أحزاب وحركات سياسية عراقية تتفق لتشكيل حكومة خارج مجلس الحكم

* بغداد - د.حميد عبد الله:
صار هدف تحرير العراق قاسما مشتركا لجميع فصائل المقاومة العراقية على اختلاف أطيافها وانتماءاتها وتوجهاتها الأمر الذي وجد الأمريكيون أنفسهم فيه أمام وحدة عراقية غير متوقعة وغير مسبوقة اربك جميع خططهم.
وزير الخارجية العراقي الأسبق والشخصية القومية المعروفة صبحي عبد الحميد الأمين العام لحركة التيار القومي في العراق قال ان الانتفاضة الشعبية الواسعة التي يشهدها العراق وحدت الحركات والتيارات السياسية في تعارض الاحتلال الأمريكي وجعلتها تعمل تحت لافتة واحدة وخطاب واحد نبرته الرئيسية هي إخراج المحتل من العراق بأي ثمن وتشكيل حكومة وطنية مستقلة وتحرير البلاد من الاحتلال.
وأكد عبد الحميد الأمين على ضرورة العمل بكل الوسائل لمقاومة الاحتلال ورفض مجلس الحكم الذي عينه الأمريكيون داعيا الى اجراء انتخابات عامة وحل المليشيات المسلحة وتسليم العراق الى الأمم المتحدة تمهيدا لاعادة السيادة لأبناء البلاد.
وأضاف صبحي عبد الحميد ان الحركة القومية التي يترأسها تعارض قانون إدارة الدولة لأن الأمريكيين هم الذين وضعوه وهو لا يلبي رغبات الشعب العراقي ولا يخدم أي مصلحة وطنية ولا يوجد أي عراقي وطني يعترف بهذا القانون.
وقال السياسي العراقي البارز ان الطريقة المثلى لحكم العراق تتم من خلال اجراء انتخابات شرعية وحل المليشيات المسلحة لجميع الأحزاب والحركات التي تؤثر على وضع العمل على استتباب الأمن في كل أنحاء العراق لأن تدهور الأمن وكل ما يجري هو بفعل قوات الاحتلال (لذلك نحن نطالب بمشاركة من قبل الأمم المتحدة وان تنفض الولايات المتحدة يدها عن العراق تماما وتسلم إدارته للمنظمة الدولية لأنها هي الجهة الوحيدة التي نطمئن لها.. مشيرا الى ان حركته تعمل ضمن تآلف يضم الحركات التي تحارب الاحتلال وتناهضه، وقال إن أي حركة عراقية ضد الاحتلال نحن نتفق معها لان هدف كل وطني الآن هو ان يتخلص وطنه من الاحتلال).
ومن جهته قال المنسق العام للتيار الديمقراطي العراقي عبد الأمير الركابي ان اتصالات تجري في داخل العراق وخارجه مع القوى العراقية وبينها تيار مقتدى الصدر لاعلان حكومة وطنية وصفها بالمستقلة.
وأضاف الركابي انه تبعا للتطورات الحالية فان مثل هذا الإجراء أصبح ضروريا للغاية بعد ان قرر الأمريكيون تصعيد الموقف (بهدف كسر شوكة القوى الوطنية الحية) يدفعهم شعورهم بالرفض والمعارضة المتزايدة الشاملة لوجودهم من قبل العراقيين وفشلهم الذريع في شق الصف الوطني.
وأشار الركابي الى ان حقبة جديدة من السياسة القائمة على الإرهاب والقمع ومنع العراقيين من ابسط حقوقهم من التعبير قد بدأت وان إغلاق صحيفة الحوزة الناطقة باسم مقتدى الصدر واطلاق النار على التظاهرات السلمية وقصف المدن وحصارها هو (مرسوم للإعلان بالدم عن طور جديد من السياسة وجد المحتلون ان الوقت قد آن لهم أن يلجؤوا اليها إذا أرادوا لخططهم ان تنفذ).
وقال الركابي: ان الأمريكيين يسعون الى تحقيق أجواء مواتية تخلو من أي اعتراض أو رفض ولهذا ارتأوا أن يعتمدوا سياسة قمعية دموية هدفها القول للعراقيين ان عليكم ان تقبلوا بما نريده وما نقرره.
ولم يستبعد الركابي تطور الأوضاع باتجاهات تنذر بالانفجار العام مشيرا الى ان الانتفاضة الشعبية بوجه القمع الأمريكي والطور الحالي من السياسة التي يعتمدها للاحتلال هما بداية تحول جوهري في الوضع وفي نوع المواجهة مع الاحتلال مؤكدا ان ذلك يتطلب إقامة حكومة وطنية مستقلة لاعطاء الانتفاضة الحالية إطارا سياسيا يترافق مع برنامج شامل يتفق عليه المشاركون من القوى العراقية الحالية.