في مثل هذا اليوم 25 ابريل من عام 1859م، بدأت في بورسعيد أعمال حفر قناة السويس وهو الممر المائي الصناعي الذي يمتد 101 ميل عند برزخ السويس والذي يربط البحر المتوسط بالبحر الأحمر، وكان فريناند ديليسبس الدبلوماسي الفرنسي هو المُنظِّم لهذا المشروع الضخم.وفي العصور القديمة تم حفر قنوات صناعية في منطقة قناة السويس التي تربط بين آسيا وأفريقيا. ففي عصر الحكم البطليموسي لمصر تم حفر قناة تصل بين البحيرات المُرّة والبحر الأحمر وقناة أخرى تصل شمالاً إلى بحيرة التمساح. بيد أن هذه القنوات تهدّمت ربما لأسبابٍ عسكرية.وفي بداية القرن الخامس عشر فكر الأوربيون في بناء قناة عبر السويس تسمح للتجار بالإبحار من البحر المتوسط إلى المحيط الهندي عن طريق البحر الأحمر بدلاً من الإبحار لمسافة طويلة حول طريق رأس الرجاء الصالح.
وخلال الاحتلال الفرنسي لمصر قام القنصل الفرنسي بالقاهرة ديليسبس بعقد اتفاق مع حاكم مصر العثماني لبناء القناة وتم تشكيل فريق عالمي من المهندسين لوضع خطة البناء.وفي 1865 أُنشئت شركة قناة السويس ومُنحت حق تشغيل القناة لمدة 99 عاماً بعد إتمام المشروع.وبدأت عملية الحفر في 1859 بسواعد المصريين. وفي 17 نوفمبر 1869 اُفتُتحت قناة السويس رسمياً. وفي 1876 تم إدخال تحسينات كبيرة على القناة لتُصبح واحدة من أكبر الممرات الملاحية في العالم. وفي 1875 أصبحت بريطانيا أكبر مساهم في شركة قناة السويس. وبعد سبع سنوات غزت بريطانيا مصر.ورُغم حصول مصر على الاستقلال وفقاً لمعاهدة 1936 بين مصر وانجلترا، إلا أن بريطانيا احتفظت بحقوقها في حماية القناة.وبعد الحرب العالمية الثانية، طالبت مصر بإجلاء القوات البريطانية عن منطقة قناة السويس وفي يوليو 1956 أمَّمَ الرئيس المصري جمال عبد الناصر القناة بُغية الحصول على عوائد المرور في القناة لسداد تكاليف سد هائل على نهر النيل.ورداً على ذلك، قامت القوات الإسرائيلية والفرنسية والبريطانية باحتلال قناة السويس.ورحل العدوان الثلاثي عن مصر في مارس 1957 بعد ضغوط من الأمم المتحدة لتسيطر مصر على القناة وتُعيد افتتاحها للملاحة التجارية.وبعد عشر سنوات أغلقت مصر قناة السويس ثانية بعد حرب يونية 1967 واحتلال إسرائيل لشبه جزيرة سيناء. وفي السنوات الثماني التالية كانت قناة السويس هي الخط الفاصل بين الجيش المصري والإسرائيلي.وفي 1975 أعاد الرئيس المصري أنور السادات افتتاح قناة السويس كبادرة للسلام بعد محادثات مع إسرائيل. والآن تُبحر 50 سفينة في المتوسط بالقناة حاملةً ما يربو على 300 مليون طن من البضائع سنوياً.
|