مفهوم الإجازة من المفيد أن يُوضَّح، ومن الضروري أن يُفسَّر معناها، بل من المهم أن نوجد تعريفاً عملياً مناسباً على أن يكون (موديله) جديداً جداً.. لأن القدماء -عفا الله عنهم- قد عرفوا الإجازة بأنها فراغ يجب أن يتلبسك وأن توقف مشاريعك الحيوية وغير الحيوية لتسقط في غيبوبة الإجازة التي أرغمت عليها دون أن تعرف معناها وأسبابها.
لقد رأيت صديقي -لأكن أكثر دقة فاقول: زميلي- لا يأخذ الإجازة إلا إذا ضاق بالأعمال، لاسيما حينما يهم بترميم بيته أو المساعدة في ترتيب زواج فلان أو فلانة، فالزميل -هداه الله- لا يلتفت إلى ما يقال عن أصل الإجازة أو فصلها، فقد كان يعتمد تعريف القدماء لها، والقدماء هنا ليسوا الفراعنة أو الصينيين، إنما أهل النظام الإداري الحديث الذين يربطون الإجازة للأسف بالظروف والمبررات التي يسوقها الموظف، فكلما كانت مبررات الغجازة أليمة ومفجعة تمكَّنْتَ من نيلها سريعاً..!!
لكن أن تكون الإجازة للراحة أو الاستجمام فهذا غير مؤكد، خذوا حذركم من الاستجمام؛ لأنني لا أعرف معناها، ولن أرجع لأصلها في القاموس؛ لأنني على ثقة أن ليس لها دخل في الإرهاب أبداً، أضيف إلى ذلك أنه من المهم أن نعيد للإجازة حقوقها بندوة أو مؤتمر، فقد عُبث بمفهوم الإجازة، وزُيِّف شعارها، فلكي تنجز عملاً يلزمك إجازة، هذا عين الخطأ، لكن أن تقوم ذاتك الشقية والكادحة بطلب إجازة فهو وهم يجب أن تتخلص منه، فالأمر الخاطئ أن تركض بكل ما تملك من قليل الصحة نحو أعمالك ومكابداتك دون أن تجد لنفسك فرصة تلتقط فيها الأنفاس، فهذه الفرصة هي الإجازة في معناها الحقيقي الواضح.
|