مَن يردع شارون عن قتل عرفات؟

تضع إسرائيل كامل الشعب الفلسطيني تحت مرمى نيرانها، وهي لا تأتي بجديد عندما تهدد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بالاغتيال، أو عندما يقول رئيس وزرائها شارون (إنه لم يعد يشعر بالالتزام بالوعد الذي قطعه على نفسه بعدم المساس بعرفات).
والأحرى أن شارون، المزهو بقدراته الإرهابية المتفردة، إنما يتسلى بترديد مثل هذا الكلام، طالما أن كل الفلسطينيين مستهدفون حيث يتم ذبحهم يومياً برصاص قوات الاحتلال وعلى مرأى ومسمع العالم أجمع.
لقد قتل شارون الزعيمين الفلسطينيين الشيخ أحمد ياسين والدكتور الرنتيسي في أقل من شهر، ومر الحادثان وكأن شيئاً لم يكن من جهة محاسبة إسرائيل أو وضعها في المجتمع الدولي, خصوصاً أن القوة العظمى الوحيدة القادرة على فرض العقوبات والتأثير على القرارات قد باركت الجريمتين.
ولن يتعين على إسرائيل دفع الكثير، ولن تترتب على جريمة أخرى تقدم عليها كقتل عرفات مثلاً أية عقوبات أو مقاطعة دولية.
وللأسف فإن هذا السيناريو هو الوجه الأبرز للعلاقات الدولية اليوم، والحالة هي أقرب لقانون الغاب منها لمجتمع إنساني يفترض أن تحكمه المبادئ والقوانين والمثل العليا.
إن غياب كل ذلك يعني الفوضى والاحتكام لسياسة القوة والجبروت والطغيان، وهذه أبرز ملامح عالمنا والأساس لتشكيل عالم جديد.