لا أدري كيف يمكن أن تصل جريدة الجزيرة هذا اليوم لقرائها في كل من المنطقة الغربية والشرقية، ذلك أن بعثها بطريق البر فضلا أن كونه يستغرق وقتا طويلا قد يتجاوز العشر ساعات وهذا يفوّت على القارئ فرصة قراءتها في الوقت المناسب في الصباح الباكر حسبما اعتاد القارئ، ولكن المشكلة الأخرى أن مندوب الوكالة للتوزيع سيرقبها في المطار، ولم يتعود أن يرقبها في محطة التكاسي، وهذا ايضا تفويت للوقت وارباك للمواعيد، ذلك أن حضرة جناب المسؤول بمكتب الخطوط بالرياض السيد احمد زكريا اقسم عدة أيمان أن لا يقبل شحنها الا بتعميد من مدير عام الخطوط، ومثل نفسه بصاحب الدكان الذي يأخذ الثمن قبل أن يعطي السلعة، ورغم إلحاحي في محاولة اقناعه أن مؤسسة الخطوط مرفق عام وليست مؤسسة خاصة، لان سعادة وكيل الوزارة للشؤون الاعلامية عندما اصدر مذكرة صباح الاثنين لمدير عام مؤسسة الخطوط في جدة وجه صورة من هذه المذكرة للفرع بالرياض لمباشرة التنفيذ قبل أن يصدر اليه التعميد الروتيني من جدة، والا لاكتفى باصدار مذكرة بدون صور للفرع. ورغم محاولاتي المتكررة لهذا المسؤول بأن هذا التعميد الأخير بناء على طلب مؤسسة الخطوط كحل لاشكالات الشحن التي تتكرر مع المؤسسات الصحفية، وبعد تلاوة المذكرة عليه من خلال الهاتف مطالبا اياه أن يلتفت يمينا او شمالا لتناول الصورة التي لا شك في انها بين الأوراق التي على مكتبه، رفض في اصرار أن لا يعمل شيئا بناء على هذه الصورة وحتى لو اطلع عليها عن طريق الصدفة فلن تغير من الامر شيئا، ولن تشحن الصحف، ولن تقرأ هذه الصحيفة غدا في غير مدينة الرياض اذا توقف نقلها على الشحن الجوي.
أسوق هذا الحديث لسعادة مدير عام الخطوط لعل لفتة منه تفتق أذهان بعض المسؤولين عن الشحن الجوي تطويرا للخدمة ورفعا لمستوى خدمة الخطوط، ولو وردت مثل هذه الواقعة الى سمعي لتصورت انها من ضمن المبالغات التي نسمعها دائما ولا نصدقها من ان بعض الموظفين يصرحون بأن الطائرة مزحومة وعند اقلاعها يفاجأ الركاب بأن فيها من الفراغ ما يكفي لاستيعاب عدد يماثل من فيها.
صالح السالم |