سبيل الله؛ دفاعاً عن هذه الأرض المباركة التي تهفو أفئدة الناس للصلاة فيها، فيأتونها من كل فج عميق.. إنها دعوة إبراهيم، وقد استجاب ربه لدعائه، فما الله بغافل عما يعمل الظالمون.
|