* المجمعة - فهد الفهد :
هطلت عصر أول أمس السبت أمطار غزيرة جداً على مدينة المجمعة وحرمة مصحوبة برياح شديدة أدت الى اقتلاع كثير من الأشجار والنخيل وسقوط بعض أعمدة الكهرباء وانقطاع التيار الكهربائي عن بعض الأحياء والمزارع واقتلاع بعض الأبواب (الأوتوماتيكية) وخزانات المياه من أسطح المنازل.. كما صاحب الأمطار كميات من البرد الذي أدى الى بعض التلفيات في بعض مزارع القمح، وقد توالت السحب الرعدية على مدينة المجمعة من بعد صلاة العصر حتى قبيل صلاة العشاء، سالت على أثرها أودية المجمعة وفاض السد حيث بلغ منسوب المياه في أعلى مصب للسد 60 سنتمترا، رغم أن عبارات السد كانت مفتوحة للنهاية، كما صب فوق حرمة وارتوت جميع مزارع المجمعة وحرمة، وعبرت جميع المزارع وخرجت السيول مع مفارقها.. وشملت السيول الأودية المحيطة بمدينة المجمعة بشكل كثيف، وخاصة وادي المشقر الكبير ومن أهم روافده التي سالت العمار والخيس والرويضة والفروتي والبطين والشعبة الجادة وشعبة بني هلال وشعاب الحميدية.. كما سال وادي الكليبي بجميع روافده وهي أبو ذرية والقري وخري السدر والبليدات وأبو غويرات والترتقب وروض حطانة، وشملت السيول أيضا وادي خفنان والمنيهيج، والتقت سيولها بسيول وادي المشقر. وسال كذلك وادي المعيذر والشعيبة وهي أودية يفيض ماؤها قرب مدينة المجمعة. ولم تشهد مدينة المجمعة وما حولها مثل هذه الأمطار منذ فترة طويلة.
ونتيجة للرياح الشديدة التي صاحبت هطول الأمطار سقطت بعض الأشجار في الشوارع؛ مما أدى الى اغلاق بعض فتحات تصريف مياه الأمطار في بعض الشوارع وتجمعت المياه بشكل كبير، تحولت على أثرها بعض هذه الشوارع الى أودية يصعب العبور منها.
وفي حرمة دخلت المياه في احد المنازل مما أزعج أهلها وذلك نتيجة انسداد الفتحة التي تعبر المياه منها في احد الشوارع، وقد قامت بلدية محافظة المجمعة بجهود كبيرة حتى تم تصريف المياه وأزالت الخطر عن هذا المنزل.
وفي غمرة هطول الأمطار وغزارتها وقع حادثان مروريان، الأول على طريق السد بمدينة المجمعة حيث اصطدمت سيارة هايلكس غمارتين مع سيارة جيب نيسان وسوبربان جمس نتج عنه وفاة سائق السيارة الهايلكس الذي كان المتسبب الرئيسي في الحادث، ويبلغ من العمر 27 سنة، واصابة ركاب (الصالون) الذي كان بداخله عائلة تتكون من سبعة أشخاص باصابات بسيطة ومتوسطة ولله الحمد.
كما توفيت امرأة تبلغ من العمر 55 سنة إثر حادث وقع على الطريق السريع بالقرب من مدينة المجمعة، وذلك بعد ان اصطدم سائق السيارة (كامري) في جسر احد الكباري وبداخل السيارة رجل وزوجته وابنته، وتوفيت الزوجة بعد اصابتها بنزيف حاد داخل البطن، واصيب الزوج (السائق) بكسور في ثلاثة من ضلوعه، ووجود بعض الرضوض في صدر البنت.. وكان من أسباب الحادث كثافة مياه الأمطار في الطريق.. وقد باشر الحادثين رجال الهلال الأحمر بالمجمعة ورجال الدوريات الأمنية، حيث تم نقل المصابين الى مستشفى الملك خالد بالمجمعة.بلغت كمية الأمطار المتساقطة يوم أول أمس على المجمعة أكثر من 30 ملم وعلى الغاط 5 ملم وعلى حوطة سدير 1.4 ملم، بينما بلغت كميتها يومي الجمعة والسبت على مدينة المجمعة حوالي 60 ملم.. بينما بلغ منسوب المياه في سد المجمعة 6.30م وفي سد الغاط 7.5م وفي الوسيعة 5.20م وفي عضيدان 2م.
وبذلت بلدية المجمعة ممثلة في قسم الصيانة والتشغيل جهوداً كبيرة في سبيل ازالة الأشجار من الشوارع وتصريف السيول من خلال تسليك الفتحات الخاصة بذلك، وقد أشرف رئيس البلدية المهندس خالد بن محمد الهيج بنفسه على العمل، حيث تواجد في بعض الاماكن رغم هطول الأمطار، مما شجع العاملين على العمل في هذا الجو الممطر، وكان لهذا الموقف الرائع من رئيس البلدية أثره الكبير في نفوس المواطنين.. كما بذل رئيس قسم الصيانة الأستاذ علي البرغش جهودا طيبة.. وأصبح ينتقل في هذه الظروف الممطرة بين مواقع العمل، حيث شاركت البلدية بمعداتها المختلفة منها عدد اثنين شيول وكبريشن وماطور شفط ورافعة وعدد من العمال.هذا بالاضافة الى وجود فرقة طوارئ تعمل طوال الأربع والعشرين ساعة.وقد اقتلعت الرياح الشديدة بعض الخيام التي كانت منصوبة في مقر المعسكر الكشفي الدائم بمدينة المجمعة لاستخدامها في احدى المناشط الكشفية حيث اقتلعتها بهياكلها الحديدية وقواعدها وطارت في الهواء على بعد حوالي 500م بعد ان اصطدمت بسور المركز الشرقي وبعضها سقط خارج السور.. وكان من حسن الطالع أنه لا يوجد أحد في هذه الخيام حينها.. وقد بذل مدير المركز الأستاذ محمد بن دغيم الخمعلي والمفوض الكشفي بتمير الأستاذ علي الطامي وحارس المركز فواز المطيري جهوداً في الاتصال السريع على الدفاع المدني الذي حضر على الفور.وكعادته في مثل هذه الحالات قام الدفاع المدني بمحافظة المجمعة وكافة مراكزه بجهود طيبة في مساعدة بعض المواطنين الذي احتجزتهم مياه السيول وقال ل(الجزيرة) مدير ادارة الدفاع المدني بالمحافظة المكلف النقيب عبدالله العسكر أنه على الرغم من كمية الأمطار الغزيرة التي هطلت على مدينة المجمعة وما حولها إلا أن غرفة العمليات في الادارة لم تتلقَ، ولله الحمد، إلا بلاغات بسيطة عبارة عن احتجاز بعض السيارات التي تم استخراجها في الحال.
|