* بغداد - د. حميد عبد الله:
كشف مصدر عسكري في جيش الاحتلال الأمريكي أن قوات مشاة البحرية المارينز المنتشرة حول مدينة الفلوجة لجأت إلى تقليل الحصص الغذائية المخصصة للجنود بعد النقص الحاد في المواد الغذائية بسبب هجمات المقاومة العراقية على قوافل التموين المتجهة إلى تلك القوات.
وقال السرجنت رويز مسؤول المطعم في قاعدة الرمادي الرئيسية حيث يتمركز 1200 جندي أمريكي وهو يتحدث لمترجمين عراقيين يعملون في القاعدة: إن معسكرات الفرقة الأولى لمشاة البحرية بدأت في تقنين الغذاء منذ ثلاثة أيام وإن الجنود في ذلك المعسكر لا يتسلمون سوى وجبة ساخنة واحدة في اليوم بسبب الشحّ الحاد في المؤونة.. مضيفاً ان القيادة العامة تسعى لتقديم وجبة إفطار ووجبة غداء ساخنتين بعد ان تعرّض خط الإمدادات لعدة هجمات منذ بداية الهجوم على الفلوجة قبل أسبوعين، مشيراً إلى (لا نريد استنفاد المؤن لأن الغذاء لا يقل أهمية عن الحياة لكن هذا لا يعني أننا نعاني من انقطاع المخزون إلا أننا نريد ان تتمكن الشركات التي تتولى نقل الغذاء من الوصول إلى هنا بأمان).
وأوضح السرجنت رويز انه لم يتلق أي تموين غذائي الأسبوع الماضي مؤكداً قرب وصول شحنة أغذية.
وكان جيش الاحتلال الأمريكي في العراق وكبير موردي الإمداد والتموين إلى جنوده هناك قد أعلنا في 13 أبريل الجاري عن تأجيل إرسال قوافل الإمداد للقوات الأمريكية إلى حين تحسن الأوضاع الأمنية، وذلك بعد تعرض عشرات القوافل لهجمات من رجال المقاومة.
وقال دان كارلسون المتحدث باسم قيادة إمداد الجيش الأمريكي: ان بعض قوافل الإمدادات تأجلت بعد وقوع سلسلة من هجمات وعمليات أسر شملت مقاولين عاملين مع جيش الاحتلال، موضحاً انه لا يستطيع الإدلاء بتفاصيل عما هي الإمدادات التي تقرر تأجيل إرسالها وما إذا كان هذا سيؤثر على عمليات الجيش.
معروف ان المقاول الرئيسي لعمليات الإمداد والتموين للجيش الأمريكي هو شركة كيلوج براون اندروت (كيه. بي. ار) ومقرها تكساس. وترتبط هذه الشركة بمؤسسة الخدمات النفطية العملاقة هاليبرتون التي كان يرأسها ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي.
وللشركة 24 ألف موظف في العراق يعملون في كل شيء بداية من نقل الغذاء والشراب في شاحنات للقوات وصولاً إلى تسليم البريد.
وتعرضت القوافل التي تسير تحت حماية الجيش أو شركات أمنية خاصة لهجمات خلال الموجة الأخيرة من عمليات المقاومة.
وكان 7 من موظفي (كيه. بي. ار) في العراق قد فقدوا منذ ان تعرضت قافلتهم يوم الجمعة الماضي إلى هجوم من قبل عناصر المقاومة العراقية فيما قتل 30 آخرون من موظفي الشركة والمتعاقدين معها من الباطن خلال المواجهات الأخيرة في العراق. وحذر مسؤولون في سلطة التحالف من ان أي توقف أو نقص في الإمدادات قد يعرض الجيش للخطر ويقلص فاعليته في الميدان.
وتوقع هؤلاء المسؤولون ان يؤدي تعرض قوافل تقل المؤن إلى هجمات متواصلة من قبل المقاومة إلى ارتفاع النفقات بشكل كبير لأن الجيش سيحاول توفير مزيد من الأمن للقوافل التي تمده بإمدادات حيوية مثل الذخيرة والغذاء ومياه الشرب. وتقول (كيه. بي. ار) إنها كانت في اليوم العادي تقوم بتشغيل 700 شاحنة في الكويت أو العراق لنقل الإمدادات المطلوبة.
|